1581 شهيدا.. طواقم غزة الطبية هدف إبادة صحية تمارسها إسرائيل

منذ 3 ساعات
1581 شهيدا.. طواقم غزة الطبية هدف إبادة صحية تمارسها إسرائيل

خلال الإبادة الجماعية التي استمرت 22 شهرًا، تعرض العاملون في المجال الطبي في قطاع غزة لهجمات مباشرة.

وتؤدي الهجمات التي تستهدف العاملين في المجال الطبي إلى تفاقم انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة، والذي كان هشا بالفعل قبل الحرب.

قُتل 157 طبيبًا و366 ممرضًا و103 صيادلة و254 مساعدًا طبيًا.

طوال حربها الإبادة الجماعية التي استمرت 22 شهراً في قطاع غزة، استهدفت إسرائيل العاملين في المجال الطبي، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتفاقم انهيار النظام الصحي.

يأتي مقتل وإصابة الطواقم الطبية في ظل تكثيف إسرائيل لهجماتها “الممنهجة” على المستشفيات والمراكز الطبية والصحية. ويقول مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، إن هذه السياسة تهدف إلى “تحطيم المنظومة الصحية وجعل المرض والموت واقعًا يوميًا”.

وفي منشور على تطبيق تلغرام، السبت، وصف البراش عمليات قتل واعتقال الأطباء والممرضين بأنها جزء من “الإبادة الطبية المباشرة” التي يتعرض لها القطاع الصحي في قطاع غزة.

أدت هذه الهجمات المُستهدفة إلى نقصٍ في الكوادر الطبية في قطاع غزة، وهو ما أكدته وزارة الصحة في غزة وتقارير حقوق الإنسان مرارًا وتكرارًا. وهذا يُعيق تقديم الرعاية للمرضى والجرحى، وخاصةً الرعاية الطبية المتخصصة.

وفي الوقت نفسه، هناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما أعاق الاستجابة السريعة للكوادر الطبية للمرضى وأدى إلى وفاة العديد من المرضى.

الطاقم الطبي في مرمى النيران

على مدار الإبادة الجماعية التي استمرت 22 شهرًا، تضررت الطواقم الطبية في قطاع غزة بشكل مباشر من عمليات قتل واعتقال وإصابات. ووفقًا لإسماعيل ثوابتة، المدير العام لمكتب الإعلام الحكومي، فإن هذا يُمثل “جريمة حرب شاملة وانتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي”.

وقال الثوابتة في حديث لوكالة الأناضول، إن عدد “شهداء الطواقم الطبية” في غزة بلغ نحو 1581 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن إجمالي الضحايا، بحسب الثوابت، سجّل 157 طبيباً، و366 ممرضاً، و103 صيادلة، و254 مساعداً طبياً، و611 إدارياً وصحياً.

وأوضح أن العدد المتبقي هم من العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المهنيين.

وعن عدد المعتقلين، قال الثوابتة إن إسرائيل اعتقلت منذ بداية الإبادة 362 من الكوادر الطبية، بينهم 88 طبيباً.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي أيضًا أن من بين إجمالي المعتقلين 132 ممرضًا وممرضة، و72 مساعدًا طبيًا، و47 إداريًا في القطاع الصحي. ويُقال إن بقية المعتقلين يعملون في صناعة الأدوية ومهن صحية أخرى.

وأشار الثوابتة إلى أن الهجمات المستهدفة للكوادر الطبية “تحرم المدنيين من حقهم في العلاج والرعاية الصحية المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف وتؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية”.

أبرز الأطباء الشهداء

عدنان البرش: طبيب أخصائي ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة. استشهد بعد أشهر من اعتقاله في سجون الاحتلال أثناء عمله في مستشفى العودة الخاص شمال قطاع غزة.

تم اعتقال البراش في ديسمبر/كانون الأول 2023، وأعلن نادي الأسير الفلسطيني (منظمة غير حكومية) عن وفاته في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مايو/أيار 2024.

محمد نمر قزعات: طبيب متخصص في جراحة الأطفال والجراحة العامة، استشهد مع ابنه يوسف طبيب أسنان في قصف إسرائيلي على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بتاريخ 12/5/2024.

أكمل الدكتور قزعات دراسته الجامعية والعليا في مصر والمملكة المتحدة. ويُعتبر من مؤسسي قسم جراحة الأطفال في مجمع الشفاء الطبي، حيث شغل مناصب عدة، منها رئيس قسم جراحة الأطفال في مجمع الشفاء.

إياد الرنتيسي: استشهد طبيب النساء والتوليد تحت التعذيب بتاريخ 17/11/2024، بعد أسبوع من اعتقاله خلال اقتحام مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.

وكان الرنتيسي يشغل في السابق منصب رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

عمر فروانة: طبيب أمراض النساء والولادة، استشهد مع زوجته وأطفاله وأحفاده بتاريخ 15/10/2024، في قصف إسرائيلي على منزله في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.

عمل الدكتور فروانة أستاذاً مساعداً في كلية الطب بالجامعة الإسلامية ثم تولى منصب عميد الكلية.

رأفت لباد: مدير قسم الطب الباطني في مستشفى الشفاء. قُتل في غارة جوية إسرائيلية في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. كان أيضًا مدير مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة، ومسؤولًا عن تدريب الأطباء في المستشفى الإندونيسي.

أبرز الأطباء المعتقلين

حسام أبو صفية: مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. معتقل لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد اقتحامه المستشفى وطرده منه تحت تهديد السلاح، وتدميره أجزاءً كبيرةً منه، ما جعله غير صالح للعمل.

في وقت سابق، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، أصيب أبو صفية في قصف إسرائيلي للمستشفى. إلا أنه رفض المغادرة وواصل علاج المرضى والجرحى. كما فقد ابنه عندما اقتحم جيش الاحتلال المستشفى في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

في فبراير/شباط الماضي، اعتقلت السلطات الإسرائيلية أبو صفية بتهمة “المقاتل غير الشرعي”. وتبين لاحقًا أنه تعرض للتعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة في يوليو/تموز الماضي إن حالة أبو صفية الصحية حرجة للغاية نتيجة المعاملة “الوحشية” التي تعرض لها أثناء اعتقاله من قبل إسرائيل، وحرمانه من العلاج الطبي.

مروان الحمّص: مدير مستشفى أبو يوسف النجار والمسؤول عن إدارة المستشفيات الميدانية في قطاع غزة. اختطفته وحدة خاصة إسرائيلية في 21 يوليو/تموز أثناء قيامه بمهمة طبية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة إن المتحدث باسمها في حركة حماس أصيب في قدمه أثناء اعتقاله، ولم تتوفر أي معلومات عن مكان تواجده أو حالته الصحية.

البنية التحتية في الأفق

بالإضافة إلى الهجمات المباشرة، يواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية تحديات جسيمة. تشمل هذه التحديات نقص الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية، مما يحول دون تشخيص حالات المرضى بوضوح، فضلًا عن تدمير المراكز الصحية والمستشفيات، ما يجعلها غير صالحة للعمل.

وبحسب بيانات نشرها منير البراش في 12 آب/أغسطس، فإن 15 مستشفى فقط من أصل 38 مستشفى في قطاع غزة تعمل بسبب الهجمات الإسرائيلية، بما في ذلك أربعة مستشفيات مركزية.

في هذه الأثناء، ذكر مكتب الإعلام الحكومي في أحدث إحصائية أصدرها نهاية مايو/أيار من العام الماضي أن 38 مستشفى في قطاع غزة إما تعرضت للقصف أو التدمير أو خرجت من الخدمة خلال الحرب التي استمرت 22 شهراً.

وتعرض نحو 82 مركزاً طبياً و164 منشأة صحية في قطاع غزة للقصف أو التدمير أو الإغلاق.

وفي هذا السياق، يشير التقرير الحكومي إلى أن إسرائيل هاجمت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 144 سيارة إسعاف في مناطق مختلفة من قطاع غزة، فيما تعرضت 54 مركبة للدفاع المدني، بما في ذلك مركبات إنقاذ (لم يحدد عددها).

ونتيجة لهذه الهجمات المستهدفة للبنية التحتية للقطاع الصحي، وصلت نسبة الإشغال في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل إلى 300%، كما أكدت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء.

الواقع الصحي

تُلحق الكارثة في قطاع غزة، المُدمَّر أصلاً قبل الإبادة الجماعية، خسائر فادحة في عدد المرضى والجرحى. وتُحذِّر وزارة الصحة مرارًا من أن المرضى يموتون بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأفاد البراش أن 18 ألف مصاب يحتاجون إلى إعادة تأهيل، ومن بين إجمالي المصابين تم تسجيل 4800 حالة بتر، بينهم 718 طفلاً. وقال مكتب الإعلام الحكومي إن 22 ألف مريض في غزة يحتاجون للعلاج في الخارج، وتمنعهم إسرائيل من المغادرة.

ويواجه 12.500 مريض بالسرطان خطر الموت بسبب عدم تلقيهم العلاج، كما يعاني 350 ألف شخص مصابين بأمراض مزمنة من حظر استيراد الأدوية، بحسب المكتب الحكومي.

يتزايد الضغط على النظام الصحي بسبب انتشار الأمراض الناجمة عن النزوح. وقد سجلت الحكومة في قطاع غزة 2,136,000 حالة إصابة بأمراض معدية (لم تُحددها) و71,338 حالة التهاب كبد.

وعلاوة على ذلك، أدت سياسة الجوع الإسرائيلية إلى زيادة الضغوط على النظام الصحي، وارتفعت معدلات سوء التغذية بشكل حاد.

وقالت حكومة غزة الأسبوع الماضي إن 1.2 مليون طفل يعانون من “انعدام الأمن الغذائي الحاد” بسبب توزيع الغذاء والمكملات الغذائية.

بدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

لقد أدت المجزرة الإسرائيلية إلى مقتل 62064 فلسطينياً، وإصابة 156573 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9000 شخص في عداد المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين، والمجاعة التي أودت بحياة 266 شخصاً، من بينهم 112 طفلاً.


شارك