دولار دون حواجز.. هل رفع البنوك القيود على “الكريدت كارد” يرتبط بطلب صندوق النقد؟

منذ 3 شهور
دولار دون حواجز.. هل رفع البنوك القيود على “الكريدت كارد” يرتبط بطلب صندوق النقد؟

وفي إشارة إلى تخفيف التوترات في سوق الصرف الأجنبي، قررت عدة بنوك مصرية الأسبوع الماضي رفع القيود على استخدام بطاقات الائتمان في المعاملات الدولية، سواء في الخارج أو للشراء من المواقع الأجنبية داخل مصر.

ورغم أن هذه الإجراءات التيسيرية تعكس تحسناً في السيولة الدولارية لدى البنوك، فإنها تأتي في وقت يوصي فيه صندوق النقد الدولي، الذي يدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر بقرض قيمته 8 مليارات دولار، بسياسة سعر صرف مرنة يتم فيها تحديد الجنيه مقابل الدولار وفقاً لآليات العرض والطلب دون تدخل مباشر من البنك المركزي.

ويتطلب سعر الصرف العائم الإزالة الكاملة لجميع القيود المفروضة على الدولار، سواء على بطاقات الائتمان للمعاملات الدولية للأفراد أو بيع الدولار للتجار لأغراض الاستيراد، حتى يمكن تحديد قيمة العملة المصرية عن طريق العرض والطلب.

أعلن البنك التجاري الدولي والبنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك قطر الوطني وبنوك أخرى عن مرونة أكبر في معاملات بطاقات الائتمان الدولية خارج مصر وعمليات الشراء عبر الإنترنت داخل مصر.

شمل ذلك خفض عمولة الشراء من 5% إلى 3% لكل معاملة، ورفع سقف البطاقة إلى ما يعادل حوالي 10,000 دولار أمريكي. هذا يعني عودة البنوك إلى نفس إجراءات التيسير التي طبقتها قبل أزمة العملة.

وقررت البنوك أيضًا رفع الحد الأقصى النقدي للعملاء المسافرين من 4 آلاف دولار إلى 10 آلاف دولار.

لجأت البنوك سابقًا إلى الحد من استخدام بطاقات الائتمان خارج مصر. ويرجع ذلك إلى تفاقم أزمة النقد الأجنبي واكتشاف حالات إساءة استخدام من قِبل العملاء للبطاقات لأغراض غير مقصودة، كالتداول مثلًا. وقبل الإجراءات الأخيرة، ازدهرت السوق السوداء.

الصندوق لا يريد أية قيود.

قال الخبير المصرفي محمد عبد العال لموقع ايجي برس إن صندوق النقد الدولي يوصي باستمرار برفع جميع القيود المفروضة على توفير النقد الأجنبي. وأشار إلى أن قرار البنوك المصرية برفع القيود جاء في إطار التزامها بخطة الإصلاح المتفق عليها مع الصندوق.

وأضاف أن الحكومة المصرية تتعامل مع توصيات صندوق النقد الدولي بـ”لباقة ومرونة”، حيث تم اتخاذ القرار بعد التأكد من تحسن موارد النقد الأجنبي واستقرار السوق، خاصة بعد العودة إلى نظام تحرير سعر الصرف في 6 مارس 2024، بعد فترة من التدخلات المؤقتة خلال جائحة كوفيد-19.

ويرى صندوق النقد الدولي أن سعر الصرف المرن سيكون حجر الزاوية في نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر وقدرتها على مواجهة كافة التحديات الخارجية.

رفعت مصر كافة القيود على الاستيراد، وموّلت كافة الاعتمادات المستندية للواردات، ورفعت حظر التمويل عن 13 سلعة كمالية، بهدف تثبيت سعر الصرف العائم.

رفع القيود أمر منطقي.

واتفق محمود نجلاء، المدير التنفيذي للنقد وأدوات الدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمارات المالية، مع الرأي السابق، مشيراً إلى أن قرار رفع القيود على بطاقات الائتمان من المرجح أيضاً أن يكون استجابة مباشرة لمطالب صندوق النقد الدولي.

وبحسب نجلاء، فإنه لا يوجد مبرر لإبقاء هذه القيود حتى بعد استقرار سعر الصرف وانتهاء أزمة النقد الأجنبي.

ويبلغ عدد بطاقات الائتمان في مصر نحو 7 ملايين بطاقة، وتتيح إجراء معاملات دولية للشراء خارج أو داخل مصر من خلال المواقع الإلكترونية بالتعاون مع شركتي فيزا وماستركارد العالميتين.

الضغط على الدولار

واستبعدت نجلاء أن تؤثر هذه الإجراءات التيسيرية بشكل كبير على الطلب على الدولار، حيث أن حجم التعاملات الفردية محدود مقارنة بعوامل مؤثرة أخرى مثل تدفقات الاستثمار الأجنبي أو الواردات.

وتابع: «إن الطلب الفعلي على الدولار يتأثر بحركة رأس المال الأجنبي في أوراق الدين، وكذلك بحجم الواردات نسبة إلى معدلاتها الطبيعية».

واتفق محمد عبد العال مع هذا الرأي، مشيرا إلى أن تأثير الأفراد محدود خاصة مع ارتفاع سعر الدولار واستمرار التعامل بالعملة الأجنبية عبر القنوات الرسمية فقط، بما في ذلك البنوك ومكاتب الصرافة.

وارتفع الجنيه بنحو 5 بالمئة أمام الدولار منذ بداية العام ويتداول في البنوك بسعر شراء نحو 48.58 جنيه وسعر بيع 48.68 جنيه.


شارك