ناسا: القمر الصناعي NISAR ينشر أكبر عاكس هوائي لمراقبة الأرض بدقة

منذ 3 شهور
ناسا: القمر الصناعي NISAR ينشر أكبر عاكس هوائي لمراقبة الأرض بدقة

كشف قمر ناسا الاصطناعي “نيزار” (NISAR) عن أكبر هوائي بُني على الإطلاق لمراقبة الأرض بدقة. سيتتبع هذا القمر الصقيع الدائم والزلازل وتغيرات النظام البيئي بدقة تصل إلى سنتيمتر واحد.

أعلن العلماء عن إنجازٍ هام في المهمة المشتركة بين ناسا ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO)، والتي نجحت في نشر أكبر هوائي في التاريخ في الفضاء. يبلغ قطر هذا الهوائي، المعروف باسم “الطبق الذهبي”، 12 مترًا، ويشكل العنصر المركزي للقمر الصناعي NISAR.

أوضحوا أن قمر نيسار الصناعي طُوّر لرصد ما لا تستطيع الكاميرات التقليدية رصده. وتتمثل مهمته في تتبع حركة الجليد تحت السحب، ورصد حتى أدق تشوهات سطح الأرض بعد الزلازل أو الانفجارات البركانية. كما سيرصد التغيرات في الغابات والمستنقعات. وأشاروا إلى أن هذه المهمة فريدة من نوعها، إذ تجمع، ولأول مرة، رادارين يعملان في النطاقين L وS. وهذا يسمح برصد التغيرات بدقة تصل إلى سنتيمتر واحد. ونظرًا لدقة التفاصيل، يُعد هذا عاملًا حاسمًا في التنبؤ بالكوارث الطبيعية وإدارة البنية التحتية.

وجدوا، على سبيل المثال، أنه لتحقيق دقة 10 أمتار بهوائي تقليدي، يلزم طول 19 كيلومترًا. ومع ذلك، فإن تقنية الرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR) قادرة على محاكاة عدسة مستحيلة كهذه، مما يُمكّن من إنشاء صور عالية الدقة، بل وحتى “أفلام ثلاثية الأبعاد”، للتغيرات على سطح الأرض.

اعتبر العلماء أن نشر العاكس إنجاز هندسي فريد. طُوي الإطار، الذي يزن حوالي 646 كيلوغرامًا، والمكون من 123 عنصرًا مغطى بشبكة ذهبية، ليشكل مظلة عملاقة. استغرق فتحه قرابة أسبوعين، حيث امتد الذراع الذي يبلغ طوله تسعة أمتار، وانفتحت الأجنحة.

من اللافت للنظر أن هذه المهمة تُمثل تتويجًا لعقود من تطوير تكنولوجيا الرادار. ففي عام ١٩٧٨، أظهر القمر الصناعي سي سات قدرات هذه التكنولوجيا لأول مرة، وفي تسعينيات القرن الماضي، كشفت مهمة ماجلان عن المعالم الخفية تحت سحب كوكب الزهرة. واليوم، يرتقي نظام نيسار بهذه التكنولوجيا إلى مستوى جديد، ليصبح أداة عالمية للرصد والإنذار المبكر، ذات تأثير مباشر على حياة ملايين البشر حول العالم.


شارك