لماذا نشعر بألم في الدماغ عندما نتناول الآيس كريم؟.. خبراء يجيبون
هل سمعتَ يومًا بـ”صداع الآيس كريم”؟ ذلك الألم المفاجئ الذي يصيب دماغك عند تناول الآيس كريم. سببه غير معروف في الغالب، لكن الباحثين يحاولون تفسيره علميًا.
-إشارة يرسلها الدماغ
يفسر الخبراء ذلك على أنه رسالة من الدماغ، ولكن من الناحية العصبية، تكون المشكلة أكثر تعقيدًا. يوضح خوسيه ميغيل، أستاذ التغذية والشعب الهوائية في كلية الطب الوقائي والصحة العامة بجامعة فالنسيا: “ينتج هذا الألم عن دخول عنصر بارد (صلب، سائل، أو غاز) عبر الفم/الجزء الخلفي من البلعوم. يؤدي هذا التغير المفاجئ في درجة الحرارة إلى انقباض الأوعية الدموية وتوسعها لاحقًا في هذه المنطقة. يفسر العصب الثلاثي التوائم، الذي يربط الوجه بالدماغ، هذا التغير على أنه تهديد حراري، ويرسل إشارة ألم إلى الدماغ”.
-لماذا لا أشعر بألم في فمي؟
يقول خوسيه إن الألم لا يحدث في الفم، بل عادةً في الجبهة أو الصدغين. يُسمى هذا “الألم المُرجَع”، حيث يُسيء الدماغ تفسير مصدر المُحفِّز، وهو أمر شائع جدًا في أنواع أخرى من الألم الحشوي.
-هل يمكن أن يكون الألم مفيدًا؟
أشارت مقالة نُشرت عام ٢٠١٠ في مجلة طب الرعاية الحرجة بعنوان “هل يمكن لصداع الآيس كريم أن ينقذ حياتك؟” إلى أن آليات تجمد الدماغ قد تُلهم استراتيجيات سريرية لحماية الدماغ بعد السكتة القلبية من خلال خفض حرارة الجسم العلاجي. ويُعتقد أن هذه الاستجابات العصبية الوعائية السريعة تُساعد في تنظيم الضغط داخل الجمجمة، وتدفق الدم الدماغي، وردود الفعل اللاإرادية، وفقًا لتقرير كتبه خوسيه على موقع “ذا كونفرسيشن”.
-هل هو ألم شديد؟
يقول خوسيه إنها ظاهرة غير ضارة تزول تلقائيًا ودون عواقب طبية. ومع ذلك، هناك حالة سريرية استثنائية نُشرت في المجلة الأمريكية للطب الشرعي وعلم الأمراض عام ١٩٩٩: انهار شاب بعد شربه ماءً شديد البرودة. اشتبه خبراء الطب الشرعي في أن سبب الوفاة هو رد فعل عصبي مبهم حاد، وليس تجميدًا دماغيًا تقليديًا، بل رد فعل لا إرادي غير متحكم فيه في مواجهة الحرارة الشديدة والاستعداد الفسيولوجي.
ويهدف هذا الحدث المعزول إلى إظهار قدرة الجسم على الاستجابة بشكل جذري للمحفزات المتطرفة، وليس إثارة المخاوف بشأن الآيس كريم أو المشروبات الباردة.
هل يمكن للآيس كريم أن يمنع الصداع؟
يمكن الوقاية من ذلك باتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة، مثل: الاستراتيجية الأكثر فعالية هي تناول الطعام أو الشراب ببطء. فعندما نتناول طعامًا باردًا بسرعة، يحدث التحفيز الحراري للفم فجأةً، فلا يستطيع الجسم التعويض في الوقت المناسب، مما يُحفز استجابةً للألم.
ومن المهم أيضًا تجنب ملامسة الطعام البارد مباشرة للجزء العلوي من الفم، حيث أن هذه المنطقة غنية بالأوعية الدموية وتقع بالقرب من العصب الثلاثي التوائم.
إذا بدأ الألم، فهناك حيلة بسيطة: اضغط بلسانك على سقف فمك. يساعد هذا التلامس على استعادة درجة الحرارة وتخفيف الانزعاج في ثوانٍ.
