ليبيا.. انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية

• انطلقت الانتخابات في 26 مجلسا محليا، فيما أعاقت الطعون عملية التصويت في أكثر من ثلثي البلديات المشمولة بالمرحلة، بحسب بيان للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا.
أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، يوم السبت، بدء المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، والتي ستُجرى خلالها انتخابات 26 مجلسًا محليًا. وأشارت المفوضية إلى وجود مشاكل في أكثر من ثلثي البلديات المتضررة.
وقالت اللجنة في بيان لها: “بدأت العملية الانتخابية في تمام الساعة التاسعة صباحا (بالتوقيت المحلي) بهدف انتخاب 26 من أصل 63 عضوا في المجالس المحلية المقرر لهم المشاركة في العملية الانتخابية (في المرحلة الثانية)، بعد أن أكمل معظمهم جميع الخطوات المطلوبة من العملية وأصبحوا مؤهلين للمشاركة في مرحلة الانتخابات”.
وأعلنت الهيئة أنها علقت العملية الانتخابية في عدد غير محدد من البلديات الأخرى المشمولة في هذه المرحلة حتى 23 أغسطس/آب 2025، مشيرة إلى “الاعتداءات الصارخة” التي تعرضت لها عدد من مكاتبها خلال الساعات الأخيرة، وآخرها مكاتب إدارة الانتخابات في بلديتي الزاوية والعجيلات (غرب).
ولم توضح اللجنة تفاصيل الهجمات أو الأطراف المتورطة فيها، لكنها ذكرت أنها “ليست مجرد تعبير عن مجموعات لها مواقف من العملية الانتخابية في مجتمعاتها، بل هي أجندة لقوى الظلام وعدم الاستقرار التي لها مصلحة في تهميش الناس واستبعادهم من صنع القرار”.
وأشارت إلى أن الانتخابات في بلديات أخرى توقفت “بأمر تعليق من الأجهزة الأمنية”، دون تقديم مزيد من التفاصيل أو تحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات.
ومع ذلك، اعتبرت اللجنة أن إقبال الناخبين في مختلف مراحل العملية الانتخابية – سواء هذه أو المراحل السابقة – “يبعث على التفاؤل ويظهر وعياً متزايداً بين المواطنين وفهمهم لأهمية المشاركة السلمية والمتحضرة، بما يتماشى مع شعوب العالم الأخرى التي اختارت الانتخابات كوسيلة للانتقال السلمي للسلطة”.
وتابعت: “ندعو جميع الناخبين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع والتعبير عن آرائهم دون أي تدخل. فالقوانين واللوائح تضمن لكم حرية الاختيار وسرية الاقتراع. لا مجال للتدخل في تصويتكم مهما انتشرت حملات التضليل والافتراء والشائعات التي تهدف إلى نشر السلبية وحجب الإيجابية، في بلد يتطلع مواطنوه إلى التحرر من فترة انتقالية طويلة جلبت المعاناة للبلاد”.
“هجمات إجرامية”
خلال مؤتمر صحفي عُقد تزامنًا مع انطلاق العملية الانتخابية، قال عضو المفوضية، عبد الحكيم الشعب: “شهدنا صباح أمس اعتداءات إجرامية على مبنى إدارة الانتخابات بالساحل الغربي، ومكتبها بمدينة الزاوية، وقبلها مكتبها بمدينة زليتن (غرب). كانت هذه محاولة يائسة لحرمان الليبيين من حقهم في اختيار مرشحيهم”.
وذكرت صحيفة الشعب أن الهيئة “أصدرت قرارها رقم 2 في يناير/كانون الثاني الماضي وأقرت 63 دائرة انتخابية للمجموعة الثانية”.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الشرقية (نيابة عن مجلس النواب) أصدرت تعليمات الليلة الماضية بإيقاف العملية الانتخابية في 16 بلدية، ليرتفع عدد البلديات التي أوقفتها الحكومة الشرقية إلى 26 بلدية.
كما صرّح بأن “مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في 26 بلدية صباح السبت، بينما تعذر إجراء الانتخابات في سبع بلديات بسبب أحداث الأمس، وهي: الزاوية الوسطى، الزاوية الوسطى، الزاوية الشمالية، الزاوية الغربية، صرمان، صبراتة، وبئر الغنم. وتقرر تأجيل الانتخابات في هذه البلديات إلى 23 أغسطس/آب المقبل”.
تعليق الدبيبة
وفي حين لم تعلق الحكومة التي يرأسها أسامة حمد، والتي انبثقت من مجلس النواب في الشرق، على التطورات حتى الساعة 2:30 بعد الظهر (بتوقيت غرينتش)، أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في غرب البلاد عبد الحميد دبيبة بالانتخابات.
وقال الدبيبة في بيان إن الانتخابات المحلية “خطوة مهمة في بناء الدولة الديمقراطية المنشودة وعكست مدى وعي المواطن في تقرير مصيره واختيار الطريق الأمثل لبناء دولته”.
وأضاف: “لا شك أنه من غير المقبول عرقلة العملية الانتخابية، ومنعها في عدد من بلديات هذه المجموعة، ومنع المواطنين من الوصول إلى صناديق الاقتراع”.
وتابع الدبيبة: “إن الانتخابات المباشرة تظل رؤيتنا الثابتة، والتي ندعمها، والطريقة الوحيدة التي نعتزم تحقيقها في جميع أنحاء البلاد للتغلب على الانقسام السياسي وإنهاء التحولات الطويلة والمرهقة التي شلت بلادنا ومواطنيها”.
“الموقف الدولي”
كما علقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حيث أشادت في بيان لها “بالمفوضية الانتخابية الليبية على استعداداتها الفنية والتزامها الثابت بضمان مصداقية العملية الانتخابية”.
ودعت البعثة “جميع الأطراف والجهات المعنية إلى دعم العملية الانتخابية، وضمان البيئة الآمنة اللازمة لإجراء العملية الانتخابية، واحترام نزاهة الانتخابات ونتائجها”.
وأعربت البعثة عن “أسفها لتعليق الانتخابات في عشرات البلديات”.
في 16 نوفمبر 2024، أنجزت المفوضية العليا للانتخابات الليبية المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية في 58 بلدية من أصل 143 بلدية في ليبيا.
إلى جانب المجالس المحلية، يأمل الليبيون في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية لإنهاء الصراعات والانقسامات التي تجلى منذ بداية عام 2022 في وجود حكومتين: واحدة بقيادة أسامة حمد المعين من قبل مجلس النواب (شرق)، والأخرى بقيادة حكومة الوفاق الوطني بقيادة عبد الحميد دبيبة ومقرها طرابلس (غرب).