صناع ومستثمرون: علاج التشوهات الجمركية يرفع معدلات الاستثمار والتصنيع

منذ 2 ساعات
صناع ومستثمرون: علاج التشوهات الجمركية يرفع معدلات الاستثمار والتصنيع

• تشديد الرقابة على الحدود يمنع تدفق المواد المهربة. ويُعد تفعيل قانون المعاملة التفضيلية من أهم أدوات إنعاش الصناعة الوطنية. • إجراء دراسة شاملة لحل المشاكل الجمركية من قبل الجهات المختصة.

أكد رجال أعمال ومستثمرون أن حرص الحكومة على إزالة كافة المخالفات الجمركية التي تواجه المصنعين وتكثيف الرقابة في الموانئ للحد من تهريب المواد الممنوعة سيعمل على تحسين مناخ الاستثمار وزيادة معدلات الإنتاج والتصدير.

في وقت سابق، وجهت المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، برئاسة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، الجهات المعنية بإجراء دراسة شاملة للقضاء على التشوهات الجمركية، بما يضمن الترويج للمنتجات المصنعة محليًا. كما دعت إلى سرعة تطبيق إجراءات وضوابط صارمة من قبل جميع الجهات المسؤولة عن استيراد السلع إلى السوق المصرية لحماية الصناعة الوطنية من الممارسات التجارية الضارة.

وتم تكليف وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة المالية والبنك المركزي المصري لحل هذه المشكلات في أسرع وقت.

أشاد محمد البهي، رئيس لجنة الجمارك والضرائب بجمعية الصناعات المصرية، بالإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها لحماية الصناعة المحلية.

وأضاف البهي أن القضاء على المخالفات الجمركية من شأنه تحسين مناخ الاستثمار وزيادة معدلات الإنتاج والاستثمار وتحفيز رغبة الشركات في التوسع والإنتاج.

وأوضح أن هذه التوجيهات تكمل القرارات التي سبق وأن اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى استبدال الرسوم المختلفة المفروضة على الشركات المختلفة بضريبة موحدة على صافي الأرباح، مع التغلب على كافة العقبات والتحديات التي يواجهها القطاع الصناعي.

وأشار الباهي إلى أن التشوهات الجمركية والضريبية من أبرز التحديات التي يواجهها المستثمرون، موضحًا أن كثرة الرسوم والإجراءات تُحدث اضطرابات كبيرة في دورة الإنتاج.

قال الدكتور صبحي نصر نائب رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان، إن حل ومكافحة التشوهات وتكثيف الرقابة على الحدود للحد من تدفق التهريب أمر بالغ الأهمية وسيكون له تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المصري ككل، وعلى القطاع الصناعي بشكل خاص.

وأضاف صبحي أن التشوهات الضريبية والجمركية خلال السنوات الأخيرة من أبرز المعوقات والتحديات التي طالبت جمعيات الأعمال منذ فترة طويلة بحلها، باعتبارها عائقاً أمام الاستثمار في مصر.

وأشار صبحي إلى أن تقييد استيراد السلع وتطبيق قانون الأفضلية من أهم أدوات تعزيز مناخ الاستثمار والصناعة في مصر خلال الفترة المقبلة.

وأكد صبحي أن دعم المستثمرين وإيجاد حلول فورية للمشاكل والتحديات التي تواجههم مهام هامة يجب على الحكومة الاستمرار في متابعتها حتى يتمكن الاقتصاد من التعافي والازدهار.

قال عضو جمعية المستثمرين أسامة حفيله إن تشكيل لجان خاصة لمعالجة كافة مشاكل المصنعين والمنتجين من شأنه تنشيط الاقتصاد وتحسين معدلات النمو بشكل كبير خاصة فيما يتعلق بالقضايا الجمركية والضريبية المهمة.

قال الدكتور محمد خميس شعبان، رئيس جمعية مستثمري 6 أكتوبر، إن معالجة التحديات التي تواجه القطاع ستشجع المصانع على التوسع واستغلال طاقتها الإنتاجية بالكامل.

وأضاف أن العديد من القرارات اتُخذت مؤخرًا لتشجيع الاستثمار، لا سيما فيما يتعلق بالنظام الجمركي والضريبي، مما ساهم في حل العديد من المشكلات التي تواجه الاستثمارات القائمة، وشجعها على تنفيذ التوسعات المؤجلة.

وأشاد شعبان بالسياسات التي أصدرها فريق وزراء الاقتصاد، خاصة فيما يتعلق بتشديد الرقابة على السلع المستوردة، بهدف دعم الصناعة المحلية والحد من الاستيراد، ما يتيح للصناعة المحلية فرصة الازدهار.

أكد خميس على ضرورة تفعيل قانون تفضيل المنتج المحلي والحد من الاستيراد العشوائي واسع النطاق. وأضاف أن العديد من السلع غير الأساسية يمكن توريدها محليًا، مما سيوفر ملايين الدولارات من النقد الأجنبي.

جدير بالذكر أن أحمد عماوي، رئيس مصلحة الجمارك، أكد حرص المصلحة على تذليل جميع العقبات التي تواجه المُصنّعين في مصر، وتذليلها، معتبرًا المصلحة شريكًا أساسيًا في نجاح النهج الجديد للارتقاء بالأداء الجمركي.

وأوضح أن “الإعفاءات الجمركية” تمثل خطوة جديدة في سبيل استعادة ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، وتساهم في تسهيل حركة التجارة وخلق بيئة استثمارية جاذبة ومحفزة.

أكد عماوي أن الهيئة تعمل على تبسيط وتسريع الإجراءات الجمركية وتقليص متوسط أوقات التخليص. وقد تم تطبيق نظام التخليص المسبق في جميع المراكز اللوجستية، وتم تجريب نظام شامل لإدارة المخاطر لتسريع التخليص الجمركي للشحنات منخفضة المخاطر. ووفقًا لرئيس مصلحة الجمارك، يجري أيضًا تطبيق أنظمة تصنيف وتقييم آلية لضمان سرعة تحديد البضائع، ودقة التقييم الجمركي، وتقليل النزاعات من خلال الحد من التدخل البشري.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ عام ٢٠١٨، شرعت الحكومة، ممثلةً بوزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية، في عملية تحول وتطوير شاملة، شملت تقديم حزم تحفيزية للمستثمرين، لا سيما في مجالي الضرائب والجمارك. وأطلقت الحكومة مشاريع التحول الرقمي، مثل نظام الإقرار الإلكتروني، والنظام الضريبي الرئيسي الجديد للشركات، ونظام الفاتورة الإلكترونية، ونظام الإيصالات الإلكترونية، ونظام توحيد معايير وأسس احتساب الضرائب على الأجور والرواتب، ومشروع تطوير البنية التحتية، وتقليص زمن التخليص الجمركي، وتخفيض الرسوم، وأتمتة عمليات التخليص الجمركي.

يأتي تطبيق النظام الضريبي المُبسّط، المُوجّه للمشاريع التي يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 20 مليون جنيه مصري أو أقل، بالإضافة إلى إنشاء وحدة دعم المستثمرين لتبسيط الإجراءات وتهيئة بيئة ضريبية داعمة للمشاريع. كما سيُتيح مكتب التخليص المسبق للمكلفين الحصول على إقرار رسمي مُلزم بشأن طبيعة معاملاتهم الضريبية قبل التنفيذ، مما يُرسّخ مبدأ اليقين الضريبي.

يمكن أيضًا تقسيط الرسوم الجمركية على شحنات الإنتاج لمدة تصل إلى ستة أشهر، مع إعفاء الأشهر الثلاثة الأولى من دفع الضريبة الإضافية. إضافةً إلى ذلك، تُراعى الضمانات المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية، ويمكن إضافة ضمانات أخرى مقبولة لدى الجمارك، مثل وثائق التأمين. ويتم الإفراج الجمركي بعد ذلك خلال يوم واحد، بدءًا من تجهيز البضائع للتفتيش وحتى اعتماد شهادة “القطعة الواحدة” وجميع المواد غير القابلة للعرض وإشعارات الميناء الجاف الواردة. أما بالنسبة للبضائع الخاصة، مثل المواد الغذائية، فيتم التفتيش الفوري من قبل الجهات المعنية دون انتظار لمدة 24 ساعة.

بالإضافة إلى إمكانية إدراج الشركات المُصدّرة إلى مصر على “القائمة البيضاء” شريطة عدم رفض شحناتها من خلال الفحوصات المخبرية خلال عام واحد، يُسمح للمصانع أيضًا بنقل وتخزين سلع الإنتاج الخاضعة لـ”المطابقة البصرية” بشروط. وهذه إحدى أهم وأبرز سمات حزم التسهيلات التي أقرتها الحكومة مؤخرًا.

 


شارك