بعد تباطؤ التضخم للشهر الثاني.. هل يخفض “المركزي” أسعار الفائدة؟

منذ 3 شهور
بعد تباطؤ التضخم للشهر الثاني.. هل يخفض “المركزي” أسعار الفائدة؟

تباينت توقعات بعض الخبراء الاقتصاديين والمصرفيين بشأن قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، التي ستجتمع الخميس المقبل، بعد انخفاض التضخم للشهر الثاني على التوالي.

في أبريل/نيسان من العام الماضي، خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 2.25% لأول مرة منذ أربع سنوات ونصف، وفي مايو/أيار بنسبة 1%. وبذلك، انخفض سعر الفائدة على الودائع إلى 24% وسعر الفائدة على الإقراض إلى 25%.

في اجتماعه الأخير في يوليو/تموز، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، مُجادلاً بالحاجة إلى مزيد من الوقت للنظر في استمرار دورة التيسير النقدي. يتيح هذا النهج وقتاً كافياً لتقييم الأثر المحتمل للتغييرات التشريعية المُعلنة مؤخراً، بما في ذلك تعديلات ضريبة القيمة المضافة.

تخطى معدل التضخم في مدن مصر أغلب التوقعات، حيث انخفض للمرة الثانية في يوليو/تموز من 14.9% في يونيو/حزيران إلى 13.9%، رغم ارتفاع أسعار السجائر.

تخفيض سعر الفائدة يصل إلى 3%

قال الخبير الاقتصادي هاني جنينة لموقع ايجي برس، إن البنك المركزي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة بنحو 2%، وربما حتى 3%، بعد أن وصل التضخم إلى مستويات صحية في يوليو/تموز الماضي.

وتوقع استمرار تحسن الأرقام في أغسطس/آب، نتيجة أربعة عوامل رئيسية: تحسن سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وتأجيل زيادة أسعار الكهرباء، وتأجيل زيادة أسعار الغاز.

العامل الرابع، بحسب جنينة، هو أن مبادرة رئيس الوزراء بدأت تُؤتي ثمارها، إذ أدت إلى انخفاض أسعار مجموعة من المواد الغذائية والسلع المعمرة بنسبة تتراوح بين 10% و20%.

وأوضح جنينة أن هذه التطورات تمنح البنك المركزي مساحة أكبر لاتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة من عدمه.

ويهدف البنك المركزي إلى خفض التضخم إلى 7% (زائد/ناقص 2%) بحلول نهاية الربع الرابع من عام 2026.

إن عدم وضوح المشهد يؤدي إلى التثبيت.

ويرى مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في عربية أونلاين، أن الحفاظ على أسعار الفائدة هو السيناريو الأكثر ترجيحا في ظل استمرار حالة عدم اليقين في المشهد الاقتصادي وارتفاع عوائد الديون.

وأضاف أن معدلات التضخم بدأت بالفعل في الانخفاض، ولكن بعض القرارات المستقبلية المحتملة قد تدفعها إلى الارتفاع مرة أخرى، حيث أن “القرار الأكثر ملاءمة في الوقت الحالي هو ترك المعدل دون تغيير”.

ويرى الخبير المصرفي محمد بدرة أن فرص خفض أسعار الفائدة أو تثبيتها متساوية تقريبا بنسبة 50% لكل منهما.

وأوضح أن أسباب خفض سعر الفائدة تتمثل في نجاح السياسة النقدية المتشددة للبنك المركزي خلال الفترة الماضية وبداية التحول نحو سياسة نقدية تيسيرية، إلى جانب انخفاض نسبي في معدلات التضخم وتراجع أسعار بعض السلع المعمرة والسيارات، فضلاً عن استقرار الدولار.

وأشار بدرة إلى أن سيناريو الاستقرار يدعمه توقعات بارتفاع أسعار الكهرباء والغاز والمياه خلال الفترة المقبلة نتيجة زيادة الاستهلاك في الصيف، ما قد يؤثر على التضخم.

وتوقع بدرا أن أي خفض لأسعار الفائدة سيكون بنسبة 1% فقط، وأن هذا الخفض على الأرجح لن يحدث قبل اجتماع أغسطس/آب، وهو أحد الاجتماعات المتبقية من العام.


شارك