الأوقاف تحتفي باليوم العالمي لفن الخط.. وتؤكد دور الخط العربي في صون التراث وإبراز الإبداع الإسلامي

منذ 2 ساعات
الأوقاف تحتفي باليوم العالمي لفن الخط.. وتؤكد دور الخط العربي في صون التراث وإبراز الإبداع الإسلامي

شاركت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العالم احتفاله باليوم العالمي للخط العربي الذي يصادف 13 أغسطس. وأكدت الوزارة أن هذه المناسبة تدعو للتأمل في جماليات الخط العربي، باعتباره فناً ووسيلة تعبير فريدة تحمل ذاكرة الأمم في حروفها، وتربط الأجيال بجذورها التاريخية والثقافية.

يُعدّ الخط العربي، بتنوعه ومدارسه المتنوعة، من أروع الفنون الإسلامية، جامعًا بين الجمال والروحانية. وقد أسهم على مرّ العصور في حفظ كتاب الله تعالى، وحفظ التراث الإسلامي، وزخرفة المساجد والمصاحف والمخطوطات العلمية. وتتجلى روعة هذا الفن في أنماطه المتعددة، لا سيما النسخ والثلث والديواني والكوفي والفارسي والرقعة. ولكل نمط منها وظائفه الجمالية والفنية الخاصة، التي تعكس عمق الإبداع العربي والإسلامي، وتؤكد فرادة الخط العربي وتميزه على المستوى العالمي.

وعن أهمية الخط وجماله، قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): “الخط الجميل أوضح للحقائق”. ووصفه إبراهيم بن محمد الشيباني بقوله: “الخط لسان اليد، وبهجة الضمير، ورسول العقل، وسلاح الفكر، ومواساة الإخوان عند الفراق، وأحاديثهم عبر المسافات، ومستودع الأسرار، وديوان الأمور”. وهذا يؤكد دوره في حفظ المعرفة ومد جسور التواصل الإنساني.

تعتبر وزارة الأوقاف تعليم الخط العربي تراثًا أصيلًا راسخًا في الثقافة العربية، وتستشهد بأمهر خطاطيها القدماء، كابن مقلة، وابن البواب، وياقوت المستعصمي، والحافظ عثمان. ومنذ عام ١٩٢٣، كرّست المؤسسات التعليمية في مصر جهودها لنشر فن الخط العربي، بدءًا من المدرسة الملكية للخط، حيث درّس الشيخ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله، وترك بصمته الفنية على جدران المساجد الكبرى.

إيمانًا منها بقيمة هذا الفن، استعانت وزارة الأوقاف بأحد أمهر الخطاطين المصريين من مكتبها الفني لإبراز جماليات الخط العربي في مطبوعاتها. كما تنظم الوزارة دورات تدريبية ومعارض فنية، وتشجع الأئمة والوعاظ على دمج الخط العربي في كتاباتهم وخطبهم. وتتعاون مع الجهات الثقافية والتعليمية لتدريب جيل جديد من الخطاطين المبدعين القادرين على الحفاظ على هذا التراث العريق ونقله إلى الأجيال القادمة.


شارك