إرضاء الآخرين المفرط.. كيف يضر بعلاقاتنا ويهدد صحتنا النفسية؟

منذ 3 ساعات
إرضاء الآخرين المفرط.. كيف يضر بعلاقاتنا ويهدد صحتنا النفسية؟

هل تضطر باستمرار لتبرير أفعالك أو حتى احتياجاتك؟ هل تشعر بالعجز عن قول الحقيقة لشخص ما خوفًا من غضبه وانفصاله؟ بدلًا من ذلك، تغرق في مجاملات كاذبة وتنتهي وحيدًا دون أي علاقات جادة؟

تندرج هذه السلوكيات تحت مسمى “الجهد المفرط لإرضاء الآخرين”. فلماذا إذن نسعى جاهدين لإرضاء الآخرين؟ كيف يحدّ هذا من علاقتنا الوثيقة بهم؟ وما هي الحلول المتاحة للتوقف عن إرضاء الآخرين على حسابنا؟ يجيب التقرير التالي من صحيفة نيويورك تايمز على هذه الأسئلة.

– ما هو الجهد الزائد لإرضاء الآخرين؟

عندما نشعر بالتهديد، يتفاعل جهازنا العصبي بثلاث طرق: القتال، أو الهروب، أو الجمود. ولكن، وفقًا لأستاذ في الطب النفسي السريري بجامعة بنسلفانيا، فإن محاولة إرضاء الآخرين هي استجابة رابعة للتوتر.

يعتبر علماء النفس الإطراء شكلاً متطرفاً من الرغبة المفرطة في إرضاء الآخرين، ويعرفونه بأنه رد فعل دفاعي ناتج عن حدث صادم في طفولة الإنسان.

– لماذا نحاول إرضاء الآخرين؟

مع أن الأبحاث المتعلقة بالإرضاء المفرط لا تزال في بداياتها، إلا أن الأطباء النفسيين يعتبرونه اضطرابًا نفسيًا وليس حالة عصبية. إنه شكل من أشكال الانفصال النفسي يتطور في الطفولة كرد فعل على إساءة الوالدين. يربط المصاب الألم الذي شعر به بعصيانه، مما يدفعه إلى تفضيل الخضوع وإرضاء الآخرين في المستقبل لتجنب الصراع. ويعتقدون أن هذا سيجنبهم معاناة طفولتهم، غافلين عن تأثير ذلك على صحتهم النفسية وجودة علاقاتهم.

– كيف تعرف أنك شخص يحب الإرضاء؟

عندما يشعر الشخص بعدم الأمان في علاقاته، يلاحظ أنه يسعى لإرضاء الآخرين. على العكس، يشعر بالتهديد من الهجر أو الرفض، مما يدفعه إلى الاكتفاء بما يريده الآخرون، دون مراعاة رغباته واحتياجاته. كما يُفرط في التركيز على مشاعر الآخرين ورأيهم بهم، ويقتنع بشدة بأن الجميع يكرهونه، حتى مع غياب أي دليل على ذلك.

ومع ذلك، قد يكون من الضروري في بعض الأحيان إرضاء الآخرين من أجل الحفاظ على سلامتنا، سواء كانت السلامة الجسدية أو تأمين مصدر للدخل.

– كيف يمكنك التوقف عن إرضاء الآخرين على حسابك؟

يمكنك التوقف عن محاولة إرضاء الآخرين بشكل مفرط من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:

1. وصف الموقف بشكل تجريدي وبدون حكم.

من أكبر مشاكل من يحاولون إرضاء الجميع تقييمهم العاطفي للمواقف، بناءً على عقليتهم المسبقة: “الجميع يكرهونني”. لذلك، يمكن اختيار استراتيجية لعرض الموقف كما هو، دون أحكام مسبقة، وطرح أسئلة مثل: هل هذا سلوك طبيعي للشخص؟ من المهم إيجاد أعذار للآخرين، فلديهم مشاكلهم المهنية والعاطفية الخاصة.

2. ضع حدودًا وقل “لا” دون خوف.

عبّر عن نفسك بحرية، وابقَ مهذبًا، ولا تسمح لأحد بتجاوز حدوده على حسابك، وقل “لا” دون خوف أو تردد عندما يُطلب منك القيام بشيء غير مناسب لك. ابدأ بمراقبة العبارات التي تستخدمها لإرضاء الآخرين، مثل “لا توجد مشكلة” عندما تكون هناك مشكلة، أو “لا بأس” عندما لا تكون هناك مشكلة، واستبدلها بالتعبير الواضح عن رأيك وقبول ما يناسب ظروفك وقدراتك فقط، دون خوف من إزعاج الآخرين.

3. التواصل بصدق

إن الرغبة في إرضاء الآخرين تحرمنا من فرصة بناء علاقات حقيقية وعميقة لأننا نقع في دوامة من المجاملات الكاذبة لضمان بقاء الشخص الآخر معنا. بدلاً من ذلك، اسعَ إلى التواصل الصادق والواضح مع الآخرين، وركز على الاهتمامات والقيم والمشاكل المشتركة، وقدم الدعم من منطلق دوافع حقيقية وليس الخوف من الخسارة. كن صادقا في تعاملاتك وتجنب المجاملات المبالغ فيها أو أي شيء قد يضعك تحت ضغط نفسي. اسأل نفسك دائمًا قبل أن تتكلم: هل أعني حقًا ما سأقوله أم أنني أحاول فقط إرضاء الآخرين؟


شارك