هيئة البث الإسرائيلية: فريق التفاوض منقسم بشأن إمكانية تقدم مفاوضات غزة

ذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، أن هناك انقساما داخل فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن إمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن هناك “خلافا داخل فريق التفاوض الإسرائيلي حول ما إذا كان من الممكن تحقيق تقدم في المفاوضات حتى لو تم اقتراح اتفاق جزئي”.
وذكرت المصادر أن “هناك اختلافات في وجهات النظر بين أعضاء فريق التفاوض بشأن إمكانية تحقيق تقدم في هذه المرحلة”.
ولم تقدم هيئة الإذاعة والتلفزيون مزيدا من التفاصيل حول طبيعة هذه الخلافات، لكنها ذكرت أن وفدا من حماس وصل إلى القاهرة لبحث مبادرة جديدة من شأنها أن تؤدي إلى “اتفاق شامل” لإطلاق سراح 50 أسيراً تحتجزهم الحركة مقابل “نزع سلاحهم”.
ولم تعلق حماس في البداية على زيارة وفدها للقاهرة أو على الاقتراح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك بعد أن صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي، الجمعة، على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
وتبدأ هذه الخطة باحتلال مدينة غزة، وطرد سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة والتوغل في المناطق السكنية.
وسيلي ذلك مرحلة ثانية، تتضمن احتلال مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة، والتي دمرتها إسرائيل، بدعم أميركي، إلى حد كبير في حرب مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية إن من المتوقع أن يزيد الوسطاء الضغط على إسرائيل وحماس في الأيام المقبلة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن بلاده التي تقود الوساطة مع الدوحة وواشنطن تدفع نحو التوصل إلى “اتفاق كامل وشامل” لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقال عبد العاطي إن بلاده لم توقف جهود الوساطة وتعمل مع الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف: “نحن ندفع باتجاه استئناف عملية التفاوض في غزة، وإذا تحسنت النوايا وتوفرت الإرادة السياسية فلا يزال هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية كاملة واتفاق شامل ينهي الحرب”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
تُقدّر تل أبيب وجود 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في الوقت نفسه، يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم بالفعل، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.
أعلنت حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعةً واحدة” مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. إلا أن نتنياهو، المطلوب دوليًا، تملص من هذا العرض ووضع شروطًا جديدة، منها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، من قتل وتجويع وتدمير وتشريد، متجاهلة الدعوات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
خلّفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية 61,499 قتيلاً، و153,575 جريحًا، وأكثر من 9,000 مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.