نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: تلقينا إفادة من أنس الشريف قبل اغتياله تتضمن تهديدات مباشرة من الاحتلال

أكد نائب رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومنسق تحالف النقابات والاتحادات المهنية الفلسطينية الدكتور تحسين الأسطل، أن الصحفيين في قطاع غزة يتعرضون لاستهداف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا لكافة المواثيق الدولية.
وفي مقابلة مع قناة القاهرة نيوز صباح الاثنين، أكد أن استشهاد أنس الشريف وطاقم الجزيرة جريمة تضاف إلى قائمة الجرائم الإسرائيلية التي أودت بحياة 238 صحفيا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضاف أن هذه الجرائم لم تكن مجرد اعتداء على أفراد، بل هي اعتداء مباشر على حرية الصحافة وحق العالم في المعرفة.
أكد الأسطل أن الصحفيين الفلسطينيين يعملون على الأرض في ظروف بالغة الخطورة، وينقلون الحقيقة للعالم بدمائهم وتضحياتهم. وأكد أنه قبل اغتيال زميله أنس الشريف، تلقت نقابة الصحفيين بيانًا يوضح التهديدات المباشرة التي وجهها الاحتلال.
وأشار إلى أن النقابة من جانبها تواصلت مع الاتحاد الدولي للصحفيين وعدد من المنظمات المعنية بحماية الصحفيين، إلا أنها لم تتلق رداً فعالاً حتى الآن، مستشهداً بالتقصير الواضح في توفير الحماية القانونية والعملية للصحفيين الفلسطينيين على المستوى الدولي.
وفي ختام كلمته، أكد الأسطل أن المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن والأمم المتحدة، قد فشل في تحمل مسؤوليته في حماية الصحفيين والشعب الفلسطيني. وحذّر من أن استمرار الصمت الدولي يُرسّخ ثقافة الإفلات من العقاب.
وذكر أن قوة الاحتلال تمنع أكثر من 3000 صحفي أجنبي، بينهم 821 أمريكيًا، من دخول قطاع غزة لإخفاء جرائمهم عن العالم. ودعا الصحافة الدولية إلى التحرك العاجل للمطالبة بنشر لجان تحقيق دولية وتوفير الحماية الفورية للصحفيين الفلسطينيين.
اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، مراسلي قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بعد اقتحامها خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وفي بيان صدر عقب الهجوم، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الشريف ووصفه بأنه “إرهابي متنكر بزي صحفي من قناة الجزيرة”.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن أنس الشريف كان زعيم خلية تابعة لحماس دعت إلى شن هجمات صاروخية ضد إسرائيل.
وكان الشهيد قد تعرض مؤخرا لحملة تشويه إسرائيلية واسعة النطاق بسبب تقاريره عن العدوان والمجاعة في قطاع غزة.
وكان الشريف قد نفى في وقت سابق انتمائه لأي توجه سياسي في بيان نشر على منصة إكس في يوليو/تموز الماضي، مؤكداً أنه يعمل صحفياً مهمته نقل الحقيقة كما هي على الأرض دون أي تحيز.
ودان حملة التهديدات والتشهير التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضده، وقال: “إن قول الحقيقة في الوقت الذي تعاني فيه غزة من مجاعة قاتلة أصبح يشكل تهديدا في نظر القوة المحتلة”.