مع اشتداد الموجة الحارة.. ماذا نعرف عن السبات الصيفي؟

نظراً لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، تشهد البلاد حالياً موجة حرّ. يعاني الكثير من الناس من الإجهاد الحراري وعدم الراحة نتيجةً للرطوبة العالية. ومع ذلك، لا تعاني جميع الكائنات الحية من الحرّ بقدر معاناة البشر. فقد أظهرت العديد من الحيوانات قدرتها على التأقلم مع موجة الحرّ الصيفية بالسبات وفقدان الوعي، وإراحة أجزاء أجسامها قليلاً ريثما ترتفع درجات الحرارة ويهطل المطر.
وعلى الرغم من أن عدد قليل من الحيوانات تمتلك هذه القدرة، فقد أظهرت دراسة حديثة أن السبات الشتوي يصبح أسهل بالنسبة للبشر بمجرد تطوير الأدوية اللازمة.
تقدم صحيفة الشروق مجموعة من المعلومات حول السبات الصيفي، الذي تمارسه بعض الحيوانات هربًا من الحر الشديد. وتشرح إمكانيات هذا السبات وفوائده للإنسان. تستند هذه المعلومات إلى بيانات من جامعتي ديوك وكاليفورنيا ستيت، وجامعة فيليبس في ماربورغ، وناشيونال جيوغرافيك، ومجلة علم الأحياء التجريبي.
*مختلف عن السبات
السبات شائع بين الحيوانات، وخاصةً الثدييات كالدببة والسناجب والفئران وغيرها. تحاول هذه الحيوانات الهروب من برد الشتاء القارس وتبقى فيه حتى يزول الصقيع. إلا أن النوم الشتوي يتميز بقصر مدته، مما يسمح للحيوان بتحكم أكبر في وقت السبات والاستيقاظ.
خلال فترة السبات الصيفي، ينخفض معدل ضربات قلب التمساح وتنفسه ونشاط أعضائه الداخلية. يمكن أن يستمر هذا السبات من يوم واحد إلى سبعة أشهر، حسب احتياجات الحيوان.
لماذا السبات؟
يُسبب طقس الصيف حرارةً شديدة، تُلحق الضرر بأجسام الكائنات الحية وتُعرّضها لخطر الجفاف. كما يُجبر نقص الغذاء الحيوانات على الدخول في سباتٍ لتخزين الطاقة بدلًا من الموت جوعًا تحت أشعة الشمس الحارقة.
*من التماسيح إلى القرود، أمثلة على الحيوانات التي تدخل في سبات صيفي
الزواحف هي الحيوانات التي تدخل في سبات صيفي عادةً، نظرًا لحاجة أجسامها للرطوبة وموطنها في المناطق الصحراوية القاسية. ومن أشهر الزواحف التي تدخل في سبات صيفي التماسيح، التي تظهر عندما تجف البحيرات وتندر الفرائس. ولعلّ هذا السبات أنقذ التمساح من الانقراض الكارثي للديناصورات، التي قضى عليها مذنب خلال سباتها المؤقت.
السلاحف الأفريقية ذات الأفخاذ الناتئة، المنتشرة في الدول العربية، تدخل في سبات صيفي وتبحث عن مكان مناسب للنوم. أما الضفادع، فتخطط لسباتها الصيفي بذكاء. يدفن ضفدع القصب نفسه في الرمال حيث الرطوبة وفيرة ودرجة الحرارة منخفضة. أما الضفادع التي تخزن الماء فتلف نفسها في شرنقة من السوائل وتنام هناك حتى نهاية سباتها الصيفي. يستغل الأستراليون هذه الخاصية بعصر الضفدع أثناء رحلاتهم الصحراوية وشرب سائله. يموت الضفدع نتيجة لهذا السلوك.
لا يقتصر السبات الصيفي على الزواحف. فقنفذ شرق أفريقيا يسبت لمدة شهر ونصف لتجنب نقص الغذاء في الصيف. ومن المعروف أيضًا أن الليمور القزم يسبت ويحلم لمدة سبعة أشهر. ويمتد سباته الصيفي لفترة أطول من النوم الحالم. ويستفيد الليمور من هذا السبات، حيث يمكن أن يصل متوسط عمره المتوقع إلى 30 عامًا.
*استعداد الإنسان للسبات الصيفي
لا يستطيع البشر الدخول في حالة سبات، وهو شكل من أشكال النوم الشتوي الشائع بين الحيوانات. ومع ذلك، تشير دراسة من جامعة ديوك في الولايات المتحدة إلى أن البشر قد يتمكنون من الدخول في حالة من الخمول بدلًا من الخمول، إذ يُمكن التحكم فيها وتدوم لفترة أقصر من السبات. في الدراسة، حُقنت عدة فئران بفيروس يُنشّط الجينات المسؤولة عن السبات. وقد دخلت الفئران بالفعل في سبات. لذلك، قد تكون فكرة تنشيط جينات السبات لدى البشر عبر آلية مماثلة مفيدة للوقاية من بعض الأمراض أو الكوارث الطبيعية.