خبراء: تراجع التضخم لـ13.1% خلال يوليو جاء بدعم من انخفاض أسعار المواد الغذائية وقوة الجنيه أمام الدولار

• شافي: انخفاض التضخم جاء بعد استيعاب صدمة زيادة أسعار الوقود في مايو. • جنينة: من المتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 4% بحلول نهاية عام 2025.
يرى عدد من الاقتصاديين أن انخفاض التضخم في يوليو يعود إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية واستمرار انخفاض قيمة الدولار مقابل الجنيه المصري. ويتوقعون أن يدعم انخفاض التضخم تخفيضات البنك المركزي لأسعار الفائدة في اجتماعاته المتبقية هذا العام، والتي من المتوقع أن تتراوح بين 3 و5% بنهاية عام 2025.
انخفض معدل التضخم السنوي في مصر للشهر الثاني على التوالي، ليصل إلى 13.1% في يوليو 2025، مقارنةً بـ 14.4% في يونيو 2025، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. كما أظهرت البيانات انخفاضًا في التضخم الشهري بنسبة 0.6% مقارنةً بشهر يونيو 2025.
صرح مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في شركة عرب أونلاين لتداول الأوراق المالية، بأن التضخم تباطأ بنسبة 1% مقارنةً بشهر يونيو، منخفضًا عن ذروته في مايو. ويعزى ذلك إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية. وأوضح أن تضخم أسعار المواد الغذائية انخفض إلى 3.4% من 6.9% في مايو، بالإضافة إلى انخفاض التضخم في قطاعات النقل والطعام والفنادق والملابس.
وأضاف الشافعي أن معدل التضخم الشهري انخفض أيضاً بنسبة 0.5 في المائة نتيجة امتصاص صدمة زيادة أسعار الوقود في مايو/أيار الماضي.
وتوقع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم، وأن يبدأ التخفيض في الاجتماع الذي يليه. كما توقع أن يتراوح إجمالي تخفيضات أسعار الفائدة في الاجتماعات المتبقية من العام حتى نهاية عام ٢٠٢٥ بين ٣ و٤٪، بالإضافة إلى التخفيضين السابقين بنسبة ٣.٢٥٪ لكل منهما في الاجتماعين السابقين.
تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري اجتماعها الخامس لهذا العام يوم الخميس الموافق 28 أغسطس 2025. وفي اجتماعها الثالث في مايو الماضي، قررت اللجنة خفض أسعار الفائدة لليلة واحدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 24%، وسعر الإقراض بمقدار 25%. وكان اجتماعها السابق في أبريل قد شهد انخفاضًا بمقدار 225 نقطة أساس عن أعلى مستوى تاريخي له، وهو أول انخفاض له منذ نوفمبر 2020.
صرحت نعمة الله شكري، رئيسة قسم الأبحاث في بنك إتش سي للاستثمار، بأن معدل التضخم جاء أقل من المتوقع نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية والمشروبات. وأضافت أن أسعار السجائر المحلية ارتفعت بنسبة 14% في يوليو، إلا أن معدل التضخم الشهري انخفض.
ارتفعت أسعار السجائر في يوليو نتيجةً لتعديلات ضريبية جديدة تهدف إلى زيادة الإيرادات وتنظيم السوق. وأعلنت الشركة الشرقية للدخان عن زيادة بنسبة 13.5% في أسعار منتجاتها من السجائر. وارتفع سعر علبة سجائر بوكس وكليوباترا من 38.75 جنيهًا مصريًا إلى 44 جنيهًا مصريًا.
عزا هاني جنينة، رئيس قسم البحوث في الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، انخفاض معدلات التضخم، رغم الارتفاع الملحوظ في أسعار السجائر، إلى انخفاض أسعار السلع الأساسية، التي تُشكل جزءًا كبيرًا من مؤشر سلة السلع. وقد ساعد ارتفاع قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار تجار التجزئة على تجنب زيادات الأسعار، بل وخفضها. ومن المتوقع أن يتزايد هذا الاتجاه في أغسطس مع مبادرة الحكومة لخفض الأسعار.
يتوقع جنينة أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة تتراوح بين 4% و5% بنهاية العام. ومن المتوقع أن يبدأ الخفض عند حوالي 2% في اجتماع أغسطس الحالي، يليه تخفيضات أخرى تتراوح بين 2% و3% في الاجتماعات المتبقية من العام.
أرجع أحمد معطي، الرئيس التنفيذي لشركة VI للاستثمارات، تباطؤ التضخم إلى عدة أسباب، منها انخفاض أسعار بعض السلع كاللحوم والدواجن والفواكه والخضراوات، رغم ارتفاع ملحوظ في أسعار السجائر وارتفاع طفيف في أسعار بعض السلع الأخرى. كما أرجع ذلك إلى استقرار سعر الصرف وانخفاض قيمة الدولار، مما يدفع التجار إلى خفض أسعار منتجاتهم، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية المصانع. وأوضح أن هذا الانخفاض سيدفع البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة بدءًا من الاجتماع المقبل.
على أساس شهري، سجل قطاع الأغذية والمشروبات انخفاضًا بنسبة 3.1%، مدفوعًا بانخفاض أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 4.9%، وأسعار الفاكهة بنسبة 11%، وأسعار الخضراوات بنسبة 7%. جاء ذلك على الرغم من ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 0.4%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 0.2%، والزيوت والدهون بنسبة 0.1%، والسكر والأطعمة السكرية بنسبة 0.2%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 0.2%، والمياه المعدنية والمياه الغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 0.8%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 0.2%.
وسجل قطاع المشروبات الكحولية ومنتجات التبغ ارتفاعاً بنسبة 7.8%، نتيجة ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 5.3%، ومنتجات التبغ بنسبة 7.8%.
وسجل قطاع الملابس والأحذية ارتفاعاً بنسبة 0.3%، وقطاع السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 0.7%، وقطاع الأثاث والأجهزة المنزلية وصيانتها بنسبة 0.7%، وقطاع الرعاية الصحية بنسبة 0.3%، وقطاع النقل بنسبة 0.1%، وقطاع الثقافة والترفيه بنسبة 0.3%، وقطاع المطاعم والفنادق بنسبة 0.6%، وقطاع السلع والخدمات الأخرى بنسبة 0.7%.
على أساس سنوي، سجل قطاع الأغذية والمشروبات نموًا بنسبة 3%، مدفوعًا بارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 4.3%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 11.3%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 4.6%، والزيوت والدهون بنسبة 4%، والفاكهة بنسبة 44.8%، والسكر والأطعمة السكرية بنسبة 3.3%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 6.3%، والمياه المعدنية والمياه الغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 17.5%. وجاء ذلك على الرغم من انخفاض أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 1.3%، والخضراوات بنسبة 15.4%.
وسجل قطاع المشروبات الكحولية والتبغ أيضاً ارتفاعاً بنسبة 23.3%، نتيجة ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 23.9%، وأسعار التبغ بنسبة 23.3%.
وسجل قطاع الملابس والأحذية ارتفاعاً بنسبة 14.6%، وقطاع السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 20.4%، وقطاع الأثاث والأجهزة المنزلية وصيانتها بنسبة 11.1%، وقطاع الرعاية الصحية بنسبة 37.7%، وقطاع النقل بنسبة 34.8%، وقطاع الاتصالات بنسبة 11.2%، وقطاع الثقافة والترفيه بنسبة 20.3%، وقطاع التعليم بنسبة 10%، وقطاع المطاعم والفنادق بنسبة 15.1%، وقطاع السلع والخدمات الأخرى بنسبة 13.5%.