زيادة 7%.. صادرات الغزل والمنسوجات تتخطى نصف مليار دولار خلال النصف الأول من 2025

أعلن هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للمنسوجات، أن صادرات القطاع سجلت نموًا إيجابيًا بنسبة 7% خلال الفترة يناير-يونيو 2025، لتصل إلى 577 مليون دولار، مقارنة بـ 538 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. ويمثل هذا زيادة بنسبة 46% عن مستهدف العام الحالي البالغ 1.25 مليار دولار.
وأوضح سلام أن أداء القطاع يعكس مرونةً واستقرارًا نسبيًا رغم التحديات العالمية. وأشار إلى أن أعلى معدلات التصدير سُجِّلت في شهري مايو ومارس، بقيمة 109 ملايين دولار و108 ملايين دولار على التوالي، يليهما فبراير ويناير، بقيمة 97 مليون دولار لكل منهما.
وأشار إلى أن قطاع النسيج حافظ على صدارته كأعلى القطاعات الفرعية قيمةً. وبلغت قيمة الصادرات 302 مليون دولار أمريكي، بنمو 16%، مستحوذةً على 52% من إجمالي صادرات القطاع في النصف الأول من العام. وجاء قطاع الغزل والنسيج في المرتبة الثانية بإجمالي 125 مليون دولار أمريكي، مستحوذاً على 22% من الإجمالي، يليه قطاع النسيج التقني بـ 84 مليون دولار أمريكي (14%)، ثم قطاع الألياف بـ 64 مليون دولار أمريكي (11%).
وعلى مستوى المنتجات، تصدرت الأقمشة المنسوجة من الألياف الصناعية قائمة الصادرات من حيث القيمة، بقيمة إجمالية بلغت 173 مليون دولار، بزيادة قدرها 28%، تليها خيوط وخيوط القطن وأقمشة الدنيم بقيمة 65 مليون دولار لكل منهما، ثم الأقمشة غير المنسوجة بقيمة 64 مليون دولار، ثم خيوط وخيوط الألياف الصناعية بقيمة 56 مليون دولار.
كشف تحليل بيانات المجلس أن حوالي 71% من صادرات القطاع مدفوعة بنمو 20 سلعة جمركية رئيسية، تتصدرها الأقمشة الصناعية (البندان 540752 و540710)، التي نمت بنسبة 31% لتصل إلى 109 ملايين دولار أمريكي، مقارنة بـ 83 مليون دولار أمريكي في الفترة نفسها من عام 2024. تلا ذلك الدنيم القطني (520942)، الذي نما بنسبة 7% ليصل إلى 61 مليون دولار أمريكي. كما نمت الأقمشة غير المنسوجة/غير المنسوجة (البندان 560311 و560394) بنسبة 17% لتصل إلى 55 مليون دولار أمريكي، وبلغ إجمالي خيوط القطن (520544) 25 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 4%.
من حيث الأسواق، حافظت تركيا على مكانتها كأكبر مستورد لمنتجات هذا القطاع. بلغ إجمالي الواردات 236 مليون دولار أمريكي، بمعدل نمو 26%، وشكلت 41% من إجمالي الصادرات. تلتها الجزائر بقيمة 64 مليون دولار أمريكي، ثم إيطاليا بقيمة 58 مليون دولار أمريكي، ثم الصين وألمانيا وتونس.
كما سجلت بعض الأسواق الواعدة نمواً ملحوظاً، وفي مقدمتها البرازيل، حيث ارتفعت صادرات القطاع إلى البلاد بأكثر من 100%، لتصل إلى 12 مليون دولار، مقارنة بـ 5 ملايين دولار فقط في الفترة ذاتها من عام 2024.
وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي، أوضح سلام أن صادرات القطاع إلى الدول الآسيوية ومن بينها تركيا استحوذت على الحصة الأكبر بنسبة 51%، تليها الدول العربية بنسبة 23% ثم الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%، فيما استقرت حصة السوق الإفريقية عند حوالي 2%.
أهداف المجلس لزيادة الصادرات
وفيما يتعلق برؤية المجلس المستقبلية، أوضح سلام أن المجلس يهدف إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في زيادة الصادرات إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2026، وذلك بالاعتماد على الاستثمار الأجنبي المباشر والتوسعات الإنتاجية المستمرة في العديد من المناطق الصناعية. وأوضح أن هذه العوامل ستزيد الطاقة الإنتاجية وتعزز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
وأضاف سلام أن هناك زيادة ملحوظة في طلبات الشركات العالمية الراغبة في الاستيراد من السوق المصرية مؤخرًا. وبحلول أوائل عام ٢٠٢٥، تطور هذا الاهتمام إلى بحث جاد عن فرص استثمار مباشر في مصر، وخاصةً من الشركات ذات سلاسل الإنتاج المتكاملة، لا سيما في قطاعات الأقمشة المصبوغة، والدنيم، والكتان، والبوليستر.
وتشير التقديرات الأولية إلى إمكانية جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة تتراوح بين 350 مليون دولار و450 مليون دولار في النصف الثاني من عام 2025. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها جهود المجلس لدعم المستثمرين المحتملين، بالتنسيق مع الجهات المصرية المعنية بتعزيز بيئة الاستثمار، وخاصة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وغيرها.
تُوِّج هذا التعاون مؤخرًا بإعلان مجموعة كريستال، ومقرها هونغ كونغ، أنها ستبدأ عملياتها الصناعية في مصر مطلع العام المقبل. ويُقدَّر إجمالي الاستثمار الأولي بحوالي 300 مليون دولار أمريكي.
وأكد سلام أنه لتحقيق أهداف النمو يجب تفعيل عدة محاور استراتيجية، وفي مقدمتها توسيع برامج التمويل لدعم الاستثمارات الصناعية الموجهة للتصدير، وتسهيل إجراءات التخليص الجمركي لمستلزمات الإنتاج، وتحسين آليات الحصول على الشهادات الفنية والبيئية اللازمة للتصدير إلى الأسواق الأوروبية، وتفعيل أنظمة استرداد قيمة الصادرات لتوفير السيولة اللازمة للأنشطة الترويجية.
وأكد رئيس المجلس أن هذه الإجراءات ستساهم في زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية وفتح آفاق جديدة للتوسع في الأسواق العالمية، خاصة في ظل التغيرات الجذرية في التجارة الدولية وتغير هيكل سلاسل التوريد في صناعة المنسوجات.
وأكد أن هذه التغييرات تُتيح لمصر فرصةً واعدةً لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للمنتجات النسيجية، بفضل قربها الجغرافي من أسواق أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى شمال أفريقيا ودول الخليج، مما يمنح المنتجات المصرية ميزةً تنافسيةً إضافيةً على الساحة الدولية.