ميزة مشاركة الموقع على إنستجرام الجديدة.. تواصل اجتماعي أم استغلال خصوصية‬؟

منذ 3 شهور
ميزة مشاركة الموقع على إنستجرام الجديدة.. تواصل اجتماعي أم استغلال خصوصية‬؟

أطلق تطبيق إنستغرام الشهير لمشاركة الصور والفيديوهات ميزة جديدة تتيح للمستخدمين مشاركة مواقعهم عبر خريطة داخل التطبيق. ويشير البيان الصحفي إلى أن هذه الميزة تُعدّ إحدى الطرق الجديدة لتحسين التواصل مع الأصدقاء على إنستغرام، حيث يُمكن للمستخدمين رؤية المحتوى الذي ينشره الأصدقاء ومنشئو المحتوى المفضلون من مواقع محددة.

وفقًا لوكالة فرانس برس، تعرضت هذه الميزة لانتقادات لاحتمال كشفها مواقع المستخدمين دون علمهم. وأعرب بعض المستخدمين عن صدمتهم عندما اكتشفوا أن مواقعهم مرئية للآخرين دون علمهم، مما أدى إلى انتشار تحذيرات على الإنترنت.

نشرت كيلي فلاناغان، نجمة برنامج الواقع “The Bachelor”، مقطع فيديو لمتابعيها البالغ عددهم 300 ألف على TikTok، وصفت فيه الميزة بأنها “خطيرة” وقدمت تعليمات خطوة بخطوة حول كيفية تعطيلها.

ردّت ليندسي بيل، مستخدمة إنستغرام، قائلةً إن ميزة مشاركة الموقع مُفعّلة، وأن عنوان منزلها مرئي لجميع متابعيها. وعندما اكتشفت ذلك، أوقفت الميزة فورًا قائلةً: “شعرتُ باشمئزاز شديد”.

– التحديث اختياري.. ردود ميتا

من جانبها، أوضحت شركة ميتا أن الميزة مُعطّلة افتراضيًا وأن التحديث اختياري. ونشر آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لشركة إنستغرام، منشورًا جاء فيه: “توضيح سريع بشأن خريطة الأصدقاء: لا تتم مشاركة موقعك إلا إذا اخترت مشاركته، وإذا فعلتَ ذلك، فلا يمكن مشاركته إلا مع مجموعة محدودة من الأشخاص الذين تختارهم”.

مع ذلك، علّق أحد منشئي المحتوى بأن تصريحه غير صحيح: “لا أستطيع الوصول إلى ميزة الخريطة هذه، رغم أن بعض متابعيّ حذّروني من إمكانية رؤية موقعي. لم أمنح الإذن مطلقًا! لذا كان خياري الوحيد هو تعطيلها في إعدادات هاتفي الآيفون”.

وقال مستخدم آخر إن هذه فكرة سيئة وتشكل العديد من المخاطر الأمنية.

مشاكل الخصوصية في Meta لا تنتهي.

قبل أسبوع، أيدت هيئة محلفين في محكمة اتحادية في سان فرانسيسكو دعوى نساء اتهمن ميتا باستغلال بيانات صحية جُمعت عبر تطبيقها “فلو”، الذي يتتبع دورات الحيض ومحاولات الحمل. وخلصت هيئة المحلفين إلى أن ميتا استخدمت بيانات صحية حساسة للنساء لعرض إعلانات مربحة.

وبحسب شركة المحاماة لاباتون كيلر سوشارو، التي مثلت المدعين، فإن الأدلة المقدمة في المحاكمة أظهرت أن شركة ميتا كانت على علم بإمكانية الوصول إلى بيانات صحية سرية من خلال تطبيق تابع لجهة خارجية، وأن بعض الموظفين تجاهلوا طبيعة المعلومات.

ولا تقتصر العواقب على الطابع الرقمي فحسب، بل إنها تمتد أيضًا إلى السلامة النفسية.

وجدت دراسة بحثية أجرتها منظمة eSafety عام ٢٠٢٤ أن العديد من الشباب قد اعتادوا على التحكم القسري القائم على التكنولوجيا في علاقاتهم الحميمة مع شركائهم. ويرى واحد من كل خمسة تقريبًا أنه من المفيد تتبع موقع شريكه.

توصلت الأبحاث التي أجرتها لجنة السلامة الإلكترونية إلى أن تطبيقات مشاركة الموقع تزيد من خطر السيطرة القسرية القائمة على التكنولوجيا، والتي تُعرف بأنها نمط من السلوك يتضمن استخدام أدوات رقمية لمراقبة أو التلاعب أو ترهيب شريك أو شريك سابق، مع تأثيرات مدمرة على تصور هذا الشخص وتقديره لذاته وإحساسه بالأمان.


شارك