سموم مؤجلة.. الزيت المستعمل خطر متنكر في كل بيت‎

منذ 3 شهور
سموم مؤجلة.. الزيت المستعمل خطر متنكر في كل بيت‎

تُعدّ إعادة تدوير النفايات خيارًا هامًا لحماية البيئة ودعم الاقتصاد. وقد ظهرت شركات صناعية متخصصة في جمع نفايات الزيوت وإعادة تدويرها واستخدامها لأغراض مفيدة، مثل إنتاج الجلسرين والشحوم والوقود الحيوي والأسمدة والأعلاف الحيوانية. وهذا يُفيد الاقتصاد الوطني، ويحمي البيئة، ويُوفر دخلًا للمواطنين. كما يمنع النفايات من دخول المجاري وتراكمها وانسداد الأنابيب.

لكن مع تزايد انتشار ظاهرة تجار زيوت الطهي المستعملة الذين يشترونها من المواطنين ويعيدون تدويرها في مصانع غير مرخصة ثم يعيدون بيعها للمطاعم والمستهلكين، أصبحت هذه الممارسات سبباً رئيسياً في انتشار أمراض خطيرة.

قد يكون التوعية والرقابة هما الحل. في هذا السياق، أعلنت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أمس عن إصدار لائحة لتنظيم ترخيص زيوت الطهي المستعملة ومراقبة نظام إدارتها. وأكدت على ضرورة إحالة الكميات المجمعة إلى المصانع المرخصة، وضمان متابعة الكميات الواردة لضمان رقابة صارمة.

يحذر خبراء البيئة والأطباء من إعادة تدوير الزيوت المستعملة لاحتوائها على مركبات هيدروكربونية ضارة تُضعف جهاز المناعة والكبد، وترفع مستويات الكوليسترول، وترتبط بأمراض مثل سرطان القولون والكبد وأمراض القلب. ووفقًا لموقع “ساذرن جرين”، فإن الإفراط في استخدام زيت الطهي يرفع ضغط الدم، ويرفع مستوى الكوليسترول، ويرفع الحموضة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.

يُعزز إعادة تسخين الزيت تكوين مواد مسرطنة، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) و4-هيدروكسي-2-نونينال (HNE)، والتي تُطلق الجذور الحرة، وتُزيد الالتهاب، وتُضعف جهاز المناعة. ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة أبحاث الوقاية من السرطان عام 2019، يُسبب إعادة تسخين الزيت تغيرات خلوية تُعزز نمو سرطان الثدي في مراحله المتأخرة. كما أكدت أبحاث من جامعة إلينوي أن “إعادة تسخين الزيت حراريًا” يُعزز نمو سرطان الثدي النقيلي.

ووجدت مراجعة علمية نشرت عام 2019 في مجلة Critical Reviews in Food Science and Nutrition أيضًا وجود صلة بين استهلاك الزيوت المسخنة بشكل متكرر وسرطان الرئة والقولون والمستقيم والثدي والبروستاتا.

وفقًا لموقع فراي ماكس الإلكتروني، فإن الاستخدام المتكرر للزيت قد يُفسده بسبب الضوء والأكسجين أثناء القلي، مما يُغير لونه وطعمه ورائحته، ويجعله غير صالح للاستهلاك. في المطاعم التي تُعيد استخدام الزيت، حتى في درجات حرارة أعلى من 200 درجة مئوية، تحدث أكسدة وتحلل جزيئي، مما يُنتج مواد ضارة بالكلى والكبد، كما يُشكل خطرًا للإصابة بالسرطان.

ويؤدي إعادة الاستخدام أيضًا إلى ارتفاع ضغط الدم، وتشوهات الأنسجة، والتغيرات في المادة الوراثية لأن الدهون الغشائية تتضرر بسبب بيروكسيد الدهون، مما يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وتراكم الدهون الثلاثية الضارة، مما يؤدي بدوره إلى تصلب الشرايين وجلطات الدم.


شارك