تحركات نيابية تطالب وزارة الصحة بالتراجع عن زيادة أسعار خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان

منذ 5 ساعات
تحركات نيابية تطالب وزارة الصحة بالتراجع عن زيادة أسعار خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان

البياضي: كارثة دستورية وإنسانية. عبد الناصر: قرار غير مسؤول يُشكل خطرًا على المجتمع. • تجيب الخدمة الصحية: هذا ينطبق فقط على القسم الاقتصادي بالمستشفيات.

وشهدت الساعات الأخيرة جهودا في البرلمان لإلغاء قرار وزارة الصحة بزيادة أسعار علاج الإدمان وخدمات الصحة النفسية.

قدّم النائب فريدي البياضي، ممثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري، طلبًا عاجلًا إلى وزير الصحة والسكان بشأن الآثار المدمرة للوائح المالية الجديدة لمستشفيات الأمراض النفسية. ووصفها بأنها امتداد خطير لتخلي الدولة عن مسؤوليتها الدستورية تجاه الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.

وأشار النائب إلى أن اللائحة الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ هذا الأسبوع، ترفع تكلفة إقامة المريض الموقوف من 150 جنيهًا مصريًا إلى 550 جنيهًا مصريًا يوميًا، دون أي رعاية طبية. وتثير هذه الخطوة تساؤلات دستورية وإنسانية خطيرة.

وأضاف البياضي: “نصت اللائحة السابقة على تخصيص 60% من أسرّة المستشفيات الحكومية للعلاج المجاني. سابقًا، خُفِّضت هذه النسبة إلى 25%. واليوم، يبدو أن وزارة الصحة قد قررت إلغاء هذه النسبة نهائيًا في مستشفيات الأمراض النفسية دون أي إعلان أو شفافية”. ووصف الوضع الحالي بالتدهور.

من جانبها، قالت النائبة مها عبد الناصر عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن قرار وزارة الصحة والسكان رقم 220 لسنة 2025، الذي يقضي بزيادة أسعار الأدوية في مستشفيات الأمراض النفسية ومراكز علاج الإدمان بنسبة تصل إلى 900%، «غير مسؤول ويزيد من معاناة المرضى وأسرهم في وقت لا يستطيع المواطنون تحمل المزيد من الأعباء».

وأضاف عبد الناصر في بيان صحفي: “بعد صدور القرار الجديد، ارتفعت تكاليف العلاج في مستشفيات الأمراض النفسية إلى ما بين 150 و550 جنيهًا مصريًا يوميًا، أي ما يعادل حوالي 4500 و16500 جنيه مصري شهريًا”. كما بلغت تكلفة الفحوصات الطبية 200 جنيه مصري في بعض الحالات. وتقتصر هذه الزيادة على تكاليف الإقامة فقط، بينما تظل تكلفة الخدمات الطبية والعلاجية مرتفعة للغاية.

وحذرت من عزوف المرضى عن العلاج، متسائلةً: “كيف تتحمل الأسر الفقيرة التي بالكاد تكفي قوت يومها هذا العبء المالي؟”. وأشارت إلى أن هذه الزيادة ستدفع المرضى إلى التخلي عن العلاج، مما سيؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات الإدمان. كما حذرت من ارتفاع معدلات الانتحار بسبب عجز المصابين بأمراض نفسية عن تغطية هذه التكاليف.

من جانبه، قال مصدر بوزارة الصحة والسكان، إن اللائحة المالية والإدارية الجديدة للمستشفيات التي أصدرتها أمانة الصحة النفسية أقرت زيادة أسعار خدمات العلاج بمستشفيات الأمراض النفسية، بما في ذلك العيادات الخارجية والإقامة الداخلية وخدمات المعامل والأشعة، وزيادة تذكرة الكشف بالعيادات الخارجية من جنيه واحد إلى عشرة جنيهات.

صرح المصدر لـ”الشروق” بأن رسوم الكشف في العيادات الخارجية رُفعت من جنيه واحد إلى عشرة جنيهات، ولا تقتصر هذه الرسوم على الكشف الطبي فقط، بل تشمل أيضًا تكلفة الكشف والعلاج الشهري، وفقًا للمادة الثامنة من اللائحة.

وأوضح أن هذه الزيادة، وإن بدت مرتفعة نسبيًا (عشرة أضعاف السعر السابق)، إلا أنها رمزية مقارنةً بتكلفة الرعاية الصحية الشاملة. فالقيمة الجديدة، البالغة 10 جنيهات، تغطي الكشف الطبي والتشخيص والأدوية لمدة شهر، ما يعني أن تكاليف العلاج اليومية لا تتجاوز 33 قرشًا تقريبًا.

وأضاف المصدر أن هذا المبلغ مدعوم بشكل كبير من قبل الدولة، حيث تغطي الدولة معظم التكلفة الفعلية للخدمات.

وأشار إلى أن رسوم الكشف في العيادات التخصصية ارتفعت من جنيه واحد إلى عشرين جنيهًا. وتقدم هذه العيادات التخصصية خدمات موسعة، تشمل استشارات مع أطباء متخصصين في مجالات مثل صحة المرأة، والتي تتطلب خبرة متقدمة ومعدات مناسبة.

وأوضح أن السعر الجديد، وهو 20 جنية مصري، رمزي، ويُسهم في تغطية بعض تكاليف التشغيل مع ضمان استمرارية تقديم الخدمة. ولا تُفرض أي رسوم على المرضى المؤمَّن عليهم صحيًا. ولن يتحمل المرضى المؤمَّن عليهم صحيًا أي تكاليف إضافية، إذ يُغطي تأمينهم الصحي تكلفة علاجهم بالكامل.

وأشار إلى أن منظومة التأمين الصحي في مصر، التي تغطي نحو 69 مليون مواطن، تضمن تقديم الخدمات الطبية دون أعباء مالية على المؤمن عليهم، بما في ذلك خدمات علاج الأمراض النفسية واضطرابات الإدمان في المستشفيات الحكومية.

وأضاف أن هذا النظام يعزز المساواة الصحية ويضمن حصول الفئات المؤمنة على الرعاية الصحية دون أي تكلفة إضافية.

وأكد أن العلاج الممول من الدولة يغطي تكلفة الأدوية في العيادات. ويغطي برنامج العلاج الممول من الدولة تكلفة الأدوية الموصوفة في العيادات الخارجية والتخصصية. ويهدف هذا البرنامج إلى تخفيف العبء المالي على المرضى المحتاجين، حيث تُمول الأدوية والخدمات العلاجية من موازنة الدولة.

وأوضح المصدر أن الأسعار الجديدة خاصة بالدرجة السياحية، ولا تشمل الدرجة المجانية. وتنطبق زيادات الأسعار على الدرجة السياحية فقط، بينما تبقى الدرجة المجانية دون تغيير.

وأشار إلى أن القطاع الاقتصادي يستهدف المرضى ذوي الإمكانيات المحدودة، بينما يقدم القطاع المجاني خدمات مجانية. ويضمن هذا التقسيم استمرارية تقديم الخدمات، مع تحسين جودتها في القطاع الاقتصادي دون المساس بمستحقيها.

وأضاف أن توزيع المرضى بين القطاعين الحر والاقتصادي هو أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج حاليا في مستشفيات الأمراض النفسية يبلغ 3098 مريضا، منهم 2173 في القطاع الحر أو على حساب التأمين الصحي و925 فقط في القطاع الاقتصادي.

وأكد أن هذه الأرقام توضح أن 70% من المرضى (2173 من أصل 3098) يحصلون على الخدمات مجاناً أو من خلال التأمين الصحي، بينما يقتصر القطاع الاقتصادي على 30 مريضاً فقط (925) وهو ما يعكس التوازن بين تقديم الخدمات المجانية للأغلبية وضمان استدامة الخدمات في القطاع الاقتصادي.

وقال المصدر إن الأسعار الجديدة تظل مدعومة بشكل كبير مقارنة بالقطاع الخاص، وهو ما يعكس سعي الدولة إلى تحقيق التوازن بين تحسين جودة الخدمة وتخفيف العبء المالي على المواطنين.

وأوضح المصدر أنه سيتم احتجازهم مجاناً في الحالات الطارئة والحرجة، وفي حالات الاحتجاز لدى الجهات القضائية، أو في حالات التشرد من قبل الشرطة.


شارك