جزيرتا الأخوين في مصر.. جنة البحر الأحمر ومتحف لعشاق الغوص

منذ 3 ساعات
جزيرتا الأخوين في مصر.. جنة البحر الأحمر ومتحف لعشاق الغوص

تعد جزيرتي الأخوين في مصر من أجمل مراكز الغوص في البحر الأحمر ويطلق عليها اسم “جنة الأرض”. وقد ذكر عالم المحيطات الفرنسي جاك كوستو الجزيرة ووصفها بأنها تتميز بشعابها المرجانية ومياهها الصافية. خبير السياحة معتز السيد: الجزيرتين جنتان من جنات الله على الأرض ومن أفضل الأماكن لمحبي الغوص

عالم مذهل تحت سطح البحر الأحمر، تحيط به جزيرتي الأخوين في شرق مصر، حيث تتحول المياه إلى لوحة فريدة من الشعاب المرجانية والأسماك المذهلة.

وتوصف الجزيرتان في وسائل الإعلام المصرية بأنها “جنة على الأرض” لمغامري الغوص، وبأنها متحف تحت الماء يضم أروع الشعاب المرجانية، حيث يستمتع الغواصون بتجربة فريدة تجمع بين المغامرة وسحر الطبيعة.

تقع الجزيرتان، المعروفتان باسم “الأخ الأصغر” و”الأخ الأكبر”، جنبًا إلى جنب على الساحل الشمالي الشرقي بين مدينتي سفاجا والقصير في محافظة البحر الأحمر شرق مصر. تقع الجزيرة الأصغر على بُعد كيلومتر واحد جنوب الجزيرة الأكبر، ويمكن الوصول إليها بغواصات بعيدة المدى من الغردقة أو سفاجا، وفقًا للهيئة المصرية للاستعلامات.

تُعدّ الجزيرتان وجهةً شهيرةً للغواصين المتمرسين، ورغم صغر حجمهما (0.1 و0.3 ميل مربع فقط على التوالي)، إلا أنهما توفران ما لا يقل عن اثني عشر موقعًا مختلفًا للغوص. ووفقًا للمصدر نفسه، تتميز الجزيرتان أيضًا بجدار غوص مذهل، وتيارات قوية، وشعاب مرجانية، وأنواع أسماك مذهلة مثل قرش المطرقة. كما تم تحويل حطام سفينتين إلى مواقع غوص فريدة.

بالقرب من جزيرة الأخ الأكبر، لا تزال منارة تاريخية بناها البريطانيون عام ١٨٨٣ قائمة. يبلغ ارتفاعها ٣١ مترًا، ويُسمح للزوار بتسلقها في جولات سياحية محددة. هذا يتيح لهم فرصة نادرة لمشاهدة البحر الأحمر من أعلى نقطة في الجزيرة، وفقًا لتقارير إعلامية مصرية.

**مغامرة مثيرة

وكالة الأناضول تتابع عن كثب مغامرة زائرين للجزيرتين، وتلتقط صوراً لغروب الشمس وشروقها الساحر، بالإضافة إلى صوت الأمواج الذي يعزز الشعور بالاسترخاء والفرح.

انطلقت مجموعة من المغامرين الراغبين في تجربة أجواء الجزيرتين بقارب صغير إلى الجزيرتين، وبدأوا الغوص في أعماق المياه المحيطة بهما. رافقتهم كاميرا وكالة الأناضول لالتقاط جمال المنطقة.

واقترب المغامرون من حطام سفينة غارقة والتقطوا صوراً للشعاب المرجانية وبجانبها عدد كبير من الأسماك الصغيرة بأشكال وألوان مختلفة، تتحرك في أسراب وكأنها تؤدي رقصة احترافية.

تسبح سلحفاة بهدوء بجوار مغامر، ويمر مغامرون آخرون بحذر بجوار سمكة قرش.

ولا تعد الجزيرتان من بين أشهر مواقع الغوص في البحر الأحمر فحسب، بل توفران أيضًا عالمًا فريدًا تحت الماء، كما تعدان وجهة شهيرة لمحبي التصوير الفوتوغرافي تحت الماء.

وتتميز الجزيرتان أيضًا ببعض من أجمل الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وقد ذكرها عالم المحيطات الفرنسي جاك كوستو في كتابه “العالم الصامت”، حيث وصفهما بأنهما مكانان يتمتعان “بمناظر طبيعية فريدة من الشعاب المرجانية والمياه الصافية”.

وبحسب صحيفة الأهرام، يعتقد الجيولوجيون أن الجزيرتين تشكلتا بفعل ثوران بركاني، ويربط بينهما حاجز صخري على عمق 90 متراً.

وتتمتع الجزيرتان بتنوع بيولوجي هائل وتعدان موطنا للعديد من أنواع الأسماك مثل أسماك الأنتيل الصغيرة والأسماك الزجاجية والأسماك الفراشية والأسماك الملائكية، والتي تعيش جميعها في الشعاب المرجانية بالمنطقة أو حولها، وفقا للصحيفة.

** بيئة فريدة من نوعها

تُعدّ المنطقة ملاذًا لأسماك القرش، وتضم “بيت القرش”، الذي يزوره العديد من الغواصين المحترفين تحديدًا. وهو موطن لأكثر من 14 نوعًا من أسماك القرش، بما في ذلك قرش الدراس، وقرش الشعاب المرجانية أبيض الطرف، وقرش الزعانف الطويلة، وقرش المطرقة.

وللحفاظ على هذا التنوع والبيئة الفريدة، وضعت إدارة محميات البحر الأحمر (جهة حكومية) خطة لتنظيم الزيارات والغوص في هذه المنطقة وبالتالي حماية نحو 370 نوعاً مختلفاً من الأسماك.

تنطلق عشرات الرحلات البحرية يوميًا من مرسى سفاجا والغردقة (شرقًا) إلى جزيرتي الأخوين ضمن رحلات بحرية تستغرق عدة أيام.

تتضمن هذه الرحلات غواصين محترفين من جنسيات مختلفة يبقون طوال الليل على اليخوت في البحر المفتوح ويغوصون حتى ثلاث إلى أربع مرات في اليوم.

أثناء هذه الرحلات، يقدم مرشدو الغوص نصائح وإرشادات حول الغوص مع أسماك القرش للمساعدة في تجنب الهجمات.

**جنة الغوص

وقال خبير السياحة والرئيس السابق لجمعية المرشدين السياحيين المصرية، معتز السيد، لوكالة الأناضول، إن الجزيرتين “مثل باقي الجزر في البحر الأحمر، تعتبران جنتين من جنات الله على الأرض، ومن أفضل الوجهات في العالم لمغامرات الغوص”.

وأضاف السيد أنه إلى جانب الغوص هناك أيضاً جمال الطبيعة من الشعاب المرجانية وغيرها من المناظر الخلابة، مؤكداً أن سياحة الغوص في البحر الأحمر ومصر لها أهمية كبيرة وشهرة عالمية.

وأشار إلى أن قطاع سياحة الغوص يضم كوادر مدربة وسفنًا مجهزة تجهيزًا كاملًا، مما يجعل التجربة أكثر أمانًا ومتعة. ودعا جميع مغامري الغوص ومحبي الطبيعة إلى زيارة الجزر لاستكشاف “عالم آخر من الجمال”.


شارك