الرقابة المالية تصدر قواعد جديدة لهامش الملاءة لتعزيز استقرار شركات التأمين وحماية حقوق حملة الوثائق

ويهدف القرار إلى إنشاء إطار تنظيمي واضح ومحدث لمتطلبات هامش الملاءة المالية، وتعزيز الرقابة الاستباقية وتحسين إدارة المخاطر.
وتولي الهيئة أهمية كبيرة لنوعية الأصول وأنواعها الداخلة في حساب هامش الملاءة المالية.
– صلاحيات رقابية فعالة للهيئة في حال انخفاض هامش الملاءة المالية عن الحدود المقررة.
أصدر مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية برئاسة محمد فريد القرار رقم (148) لسنة 2025 بشأن معايير الملاءة المالية الواجب توافرها في شركات التأمين وإعادة التأمين، حسبما ذكرت الهيئة في بيان لها اليوم.
وبحسب البيان، فإن القرار يأتي في إطار تطبيق أحكام قانون التأمين الموحد رقم 155 لسنة 2024، ويتماشى مع تركيز الهيئة على تعزيز الرقابة الاستباقية وتحسين كفاءة إدارة المخاطر في الأنشطة المالية غير المصرفية.
يضع القرار إطارًا تنظيميًا واضحًا ومحدثًا لمتطلبات هامش الملاءة المالية لضمان حصول شركات التأمين وإعادة التأمين على رأس مال كافٍ لتغطية التزاماتها المستقبلية، وضمان استمرارية الأعمال وتوفير الحماية لحاملي الوثائق والمستفيدين.
ويلزم القرار شركات التأمين على الممتلكات والمسؤولية باستخدام طريقتين عند حساب هامش الملاءة المالية:
أولاً، ما يعادل 20% من صافي أقساط التأمين حتى نهاية السنة المالية المنتهية في ديسمبر 2027.
الثاني: على أساس تعويض التكلفة الصافية.
وتطبق الهيئة النهج الأعلى من النهجين لتوفير هامش ملاءة كافٍ لجميع الالتزامات والتقلبات المحتملة، وخاصة في الأنشطة عالية المخاطر مثل البترول والطيران والطاقة، وذلك وفقاً لمعيار المحاسبة المصري رقم 50.
بالنسبة لشركات التأمين الشخصية ورأس المال، يتم حساب هامش الملاءة المالية على أساس رأس مال التأمين للعقود بالإضافة إلى الأحكام الفنية، مطروحاً منه الالتزامات الصافية بعد الأخذ في الاعتبار آثار إعادة التأمين، وفقاً لمعايير المحاسبة ذات الصلة.
بالنسبة لشركات التأمينات الشخصية وتكوين رأس المال، يتم حساب هامش الملاءة المالية على أساس النسبة المقررة من رأس مال التأمين للعقود مضافاً إليها المخصصات الفنية، مطروحاً منها الالتزامات الصافية المقابلة بعد حساب آثار عقود إعادة التأمين، مع مراعاة متطلبات معيار المحاسبة المصري رقم 50.
وقال البيان إن القرار ركز على أهمية جودة الأصول الداخلة في حساب هامش الملاءة المالية، حيث يتم أخذ صافي الأصول الداخلة في المركز المالي بعين الاعتبار، وليس قيمة الأصول، والتي يتم حسابها بناءً على عدة عناصر، بما في ذلك الاستثمارات، والأصول الناشئة عن عقود التأمين، والأصول الثابتة، وأي أصول ترى الهيئة، بناءً على التقييم الفني الذي تجريه، أنه لا توجد ضمانات كافية لها.
تشمل هذه الأصول الأصول غير الملموسة، وأرصدة العملاء المتأخرة، والاستثمارات في الشركات التابعة العاملة في قطاع التأمين نفسه. ولضمان تقييم موضوعي لقدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه حاملي الوثائق، قد لا تُدرج المخصصات الفنية ضمن الأصول.
كما يمنح القرار الهيئة صلاحيات رقابية فعّالة في حال انخفاض هامش الملاءة المالية عن الحدود القانونية. ويشمل ذلك إلزام الشركة بوضع خطة لإعادة هيكلة أوضاعها خلال فترة زمنية محددة. وقد تشمل هذه الخطة تعليق الأرباح، أو زيادة رأس المال، أو الحصول على دعم مالي مشروط من المساهمين، بما يضمن الاستجابة الفورية للمخاطر ومعالجة أوجه القصور قبل تفاقمها.
يأتي هذا القرار في إطار جهود الهيئة المتواصلة لتحديث البيئة القانونية والتنظيمية لقطاع التأمين بما يتوافق مع المعايير والممارسات الدولية، مع مراعاة خصوصية السوق المصرية. وتؤكد الهيئة أن تطبيق قواعد دقيقة لهامش الملاءة المالية سيعزز ثقة العملاء، ويعزز قدرة الشركات على الاستجابة للأزمات، ويحمي أموال حملة الوثائق.
وتؤكد الهيئة العامة للرقابة المالية استمرارها في تطوير وتحديث منظومة التأمين المصرية من خلال تحسين أدواتها الرقابية والتنظيمية، وتعزيز الإفصاح والشفافية، وتحسين إدارة المخاطر، بما يحقق النمو المستدام لهذا القطاع الهام دعماً للاقتصاد الوطني.