ارتفاع أسعار الكتب الخارجية قبيل بدء العام الدراسي .. وأولياء الأمور يواجهون الغلاء بالخصومات

منذ 9 ساعات
ارتفاع أسعار الكتب الخارجية قبيل بدء العام الدراسي .. وأولياء الأمور يواجهون الغلاء بالخصومات

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تشهد منطقة الفجالة، المعروفة بكونها مركزًا للكتب والمستلزمات المدرسية، ازدهارًا في حركة البيع والشراء. يأتي ذلك وسط شكاوى متكررة من ارتفاع أسعار الكتب الأجنبية، التي ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10% و12.5% هذا العام، وفقًا لبائعي الكتب والناشرين.

ووسط زحام شوارع الفجالة، أبدى عدد كبير من أولياء الأمور محاولاتهم للتكيف مع الوضع الاقتصادي والبحث عن حلول مناسبة لتلبية الاحتياجات التعليمية لأبنائهم.

تقول أسماء عمر، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال: “رغم ارتفاع الأسعار، إلا أن قرار الوزارة باستخدام دفتر منفصل لكل مادة وفر علينا الكثير”.

أكد عبد الله مصطفى، أب لطفلين، تقبّله لزيادات الأسعار في ظل الخصومات التي تقدمها بعض المكتبات، متمنيًا ألا تكون هناك زيادات أخرى. وأعرب محمد السيد، موظف ووالد طالب في المرحلة الثانوية، عن تفهمه لارتفاع تكاليف المعيشة، مؤكدًا أن “تعليم الأطفال يبقى أولوية رغم الوضع الاقتصادي”.

الزيادات من قبل الناشرين

أوضح مصطفى البنا، صاحب مكتبة في الفجالة، أن زيادة الأسعار سببها الناشرون أنفسهم، مما يحد من قدرة المكتبات على التحكم في الأسعار أو خفضها. وأضاف: “كنا نأمل في استقرار الأسعار، لكن الواقع أجبرنا على زيادة لا مفر منها. نسعى لتخفيف العبء على الزبائن قدر الإمكان، لكن هناك تكاليف لا مفر منها”.

في سياقٍ آخر، أشار مينا محسن، صاحب مكتبة الشرقية، إلى أن تشكيلة الكتب الأجنبية لم تكتمل بعد. ويعود ذلك إلى التعديلات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم على بعض المناهج، مما أدى إلى تأخير صدور طبعات جديدة. ورغم الإقبال المبدئي من أولياء الأمور، إلا أن نقص بعض السلاسل يُبطئ المبيعات.

وأوضح محسن أن الكتب الأكثر طلباً هذا الموسم روايتا «سلاح التلميذ» و«الأضواء»، مشيراً إلى أن الزيادة مقارنة بالعام الماضي تجاوزت 10%، وهو ما اعتبره رقماً «مقبولاً» في ظل التغيرات التي يشهدها السوق.

الانتحال يضر بالسوق

في ظل ارتفاع الأسعار المستمر، يتزايد بيع بعض التجار غير المرخصين نسخًا مقرصنة من الكتب الأجنبية. تُطبع هذه النسخ بجودة رديئة وتحتوي على محتوى غير دقيق، مما يُعرّض جودة التعليم للخطر. صرّح محسن بأن الفرق بين النسخ الأصلية والنسخ المقرصنة كبير، واتهم بعض الجهات بالتقصير في إنفاذ القوانين لمكافحة هذه الظاهرة.

خصومات مؤقتة للإعفاء

لمواجهة ارتفاع الأسعار، قدّمت بعض المكتبات خصومات موسمية تراوحت بين 15 و20% في أغسطس، تقتصر على مبيعات الجملة. وأكد بائعو الكتب قدرتهم على تمويل هذه الخصومات دون الحاجة إلى دعم من الناشرين.

بحسب عصام مصطفى، تاجر كتب مدرسية، تختلف أسعار الكتب المدرسية الأجنبية باختلاف المستوى التعليمي. تتراوح أسعار الكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية (النظام العربي) بين 135 و185 جنيهًا مصريًا، بينما تصل أسعار الكتب المدرسية للمرحلة الإعدادية إلى 200 جنيه مصري. أما الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية فتبدأ من 200 جنيه مصري، وقد تصل إلى 900 جنيه مصري لبعض المواد واللغات.

قسم الورق: الزيادة غير مبررة.

انتقد عمرو خضر، رئيس شعبة تجارة الورق بالغرفة التجارية، ارتفاع أسعار الكتب الأجنبية رغم ركود السوق، حيث توقفت المبيعات منذ أربعة أو خمسة أشهر تقريبًا. وتساءل: “كيف يُمكن للناشرين تبرير هذه الزيادة في ظل تراجع الطلب وانخفاض أسعار الورق؟”

أكد خضر أن أسعار الورق والدفاتر، وكذلك أسعار الكتب التي حددتها وزارة التربية والتعليم، تشهد انخفاضًا هذا العام مقارنةً بالعام الماضي. واعتبر الزيادات الحالية “غير منطقية وعقوبتها رادعة”.

تحذير من انتشار الغش والكتب المزورة

كما حذّر رئيس القسم من تفاقم مشكلة الاحتيال في سوق الكتب. وقال: “إن توزيع الكتب المزيفة أو المقرصنة جريمة تضر بجميع المشاركين في السوق”. وعلى المتضررين تقديم شكوى إلى الهيئة التنظيمية.

وأوضح خضر أن بعض التجار يترددون في الإبلاغ عن المخالفات، مما يُصعّب كشفها: “لا يُمكن كشف المنافسة غير العادلة والاحتكارات إلا من خلال شكاوى رسمية. الصمت على الحقيقة يمنع أي تدخل حقيقي”.


شارك