وزير التعليم: دعم التعليم الفني في مصر لتحقيق التنمية المستدامة وسد احتياجات سوق العمل

منذ 2 ساعات

يوجد في مصر 1270 مدرسة فنية، منها 172 مدرسة زراعية، تغطي مساحة تقارب 3 آلاف هكتار.

أساس جديد لبناء الكوادر الزراعية القادرة على دفع عجلة التنمية الزراعية المستدامة وتحسين نوعية الحياة في الريف المصري.

شارك الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتدريب الفني، والدكتور علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في ورشة عمل بعنوان “التعاون مع القطاع الخاص لتطوير التعليم الفني الزراعي في مصر (Agri-TVET)”، والتي نظمتها أكاديمية السويدي الفنية التابعة لشركة السويدي إليكتريك.

أكد الوزير أن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا للنهوض بالتعليم الفني في مصر، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، وذلك تماشيًا مع التزام الدولة بالارتقاء بمنظومة التعليم الفني وتعزيز دورها في دعم الاقتصاد الوطني.

وأوضح أن هناك 1270 مدرسة فنية في مصر، منها 172 مدرسة زراعية، تغطي مساحة تقترب من 3 آلاف فدان، وتقع في مناطق زراعية متميزة، مما يوفر للطلاب فرص أفضل للتدريب العملي والتطبيقي.

وأشار إلى أن الوزارة لديها رؤية شاملة تهدف إلى جعل التعليم الفني بوابةً للصادرات والاستثمار الأجنبي. وأوضح أن من أبرز تحديات هذا النهج نقص الكوادر الفنية المؤهلة دوليًا وفقًا للمعايير العالمية، مما يُلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق التعليم الفني.

وأضاف الوزير أن لهذه التحديات أبعادًا متعددة، منها جوانب اجتماعية تتعلق بنظرة المجتمع للتعليم الفني، ومناهجه وأساليب تدريسه في المدارس. وأكد أن الوزارة تسعى إلى تغيير نظرة المجتمع للتعليم الفني.

أكد عبد اللطيف أن الوزارة تعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي في مجال التعليم الفني، من خلال شراكات مع عدد من الدول التي تعاني من نقص في الكوادر الفنية المؤهلة نتيجةً لخلق فرص عمل جديدة وتراجع إقبال الشباب على المهن التقليدية. وهذا يتيح الفرصة للكوادر المصرية المدربة لسد هذه الفجوة.

وأضاف أنه بالتعاون مع شركائنا في الخارج حددنا فرصاً واعدة لتعزيز التعليم الفني ونعمل حالياً على تدريب وتأهيل الطلبة وفق أعلى المعايير العالمية بهدف تمكينهم من العمل في الأسواق الخارجية وخاصة في المهن الحديثة التي تتطلب مهارات فنية متقدمة.

وأشار إلى استفادة الوزارة من برامج التعليم الفني الأوروبية، وتطبيق نماذج تعليمية دولية في المدارس الفنية المصرية. وأوضح أن هناك خطوات جادة جارية لإنشاء فروع إقليمية للمدارس الفنية الإيطالية في مصر، والتي ستُصدر شهادات معترف بها في إيطاليا، مما يُمكّن الخريجين من العمل مباشرةً في الخارج.

وأكد أن نموذج مدارس التكنولوجيا التطبيقية يُمثل تجربة ناجحة في تطوير التعليم الفني، فهو نموذج متكامل يجمع بين التعليم والتدريب العملي بالشراكة مع المؤسسات الخاصة. وأوضح أن الوزارة تعتزم توسيع نطاق هذا النموذج بحيث يكون لكل مدرسة فنية مصدر دخل خاص بها دون تحميل المستثمر أعباءً إضافية.

وأضاف عبد اللطيف أننا نهدف إلى بناء نموذج عمل مشترك مستدام داخل كل مدرسة يعزز فرص التدريب العملي وتمكين تطوير قوى عاملة فنية مدربة ومؤهلة قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي بما يتماشى مع المعايير العالمية التي تواكب المتطلبات الاقتصادية.

وأشار إلى أن هذا النهج يتم تنفيذه بتعاون وثيق مع القطاع الخاص، وينطلق من الإيمان بأهمية التكامل بين الحكومة ومرافق الإنتاج لتطوير التعليم وتكييفه مع الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل، وإنتاج جيل جديد من الفنيين يتمتع بالمهارات والمعرفة والخبرة العملية المناسبة.

خلال الاجتماع، ناقش الوزير مع المشاركين سبل بناء نموذج عمل مشترك مستدام يُسهم في تأهيل الخريجين وفقًا للمعايير الدولية. وأشار إلى توقيع اتفاقية الأسبوع الماضي مع الشريك الإيطالي ووزارة الكهرباء لإنشاء خمس مدارس فنية متخصصة في الكهرباء. ومن المتوقع توقيع اتفاقية مماثلة مع وزارة الصحة والشريك الإيطالي الأسبوع المقبل لإنشاء خمس مدارس أخرى لصناعة الأدوية، بالإضافة إلى مدارس لصناعة الألومنيوم وقطاعات حيوية أخرى، بما يضمن حصول الطلاب على شهادات معترف بها دوليًا.

وأكد أن الوزارة تعتزم التعاون مع عدد من الدول في مجالات الاعتماد الدولي والمراجعة الفنية وتطوير المناهج وبرامج التدريب والتسويق المؤسسي للارتقاء بجودة منظومة التعليم الفني.

أكد الوزير على أهمية تدريب الخريجين المتخصصين في مجال تنسيق الحدائق والمساحات الخضراء. وأشار إلى أن هذا الموضوع قيد البحث مع الجانب الهولندي، كون هولندا رائدة عالميًا في هذا المجال. وأوضح أن الوزارة ستفتح آفاق التعاون مع الجانب الياباني لتعلم تقنيات زراعة الأرز وتطبيقها في المدارس الزراعية بمصر.

وأكد الوزير حرص الوزارة على اختيار الشركاء الناجحين في مختلف المجالات والتعاون معهم وفق أعلى المعايير العالمية بما يسهم في التنمية المستدامة والمبتكرة لمنظومة التعليم الفني في مصر.

وزير الزراعة: الاستثمار في التعليم الزراعي هو استثمار مباشر في الإنسان والأرض.

من جانبه، أكد الدكتور علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الحكومة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بتطوير التعليم الفني في كافة القطاعات، وأن التعليم الزراعي يلعب دوراً كبيراً في هذا التطوير، إدراكاً منها لأهميته في دعم الأمن الغذائي، وتنمية مهارات الشباب، وتحقيق التنمية الريفية المتكاملة.

وأوضح أن جهود الدولة تشمل عدة أولويات متكاملة، منها تحديث وتطوير المناهج الزراعية لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة في الزراعة الذكية، والميكنة الزراعية، والطاقة المتجددة، والتصنيع الغذائي. كما تشمل جهود الدولة توسيع البنية التحتية وتجهيز الكليات الفنية الزراعية، وإنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع وزارات الإنتاج الحربي، والتعليم، والزراعة.

وأضاف أن الجهود تشمل أيضاً إقامة شراكات فعّالة مع القطاع الخاص لتوفير فرص التدريب العملي للطلبة، وربط الخريجين بسوق العمل الزراعي محلياً ودولياً، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال الزراعية بين الطلبة من خلال تشجيعهم على إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تساهم في تنمية مجتمعاتهم الريفية.

وأشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي إلى أن مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لديه تجربة رائدة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتدريب الفني الزراعي، حيث تم إنشاء المدرسة الثانوية الفنية للزراعة المطرية في محافظة مطروح قبل سبع سنوات بهدف تدريب الكوادر الزراعية في مجالات الزراعة المطرية وتنمية المراعي والتنمية الرعوية وحصاد مياه الأمطار وتنمية الوديان وتنمية المرأة البدوية في المجتمعات الصحراوية.

أكد فاروق أن الاستثمار في التعليم الزراعي هو استثمار مباشر في الإنسان والأرض، في الحاضر والمستقبل. وأشار إلى أنه تم إرساء أسس جديدة لبناء كوادر زراعية قادرة على قيادة التنمية الزراعية المستدامة وتحسين جودة الحياة في الريف المصري من خلال تعظيم الشراكات مع القطاع الخاص.

وأعرب عن أمله في أن يكون النجاح أكبر وأكثر فائدة وأشمل إذا قامت شركات القطاع الخاص وشركات الاستثمار الزراعي الكبرى بتحويل بعض المدارس الثانوية الزراعية في ريف مصر إلى مدارس فنية في مجالات مثل الزراعة وتصنيع الأغذية والتعبئة والتغليف وأنشطة سلسلة القيمة وترميز مزارع التصدير من أجل تحقيق الأمن الغذائي المصري وتعظيم عائدات التصدير من المنتجات الزراعية.


شارك