خبراء يؤكدون ضرورة وجود محفزات وسيولة أكبر لكسر مستويات قياسية جديدة

بقلم: أماني عاصم
يعتقد بعض خبراء السوق المالية أن مؤشر EGX 30 القيادي قد يستقر فوق 35,000 نقطة ويسجل مستوى قياسيًا جديدًا. بينما يرى آخرون أن هذا سيعتمد بالأساس على حوافز أقوى من المتاحة حاليًا، وضخ سيولة أكبر، وعروض حكومية جذابة.
قالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن هناك بالفعل عدة عوامل إيجابية تدعم حاليًا استقرار السوق فوق مستوى 35 ألف نقطة. وأشارت إلى أن الوصول إلى مستويات قياسية جديدة يتطلب مزيجًا من الحوافز المؤسسية والسيولة القوية.
وأوضحت أن من أهم الإجراءات التي اتخذتها البورصة مؤخراً تقليص فترة الاكتتاب إلى أسبوع واحد فقط (بدلاً من شهر) وسرعة رد الأموال للمكتتبين في حال التخصيص، وبالتالي ضخ السيولة سريعاً إلى السوق.
وأضاف رمسيس أن هذه الإجراءات ستساهم في ضمان نجاح الطرح والاكتتاب، وخلق فرص لاستعادة المراكز الطويلة بأسعار معقولة، ومن ثم تعزيز التداول بعد الطرح.
وأشارت إلى أن نجاح الطرح العام الأولي لا يضمن بالضرورة تداولًا ناجحًا في السوق. وقد تجلى ذلك في تجربة شركة بنيان، التي تجاوزت تغطية طرحها العام الأولي 36 مرة، إلا أن سعر سهمها انخفض بأكثر من 15% بعد إغلاق التداول بسبب ضعف الطلب الفعلي على الأسهم بعد الطرح.
وأشار رمسيس إلى أن إدارة السوق تحاول تشجيع صناديق الاستثمار على التحول من الأوراق المالية ذات الدخل الثابت إلى الاستثمارات في الأسهم من خلال زيادة معدلات المشاركة وتقديم حوافز للشركات التي تشتري أسهمها.
وأكدت أن التعديلات الأخيرة على قانون أسواق رأس المال سهلت التداول على المؤسسات، الأمر الذي من شأنه تحسين تدفق السيولة وتعميق السوق.
رغم بعض الأزمات، مثل حريق المقر الرئيسي في أكتوبر/تشرين الأول، الذي تسبب في تعطل مؤقت لأنظمة المعلومات، حقق السوق مكاسب رأسمالية تُقدر بنحو 54 مليار جنيه مصري الشهر الماضي. وارتفع المؤشر الرئيسي بنسبة 4.9%، بينما ارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 1.5%.
وأكدت أن الحكومة تُهيئ السوق عادةً لإدراج إحدى شركاتها من خلال زيادة المؤشرات وتحفيز التداول. وأوضحت تصريحاتها قائلةً: “في حال نجاح إحدى هذه الإدراجات خلال الفترة المقبلة، فقد يستقر المؤشر فوق مستوى 35 ألف نقطة، مع إمكانية تحقيق أهداف أعلى، شريطة استمرار السيولة وزخم التداول”.
قالت رشا محسوب المدير العام لشركة سفير للأوراق المالية إن كافة محفزات السوق الحالية تنعكس في النشاط الكبير على كافة المؤشرات والقطاعات، ما يسمح للمؤشر الرئيسي للبورصة بالاستقرار فوق 35 ألف نقطة خلال الفترة المقبلة.
وتوقعت نظرة متفائلة لسوق الأسهم، موضحة أن أهداف المؤشر الرئيسي للأشهر الـ12 المقبلة بعد اختراق حاجز 35 ألف نقطة والاستقرار فوقه هي 37087 نقطة، تليها 38505 نقاط.
ومن أحد هذين المستويين سيكون هناك هبوط حاد إلى 33 ألف نقطة، وبعدها سيرتفع المؤشر الرئيسي للسوق مرة أخرى إلى 48 ألف نقطة ثم إلى 49 ألف نقطة.
يعتقد ياسر عمارة، رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية، أن السوق قد اخترق بالفعل مستوى المقاومة عند 34,000 نقطة. وهذه خطوة إيجابية تشير إلى دعم نسبي. مع ذلك، أشار إلى أن الاستقرار فوق 35,000 يتطلب زخمًا إضافيًا، وهو ما يفتقر إليه السوق حاليًا.
وأضاف أن السوق بحاجة إلى إصدارات حكومية قوية من عدد من الشركات الكبرى القادرة على جذب مستثمرين جدد وتحقيق هامش ربح معقول. وإلا، سيبقى المؤشر في نطاقه الحالي، وقد ينخفض إلى ما دون مستوى 34,000 نقطة في حال عدم ظهور أي محفزات جديدة.
وأوضح عمارة أن السيولة اليومية تحتاج إلى الارتفاع بنسبة 30% على الأقل عن مستوياتها الحالية، أي من متوسط 4-4.5 مليار جنيه إلى نحو 7 مليارات جنيه يومياً، حتى يستقر المؤشر فوق 35 ألف نقطة.
وأشار إلى أن الإصدارات الأخيرة، مثل “بنيان”، لم تحقق النتائج المرجوة بسبب تسعيرها غير الجذاب للمستثمرين. فقد طُرحت الإصدارات بأسعار تعكس قيمتها العادلة دون هامش ربح. في المقابل، طُرح طرح “الوطنية للطباعة” بقيمته الاسمية، مما زاد من جاذبيته.
وأوضح عمارة أن من الأخطاء الشائعة في بعض الطروحات الأولية، تركيز ما يصل إلى 95% من حصة الأسهم في يد مستثمرين استراتيجيين، وترك جزء صغير جداً للأفراد، وهو ما يضعف نشاط السهم في السوق بعد الإدراج.
قال: “تجربة بنيان خير مثال. لم يحصل المستثمرون الأفراد إلا على حصة محدودة للغاية، وباعوا أسهمهم بسرعة في بداية التداول، مما تسبب في انهيار فوري في الأسعار”.
أكد رئيس مجلس إدارة شركة إيجل للاستشارات المالية أن الأفراد هم المحرك الرئيسي لنشاط السوق، وخاصةً في جلسات التداول الأولى التي تلي الطرح. لذلك، من المهم أن تكون النسبة المعروضة عليهم أعلى لضمان استقرار الأداء وتحقيق زخم التداول، بدلاً من التركيز المفرط على المستثمرين الاستراتيجيين.
وأضاف أن الاستقرار فوق 35 ألف نقطة ليس مستحيلا، لكنه يتطلب تكامل عدة عوامل، وفي مقدمتها الاكتتابات الأولية الناجحة للشركات القوية، واكتساب سيولة جديدة بما لا يقل عن 30% فوق المستوى الحالي، وتعديل هيكل العرض لتعزيز دور المستثمرين الأفراد.
وأضاف أن السوق يتمتع بالأساسيات الاقتصادية الكلية اللازمة، بما في ذلك سعر الصرف المستقر، وانخفاض معدلات التضخم، وتحسن أداء الشركات.
اقرأ أيضاً:
أين تستثمر أموالك في سوق الأسهم؟ هذه هي أهم القطاعات التي ينصح بها الخبراء.
الاستثمارات الصينية المتوقعة.. كيف سيستفيد السوق المصري؟