سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي لـ الشروق: نعمل مع جميع الأطراف للاعتراف بالدولة الفلسطينية

ويمثل إعلان نيويورك وعدًا من ثلثي دول العالم بتنفيذ حل الدولتين.
إن توفير آلية تنفيذية يشكل مشكلة أساسية في قرارات الأمم المتحدة.
أكدت السفيرة الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ودوقية لوكسمبورغ، الدكتورة أمل جادو الشكعة، أن مؤتمر حل الدولتين في نيويورك توصل إلى إجماع دولي غير مسبوق يسمح لدولة فلسطين بممارسة ولايتها القضائية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة والقدس الشرقية.
قالت الشكعة لصحيفة الشروق: “يمثل إعلان نيويورك التزام ثلثي دول العالم بالعمل على تطبيق حل الدولتين من خلال تطبيق آليات عملية ناجمة عن العمل الفعال للجان العمل الثماني”. ووصفت ذلك بأنه خطوة بالغة الأهمية نحو إعمال حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
واعتبرت أن مؤتمر نيويورك جاء ليؤكد على الشخصية القانونية لدولة فلسطين التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تجزئتها سواء من خلال الحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة أو من خلال الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية.
وأكد السفير الفلسطيني أن نتائج إعلان نيويورك يجب أن يتم السعي إليها بشكل جماعي، مع ضمان الدعم السياسي والاقتصادي وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار مؤتمر مدريد للسلام المبني على مبدأ “الأرض مقابل السلام”، والتأكيد على مبادرة السلام العربية.
وأضافت أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات عملية، وأعربت عن أملها في أن تُطبّق نتائج لجان العمل، على وجه الخصوص، على الصعيد السياسي والاقتصادي والقانوني والأمني. كما أكدت على ضرورة أن يتم ذلك ضمن جدول زمني واضح، لما في ذلك من تعزيز لأسس السلام والأمن في الشرق الأوسط.
صرح الشكعة بأن المناقشات والمفاوضات جارية حاليًا بشأن الإجراءات التي يمكن للاتحاد الأوروبي اتخاذها ردًا على انتهاكات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وينطبق هذا تحديدًا على انتهاك تل أبيب للمادة الثانية من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي، والتي تُشير إلى انتهاكات إسرائيل الجسيمة لحقوق الإنسان. جاء ذلك في التقرير الذي قدمته كايا كلاس، الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد.
وأضافت أنه، وفقًا لهذا التقرير، جرت مناقشات جادة، وأن 20 دولة دعت بالفعل إلى تجميد اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. وللأسف، فشلت العملية بسبب اختلاف مواقف بعض الدول. ويتطلب تنفيذ مثل هذه القرارات “إجماعًا”.
وأشارت إلى تدابير أخرى يناقشها الاتحاد الأوروبي بالفعل، مثل تعليق أجزاء من برنامج هورايزون أوروبا، الذي يدعم الدراسات والأبحاث في إسرائيل.
وأكد الشكعة أن هناك متابعة شبه يومية مع المؤسسات المعنية، بما في ذلك البرلمان، ومكتب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية، ومفوضية البحر المتوسط التي تقدم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية.
وفي إشارة إلى قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة الأخير بشأن المرأة الفلسطينية، أكدت أن هذا القرار يُشكل سابقة تاريخية، إذ إنها المرة الأولى التي يُعنى فيها قرار بدولة محددة، وبالنساء الفلسطينيات تحديدًا. وأكدت على أهمية اعتماده بالإجماع.
وأضافت أن القرار يمثل خطوة إيجابية مهمة للغاية في الاتجاه الصحيح بالنسبة للمرأة الفلسطينية التي تعاني من أصعب الظروف من الإبادة الجماعية والتشريد والجوع، إلا أن الواقع هو أنه مع أي قرار للأمم المتحدة فإننا لا نزال نواجه المشكلة الأساسية وهي توفير آلية التنفيذ اللازمة.
وأعربت السفيرة الفلسطينية عن أملها في أن يؤدي هذا القرار إلى آليات تنفيذية وخطوات عملية من قبل الأمم المتحدة لتحقيق الحماية الفعلية للمرأة الفلسطينية التي لا تزال تدفع ثمناً باهظاً للاحتلال والعدوان الغاشم الذي تتعرض له.
ودعت المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والحماية للمرأة الفلسطينية المتضررة من الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والاعتداءات الإجرامية في الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بإمكانية اعتراف بلجيكا بدولة فلسطين، قالت السفيرة أمل الشكعة، أسوة بدول غربية أخرى أعلنت نيتها اتخاذ هذه الخطوة: “نحث بلجيكا على اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية”، مشيرة إلى الدعم المتميز الذي تقدمه الحكومات البلجيكية المتعاقبة للشعب الفلسطيني.
وتابعت: “لا نريد أن تؤخر بلجيكا الاعتراف بدولتنا الفلسطينية، خاصة بعد إعلان لوكسمبورغ اعترافها بدولة فلسطين. فرنسا والبرتغال ودول أخرى ستفعل الشيء نفسه الشهر المقبل”. وأكدت أن وقت الاعتراف قد حان، ولا مجال للمماطلة.