الجهل المتعمد.. استراتيجية نفسية ذكية لحماية الصحة في عصر التشويش المعلوماتي

منذ 3 ساعات
الجهل المتعمد.. استراتيجية نفسية ذكية لحماية الصحة في عصر التشويش المعلوماتي

تدرس دراسة بحثية حديثة نشرت في مجلة Current Opinion in Psychology وأجراها عالم النفس الأكاديمي شون فاث وزملاؤه قيمة ما يسمى “الجهل المتعمد”، أو تجنب المعلومات المتاحة عمدا، وفوائد هذا السلوك في الحياة الحديثة نظرا لتقلب تدفق الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي.

يقول آراش إمام زاده، باحث في علم النفس بجامعة كولومبيا، معلقًا على الدراسة، وفقًا لمجلة سايكولوجي توداي: “في عالم اليوم المليء بالمعلومات والعناوين الرئيسية والإشعارات، قد يبدو الجهل بمثابة عيب شخصي”. ويضيف: “في بعض الحالات، يمكن للجهل الواعي أن يحمي الصحة النفسية، ويعزز اتخاذ القرارات بشكل أفضل، ويقلل من التحيز اللاواعي”.

الجهل المتعمد هو تجاهل متعمد لبعض الحقائق لأسباب عاطفية أو اجتماعية أو معرفية، حتى عندما تكون متاحة بسهولة.

هل يمكن أن يكون الجهل مفيدا لك؟

يشير زاده إلى أن الناس يفترضون عمومًا أن المعرفة الواسعة تؤدي إلى قرارات أفضل. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يُحسّن نقص المعرفة الصحة النفسية وجودة القرارات.

هناك عدة أسباب لذلك:

في بعض الأحيان تؤدي المعلومات الكثيرة إلى التوتر بدلاً من الوضوح، و”تجاهل الحقائق المؤلمة يمكن أن يكون استراتيجية قصيرة المدى للتكيف عندما نشعر أن الحقائق ساحقة عاطفياً أو خارجة عن سيطرتنا”.

الحد من التحيز والتأثير الناتج عن الرسائل المتفرقة. إزالة البيانات غير ذات الصلة يسمح باتخاذ قرارات أكثر دقة وشمولاً.

قلل من الثقة المفرطة. يفترض الكثيرون أن زيادة البيانات ستساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل. لكن المعلومات الإضافية غالبًا ما تؤدي إلى مزيد من الارتباك.

يشرح زادة قائلاً: “الجهل المتعمد له سمعة سيئة، ولكنه في ظل الظروف المناسبة يُعدّ استراتيجية نفسية ذكية. فهو يحمي صحتك النفسية، ويعزز رفاهيتك، ويحد من التحيز، ويزيد من تركيزك، ويساعدك على اتخاذ قرارات أكثر حكمة”.

وأضاف: “في عالمنا اليوم، المُغمور بالمعلومات والأخبار، يُمكن أن يكون تعلّم التمييز بين ما يستحق الاهتمام وما يُفضّل تجاهله من أقوى الأدوات لتحسين الصحة النفسية وحل المشكلات بفعالية. لذا، صمّم بوعي ما تستوعبه وما تتجاهله عمدًا.”


شارك