الجفاف العدو الصامت للكلى.. كيف تحمي نفسك في الصيف؟

منذ 3 ساعات
الجفاف العدو الصامت للكلى.. كيف تحمي نفسك في الصيف؟

لا يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في الصيف إلى التعب والتعرق فحسب، بل يؤثر أيضًا على الأعضاء الحيوية، وخاصة الكلى. ولأن الجسم يفقد كميات كبيرة من السوائل عن طريق التعرق، تتعرض الكلى لضغط كبير، خاصةً في حالات الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري. لذلك، من المهم معرفة كيفية حماية الكلى في الطقس الحار.

الجفاف: العدو الصامت للكلى في الصيف

أوضح الدكتور عبد الله رجب، أخصائي الباطنة وأمراض الكلى، لـ “الشروق”، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى فقدان الجسم للماء عن طريق التعرق. وإذا لم يُعوّض هذا الفقد بشرب كمية كافية من الماء، فإن الكلى من أوائل الأعضاء التي تتأثر.

يُقلل الجفاف من تدفق الدم إلى الكلى، مما يُضعف قدرتها على تطهير الجسم من السموم. وتشير العديد من الدراسات إلى أن تكوّن حصوات الكلى يزداد في الصيف بسبب انخفاض إنتاج البول وارتفاع تركيزات الأملاح. وهذا يجعل المثانة والحالبين أكثر عرضة لتكوين البلورات التي تتطور إلى حصوات.

– مرضى الفشل الكلوي…يختلف التعامل مع الحرارة حسب الحالة. يوضح الدكتور عبدالله أن الأشخاص المصابين بالفشل الكلوي يعيشون الصيف بشكل مختلف لأنهم ينقسمون إلى فئتين.

المرحلة المبكرة من الفشل الكلوي:

ينصح بشرب كمية كافية من الماء (عادة ما بين 2 إلى 3 لترات يومياً، حسب وزن الشخص ومستوى نشاطه)، لأن الجفاف قد يؤدي إلى تفاقم أمراض الكلى ويقلل من كفاءتها في تنقية الدم.

الفشل الكلوي المتقدم مع غسيل الكلى

في هذه الحالة، من المهم اتباع تعليمات الطبيب بدقة. قد يُسبب الإفراط في تناول السوائل أو قلة تناولها مضاعفات خطيرة، مثل احتباس السوائل أو مشاكل في القلب. سيحدد الطبيب “الوزن الجاف” للمريض، وهو الوزن المثالي بين جلسات غسيل الكلى، ويجب الالتزام به بدقة.

نصائح هامة لحماية الكلى من تأثيرات الصيف ينصح الأطباء وخبراء الصحة الجميع، وخاصة مرضى الكلى، باتباع النصائح التالية خلال فترات الحر الشديد:

– تجنب الخروج خلال ساعات الذروة بين الساعة 11 صباحًا و4 مساءً. – تقليل المجهود البدني تحت أشعة الشمس. – اشرب من 2.5 إلى 3 لترات من الماء يوميًا ما لم ينصحك طبيبك بخلاف ذلك. -ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة. – تجنب المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة لأنها قد تحتوي على الصوديوم والفوسفات الضارين بالكلى. راقب لون بولك. كلما كان فاتحًا، زادت نسبة ترطيب جسمك. البول الداكن أو انخفاض إنتاجه علامة على الجفاف.

إن مدرات البول ضرورية ولكنها قد تزيد من المخاطر في الصيف.

يتناول العديد من مرضى الكلى أو القلب مُدرّات البول لتقليل احتباس السوائل. ومع ذلك، قد تزيد هذه الأدوية من خطر الجفاف في الطقس الحار. لذلك، يُنصح باستشارة الطبيب في بداية الصيف لتعديل جرعة الدواء أو مواعيد تناوله بناءً على حالة الجسم ودرجة حرارته اليومية.

تحتاج الكلى إلى الماء والراحة.

يختتم الدكتور عبد الله حديثه بالتأكيد على أن الكلى تتأثر بفقدان الماء أكثر من غيرها من الأعضاء، وخاصةً في فصل الصيف. فارتفاع درجات الحرارة لا يُرهق الجسم فحسب، بل يُثقل كاهل الكلى أيضًا. لذا، يُعدّ شرب كمية كافية من الماء، وتجنب الإفراط في ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، من الإجراءات المهمة للحفاظ على صحة الكلى.

وتقول منظمة الصحة العالمية: “إن الترطيب الجيد هو أحد أبسط الطرق وأهمها للوقاية من أمراض الكلى”.

نصائح طبية للحفاظ على صحة الكلى في الصيف:

 

تجنب تناول كميات كبيرة من مسكنات الألم في الطقس الحار، خاصة إذا كنت تعاني من الجفاف، لأن ذلك قد يؤثر على وظائف الكلى. قم بإدراج الفواكه الغنية بالماء مثل البطيخ والخيار والبرتقال في نظامك الغذائي لدعم الترطيب الطبيعي. احذر من أي مكملات عشبية أو منتجات غير معتمدة، حيث أن بعضها يحتوي على مواد سامة للكلى، وفقا لتحذيرات إدارة الغذاء والدواء. – تقليل نسبة الصوديوم في الأطعمة (مثل المخللات واللحوم المصنعة)، حيث أن الملح الزائد يضع ضغطًا على الكلى ويسبب احتباس الماء في الجسم. – ممارسة الرياضة خلال فترات الطقس البارد، مثل الصباح الباكر أو المساء، لتجنب الإجهاد الحراري الذي يزيد من خطر الإصابة بالجفاف. – قم بقياس ضغط الدم بانتظام، حيث أن التحكم في ضغط الدم يساعد على حماية الكلى من التلف التدريجي، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من هذه الحالة.

واختتم الدكتور عبدالله حديثه قائلاً: “في الصيف، لا تعتمد صحة الكلى على شرب الماء فقط، بل تعتمد أيضاً على نمط حياة متوازن يتضمن التغذية الجيدة، وتجنب الأدوية الضارة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، فالكلى حساسة لأدنى خلل في الجسم”.


شارك