فيليب موريس تتحول نحو منتجات بدون دخان: استثمار بمليارات الدولارات لتقليل أضرار التدخين

• استراتيجية جديدة في صناعة التبغ: أكياس النيكوتين تفتح أسواقًا بديلة للسجائر.
الإقلاع عن التدخين هدف تسعى إليه جميع المنظمات الدولية. ورغم التحديات التي تعترض سبيله، يبرز توجه عالمي نحو بدائل صحية. وقد شكّلت هذه الاستراتيجية جوهر رؤية فيليب موريس منذ عام ٢٠٠٨، وجزءًا من التزامها بمستقبل خالٍ من التدخين.
لتحقيق هذا الهدف، استحوذت شركة فيليب موريس إنترناشونال على شركة سويديش ماتش، وهي شركة سويدية متخصصة في إنتاج أكياس النيكوتين، مقابل 16 مليار دولار أمريكي في عام 2022. والهدف هو دعم تطوير منتجات خالية من الدخان. وأوضح باتريك هيلدينجسون، مدير الاتصالات لفئة منتجات الفم في فيليب موريس إنترناشونال، أن رؤية الشركة تتمثل في “عالم خالٍ من الدخان”، مما يعكس التزامًا حقيقيًا بالتخلي عن المنتجات التقليدية.
أوضح هيلدينغسون أن عدد المدخنين حول العالم يتجاوز مليار مدخن، وأن الشركة تعمل على رفع مستوى الوعي بالبدائل الخالية من الدخان بين مدخني السجائر. وأضاف أن شركة فيليب موريس الدولية استثمرت ما يقرب من 14 مليار دولار في البحث والتطوير وتسويق المنتجات الخالية من الدخان منذ عام 2008. وهذا يُظهر مدى جدية الشركة في تحقيق هدفها المتمثل في مستقبل أكثر أمانًا وخالٍ من الدخان.
فيما يتعلق بفرص توزيع أكياس النيكوتين في الشرق الأوسط، قال هيلدينغسون إن فيليب موريس استحوذت على سويدش ماتش خصيصًا لطرح المنتج في أسواق جديدة. وأوضح: “كانت سويدش ماتش شركة صغيرة، ولم تكن موجودة إلا في الدول الاسكندنافية والولايات المتحدة. ومع ذلك، وبعد شراكتنا مع فيليب موريس، نهدف إلى التوسع في جميع الأسواق التي تضم عددًا كبيرًا من المدخنين، وتتمتع بنظام قانوني يسمح بطرح هذا النوع من المنتجات”. وأشار إلى أن الشركة تتطلع إلى إطلاق منتجات سويدش ماتش في العالم العربي حالما تسمح القوانين بذلك.
كشفت جولة في مصانع ومتاجر شركة Swedish Match في السويد، التابعة لشركة Philip Morris International، أن أكياس النيكوتين والتبغ منتشرة على نطاق واسع، وتبلغ قيمتها السوقية السنوية 700 مليون دولار، وتستحوذ النساء على 60% من السوق.
تنتج السويد 300 مليون علبة من السعوط وأكياس النيكوتين سنويًا، بقيمة سوقية تبلغ 700 مليون دولار. تُعتبر هذه المنتجات أقل ضررًا من التدخين التقليدي، ولا تُظهر الدراسات أي صلة بينها وبين سرطان الفم. بمجرد استيفاء المتطلبات الصحية، يُمكن طرحها في أسواق جديدة.
السعوط منتج تبغ عديم الدخان، يُستخدم تقليديًا في السويد وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة. وهو غير قابل للاشتعال، وبالتالي لا يُنتج دخانًا ولا قطرانًا.
على الرغم من أن أكياس النيكوتين تشبه السعوط في مظهرها، إلا أنها لا تحتوي على تبغ. فهي تحتوي فقط على النيكوتين الصناعي من التبغ، بالإضافة إلى نكهات ومكونات عشبية أخرى. هذا يجعلها بديلاً أقل خطورة وأكثر قبولاً لدى العديد من الفئات العمرية.
قال أندرس ميلتون، الرئيس والمدير التنفيذي السابق للجمعية الطبية السويدية، والشخصية البارزة في مجال الصحة العامة والحد من أضرار التبغ، إن الأبحاث العلمية أظهرت أن السويد لديها أدنى معدل إصابة بالسرطان مقارنةً بالدول الأوروبية الأخرى. وتعزو الدراسات العلمية هذه النتيجة إلى استخدام السعوط كبديل للنيكوتين.
وقال صامويل لونديل، رئيس الجمعية الوطنية لمستخدمي السعوط، وهي منظمة المستهلكين التي تجمع مستخدمي السعوط في السويد (كل من السعوط التبغي وأكياس النيكوتين)، إن 45% من مستخدمي السعوط هم من المدخنين.
وأضاف أن استهلاك التبغ الرطب وأكياس النيكوتين في السويد تبلغ قيمته نحو 700 مليون دولار سنويا.
أوضح لونديل أن عدد المستخدمين يتراوح بين مليون ومليون ونصف يوميًا، ويبلغ الإنفاق اليومي حوالي مليوني دولار. واليوم، تُعدّ النساء والأشخاص دون سن الخمسين الأكثر استخدامًا لأكياس النيكوتين.
وبحسب رئيس الجمعية الوطنية لمستخدمي السعوط، لم تُطرح هذه المنتجات في السوق المصرية بعد. وأكد ضرورة الحصول على موافقة الجهات الحكومية والهيئات الصحية قبل توزيعها.
أوضح باتريك سترومر، الأمين العام لجمعية مصنعي التبغ، أن إنتاج السويد السنوي من التبغ ومنتجات أكياس النيكوتين يبلغ حوالي 300 مليون عبوة، بقيمة تعادل مليار يورو سنويًا. وتُورّد هذه المنتجات أربعة مصانع رئيسية في السويد.
وأضاف أن السعوط طُوّر لأول مرة كبديل آمن للتدخين عام ١٨٢٢، ويُصنّع وفقًا لمعايير السلامة لمنظمة الغذاء العالمية منذ عام ١٩٧١. وتُدرَج مكوناته على العبوة، تمامًا كأي منتج غذائي آخر. وتمتلك شركة “سويديش ماتش” ستة مراكز توزيع كبيرة لأكياس السعوط والنيكوتين في السويد.
وفيما يتعلق بالاختلافات بين المنتجين، قال سترامر: السعوط منتج تبغ عديم الدخان. وهو منتج تقليدي شائع في السويد والعديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة. لا يحترق ولا يُنتج دخانًا ولا قطرانًا، مما يجعله أقل ضررًا من التدخين التقليدي. أكياس النيكوتين تشبه السعوط من حيث الشكل، لكنها لا تحتوي على التبغ. تحتوي على نيكوتين صناعي أو نباتي، بالإضافة إلى نكهات ومكونات طبيعية أخرى. تُعد بديلًا أقل خطورة من السجائر التقليدية، ومناسبة للعديد من الفئات العمرية.
وبحسب سترومر، فإن أكياس النيكوتين لم تعد مقتصرة على السويد، بل أصبحت الآن متاحة في العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك المغرب والإمارات العربية المتحدة، كما يتم تصنيعها في باكستان أيضًا.