الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟
موجات الحر الشديد أشد فتكًا مما يدركه الكثيرون. فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة هاواي في مانوا بالولايات المتحدة الأمريكية أن الحرارة قاتلة بطرق متعددة، بما في ذلك تدمير الخلايا، وأمراض الأمعاء، وجلطات الدم التي قد تؤدي إلى فشل القلب والدماغ والكبد والكلى. وغالبًا ما يموت المتضررون، وهم عادةً كبار السن أو الشباب أو الفقراء أو المرضى، في منازلهم – ليس فقط بسبب ضربة الشمس، ولكن أيضًا بسبب مشاكل صحية قائمة تتفاقم بسبب الحرارة والجفاف.
وفقًا لموقع جمعية القلب الأمريكية، أشار تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في عام 2020 إلى بحث أظهر أن حالات الدخول إلى المستشفى بسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية زادت في الأيام التي أعقبت ارتفاع درجات الحرارة.
ما الذي يسبب السكتة الدماغية؟
وفقًا لموقع “هيلث سايد”، تُعدّ الحرارة الشديدة، والتعرض المفاجئ للحرارة وأشعة الشمس الحارقة، والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، من الأسباب الشائعة للسكتة الدماغية. ومن الأمثلة على ذلك الانتقال من غرفة باردة ومكيفة إلى غرفة شديدة الحرارة معرضة لأشعة الشمس المباشرة، والعكس، أو شرب ماء بارد جدًا أو تناول طعام بارد جدًا في درجات حرارة شديدة دون السماح للجسم بالتكيف تدريجيًا مع تغيرات درجة الحرارة.
في يوليو ٢٠٢٢، كان سمير يلعب مع أصدقائه في طنطا، وسقط في ماء مثلج، مما أدى إلى انخفاض حاد في ضغط دمه. نُقل على الفور إلى المستشفى لإنقاذه، لكنه توفي قبل وصوله.
في الطقس الحار يعمل القلب بجهد أكبر.
وفقًا لموقع AARP الإلكتروني، يقول الخبراء إن ارتفاع درجات الحرارة قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية. وتشير الدراسات إلى أن الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية قد تتضاعف ثلاث مرات في الطقس الحار. ويرجع ذلك إلى أن القلب يضطر إلى بذل جهد أكبر في الطقس الحار، حيث يضخ المزيد من الدم مع تبريد الجسم في الوقت نفسه.
الفئات الأكثر ضعفا
تشرح جمعية القلب الأمريكية أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكتة الدماغية، أو السمنة، أو مرض السكري هم أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، يتأثر مرضى القلب وضغط الدم بشكل خاص خلال موجات الحر، حيث قد يرتفع ضغط الدم أو ينخفض فجأةً، مما يتطلب عناية طبية عاجلة. كما يعاني مرضى قصور القلب من احتباس السوائل الناتج عن شرب كميات كبيرة من الماء، مما يُجهد القلب.
التأثيرات العامة للحرارة على الجسم
تُضعف درجات الحرارة المرتفعة وظائف أعضاء جسم الإنسان. فهي تُسبب تمدد الشرايين، وتسارع الدورة الدموية، وزيادة معدل ضربات القلب، وإجهاد عضلة القلب. كما قد تعجز السحايا المحيطة بالدماغ عن الحفاظ على درجة حرارتها بشكل كافٍ، مما قد يؤدي إلى ضربة شمس، وضيق في التنفس، وربما سرطان الجلد.
آلية الجسم لمكافحة درجات الحرارة المرتفعة
يعتمد تنظيم درجة حرارة الجسم على تدفق الدم. يُطلق الجسم السليم الحرارة عن طريق ضخ الدم إلى الجلد. كما نتعرق، وعندما يتبخر العرق، يحمل معه المزيد من الحرارة. ومع ذلك، فإن الحرارة الزائدة قد تُعيق هذه الآلية، وقد تكون خطيرة للغاية.
تزيد درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة من خطر الإصابة بمشاكل مرتبطة بالحرارة، مثل الجفاف وضربة الشمس. كما تزيد الظروف الجوية القاسية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى بعض الأشخاص.
يؤدي فقدان السوائل والجفاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة لزوجة الدم، مما يزيد من احتمالية تجلط الدم وانسداد الشرايين، مما قد يؤدي بدوره إلى السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
كما تُسبب درجات الحرارة المرتفعة تمدد الأوعية الدموية وتجمع الدم في الأطراف السفلية، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، مما قد يُفاقم صحة مرضى قصور القلب أو اضطرابات نظم القلب.
سبع خطوات يمكنك اتخاذها للبقاء آمنًا:
راقب الأعراض مثل الدوخة والغثيان وبرودة الجلد وسرعة ضربات القلب وارتفاع درجة حرارة الجسم. اشرب كميات كبيرة من الماء لتحسين أداء القلب والعضلات. ابق في أماكن باردة واستخدم المراوح أو مكيفات الهواء. مراقبة تناول الأدوية، وخاصة عند مرضى القلب. تجنب الوجبات الثقيلة وركز على الأطعمة المرطبة مثل البطيخ والخيار. لا تخرج في درجات حرارة عالية وارتدِ ملابس خفيفة وفضفاضة. تدرب بذكاء، على سبيل المثال في الداخل أو أثناء السباحة.
