فلسطين: هجوم مستوطنين على الطيبة استخفاف بردود فعل دولية سابقة

وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية باتخاذ إجراءات دولية رادعة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف الاعتداءات والجرائم واعتقال مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.
أدانت فلسطين هجوما شنه مستوطنون على بلدة الطيبة الفلسطينية شرقي رام الله اليوم الاثنين ووصفته بأنه “استخفاف” بالردود الدولية على الهجمات السابقة.
وفي بيان اطلعت عليه وكالة الأناضول، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية “هجوم المستوطنين المتجدد على بلدة الطيبة”، قائلة: “نعتبر هذا الهجوم استخفافاً بالردود الدولية على اعتداءاتهم السابقة على البلدة ومقابرها وكنيستها”.
وأوضحت الوزارة أنها “تتابع تقدم ميليشيات المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية المحتلة ونهبهم للأراضي الفلسطينية بالتعاون مع الدول وأجزاء من المجتمع الدولي وهيئاته القضائية”.
وأضافت أن “الاستجابات الدولية لهجمات المستوطنين وجرائمهم كانت غير كافية ولا تعكس حجم ما يواجهه الشعب الفلسطيني”.
وفي هذا السياق، دعت الوزارة إلى “اتخاذ إجراءات دولية رادعة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وضع حد لهذه الاعتداءات والجرائم واعتقال مرتكبيها وتقديمهم للعدالة”.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، اليوم الاثنين، أن “مستوطنين دخلوا بلدة الطيبة، واعتدوا على منازل المواطنين، وأشعلوا النار في مركبتين ودمروهما بشكل كامل”.
وذكرت أن “المستوطنين خطوا شعارات عنصرية وتهديدات على الجدار الخارجي لأحد المنازل”.
وأشارت إلى أن “قوات الاحتلال اقتحمت المدينة بعد هجوم المستوطنين بعدة آليات عسكرية”.
وفي الرابع من يونيو/حزيران، بنى المستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أنقاض منازل عائلة فلسطينية نزحت قبل نحو عام في أعقاب سلسلة من الهجمات العنيفة في بلدة الطيبة.
وفي السابع من تموز/يوليو، أضرم المستوطنون النار في المقبرة التاريخية بالمدينة وكنيسة القديس جورجيوس (الخضر)، ما أثار إدانة كنسية ودولية واسعة النطاق لاعتداءات المستوطنين على الأماكن المقدسة وأماكن العبادة.
وفي أعقاب الهجوم، زار عدد من البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، بالإضافة إلى دبلوماسيين من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بلدة الطيبة، في الوقت الذي تصاعدت فيه اعتداءات المستوطنين.
الطيبة هي بلدة فلسطينية تقع على المنحدرات الشرقية للضفة الغربية ويتكون سكانها من المسيحيين الفلسطينيين.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (جهة حكومية)، نفذ المستوطنون 2153 اعتداءً خلال النصف الأول من العام الجاري، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 1008 فلسطينيين وجُرح نحو 7000 آخرين.
يتزامن هذا مع حرب إبادة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلّفت أكثر من 204 آلاف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.