الصحة: مصر تستعرض تجربتها في مبادرة «العناية بصحة الأم والجنين» خلال مؤتمر إفريقيا للقضاء على الإيدز والتهاب الكبد B والزهري

شاركت وزارة الصحة والسكان في المؤتمر الأفريقي للقضاء الثلاثي على الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي ب والزهري، المنعقد في كمبالا بأوغندا، تحت شعار “جهود مشتركة من أجل مستقبل متحول: تحقيق القضاء الثلاثي في أفريقيا بحلول عام 2030”.

تم تنظيم المؤتمر تحت رعاية وزارة الصحة في جمهورية أوغندا بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومبادرة العدالة الثلاثية في أفريقيا، فضلاً عن شركاء التنمية UNITAID، وGAVI، والصندوق العالمي، والمنظمات الدولية المتخصصة.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوفد المصري شارك في جلسة بعنوان “النهج المجتمعي للعدالة الثلاثية: دور المنظمات الشعبية وجماعات المناصرة والعاملين في مجال الصحة المجتمعية”، والتي ضمت ممثلين من عدة دول أفريقية.

قال عبد الغفار إن وفد وزارة الصحة والسكان استعرض تجربة مصر الرائدة في تنفيذ استراتيجية وطنية متكاملة للقضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز من الأم إلى الطفل. وتتوافق هذه الاستراتيجية مع الإطار الرباعي لمنظمة الصحة العالمية، والذي يشمل الوقاية الأولية، وخدمات الصحة الإنجابية المتكاملة، وتوفير خدمات الأمومة والطفولة الأساسية، والمتابعة الأسرية الشاملة.

وأضاف أن مبادرة صحة الأم والجنين، التي أُطلقت في مارس 2022، حظيت بتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي كنموذج متكامل للرعاية الصحية المجتمعية. وتغطي المبادرة أكثر من 3000 مركز رعاية صحية أولية على مستوى الجمهورية، بما في ذلك المناطق الحدودية والريفية، وتقدم بالفعل رعاية وقائية مجانية لأكثر من 3.2 مليون امرأة حامل، بما في ذلك فحص فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي ب والزهري، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن أمراض الحمل الأخرى مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم والسمنة. كما توفر العلاج والمتابعة المستمرة للأمهات والمواليد الجدد.

وأوضح عبد الغفار أن الجلسة سلّطت الضوء على الدور الهام للعاملين في مجال الصحة المجتمعية والمثقفين الصحيين في نشر الوعي الصحي ودعم الفئات المستهدفة، وخاصةً غير المصريين في مصر. كما أظهرت نتائج التقييم الاقتصادي للمبادرة وفورات مالية تُقدّر بـ 1.8 مليار جنيه مصري، بعائد استثمار يصل إلى 43%، مما يعكس الأثر الإيجابي والمستدام للاستثمار في الرعاية الصحية الوقائية في إطار رؤية مصر 2030.

أكدت الدكتورة منى خليفة، المديرة العامة لإدارة مبادرات الصحة العامة، في جلسة بعنوان “تسخير دعم القيادة السياسية لتسريع العدالة الثلاثية”، أن دعم القيادة السياسية هو حجر الزاوية لنجاح المبادرات الصحية الحيوية. وأشارت إلى أن مصر أدرجت هدف العدالة الثلاثية في استراتيجيتها الوطنية لصحة الأم والطفل، وأن المبادرات الوطنية، مثل “صحة الأم والجنين”، التي تعمل تحت شعار “100 مليون صحة”، قد أرست أساسًا متينًا لفحص ملايين النساء وتقديم خدمات شاملة لجميع الفئات، بما في ذلك اللاجئات والمهاجرات.

وأكدت أن الهدف الثلاثي للقضاء على الأمراض ليس مجرد التزام صحي، بل هو وعد إنساني بضمان عدم ولادة أي طفل مصاب بمرض يمكن الوقاية منه. وأكدت استعداد وزارة الصحة لمشاركة تجاربها الناجحة ودعم الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف الطموح بحلول عام 2030.