صحة غزة: نعيش مجاعة حقيقية.. والأمم المتحدة تنتظر موت 480 طفلا يوميا لإعلانها رسميا

قال الدكتور منير البراش مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن هناك “مجاعة حقيقية في قطاع غزة”، منتقداً المعايير “الصارمة” للأمم المتحدة التي تؤخر الإعلان الرسمي عن المجاعة.
في مقابلة مع شبكة الجزيرة الإخبارية يوم السبت، أضاف أن معايير الأمم المتحدة لإعلان المجاعة “صارمة للغاية”. وأوضح أن هذه المعايير تتطلب وفاة شخصين لكل عشرة آلاف نسمة يوميًا. هذا يعني أن “الأمم المتحدة تريد أن يموت 480 طفلًا فلسطينيًا يوميًا لإعلان المجاعة”.
وتابع: “الأمم المتحدة تراقبنا ولا تحرك ساكنًا. ينتظرون حتى يموت الجميع قبل إعلان المجاعة. يُصرّون على تسجيل حالات سوء التغذية. ولأسباب نجهلها، ترفض المنظمة تسجيل أي طفل لا يُعتبر مصابًا بسوء التغذية”.
وأكد أن الأرقام التي سجلتها وزارة الصحة لا تمثل إلا الحالات التي وصلت إلى المستشفيات، مؤكدًا: “الواقع في الخيام أصعب بكثير. حالات كثيرة تموت، ونساء يتعرضن للإجهاض في الخيام، وأطفالهن يُدفنون دون أن يصلوا إلينا. الواقع أصعب بكثير من لغة الأرقام”.
وأشار إلى تسجيل 9 وفيات جديدة بسبب الجوع خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات المسجلة بسبب الجوع إلى 122 فلسطينياً، بينهم 83 طفلاً.
وأضاف: “نحن نتحدث عن الوفيات بسبب الجوع في القرن الحادي والعشرين، في عصر التنوير والحداثة”.
وأشار إلى أن 100 ألف امرأة حامل ومرضعة تعاني حاليا من المجاعة، كما تم تسجيل 1556 حالة ولادة مبكرة ونحو 3120 حالة إجهاض وولادة جنين ميت.
واعتبر أن ما يحدث “قتل متعمد للأطفال الفلسطينيين، حتى الأجنة، بهدف إبادة الجنس الفلسطيني من قبل الاحتلال”، مشيرًا إلى أن “العالم لا يستطيع حتى شراء علبة حليب لإنقاذ الأطفال!”، على الرغم من أن بعض الأطفال تحولوا إلى هياكل عظمية، وسُجلت 260 ألف حالة سوء تغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة.
وأشار إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفع من 0.5% مطلع الشهر إلى 11.5% اليوم. وأضاف: “نتوقع وفاة أعداد كبيرة من الأطفال وكبار السن خلال الأيام والساعات القادمة. لقد امتدت المجاعة إلى جميع شرائح المجتمع، حتى الأطباء والكوادر الطبية”.