هآرتس: العملية العسكرية في دير البلح تستهدف فصلها عن المواصي ومنع التنقل بين مخيمات وسط غزة

منذ 5 أيام
هآرتس: العملية العسكرية في دير البلح تستهدف فصلها عن المواصي ومنع التنقل بين مخيمات وسط غزة

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم أن العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال في دير البلح تهدف إلى خلق محور جديد لفصل منطقة المواصي ومنع التنقل بين المخيمات وسط قطاع غزة.

أفادت مصادر في قطاع غزة، عصر اليوم الاثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت عمليات عسكرية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. ودخلت الدبابات الإسرائيلية دير البلح لأول مرة منذ بدء الحرب.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس، المواطنين إلى إخلاء أجزاء من المدينة مع تصاعد الغارات الجوية والقصف المدفعي.

أكد شهود عيان أن “قوات الاحتلال دخلت المدينة من الجنوب”، بينما لم يصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا رسميًا حول بدء الهجوم البري. إلا أن مصدرًا عسكريًا صرّح لموقع Ynet الإسرائيلي أن “القوات المسلحة تُكثّف مناوراتها البرية ومعاركها في دير البلح”. وأضاف: “عناصر حماس يتعرضون لضغوط متزايدة، وسيطرتهم على الميدان تضاءلت، ونحن نستهدف بنيتهم التحتية وقيادتهم”.

وذكرت تقارير محلية أن دبابة إسرائيلية شوهدت في شارع الحكر بدير البلح، وأن غارة جوية على سيارة في المنطقة أدت إلى مقتل شخصين.

حذّرت السلطات سكان المدينة من الاقتراب من النوافذ أو الصعود إلى أسطح المنازل، وخاصةً في جنوب شرق المدينة. كما حذّرت من الاستخدام المتكرر للأسلحة النارية، مما يُهدد حياة المدنيين. وحثّت الجميع على البقاء في منازلهم وتجنب التجمعات الخارجية.

في غضون ذلك، أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة عن قلقها المتزايد إزاء إعلان الجيش توسيع عملياته البرية إلى دير البلح. ودعوا الحكومة إلى توضيح خططها لضمان سلامة الأسرى.

وجاء في بيان صادر عن لجنة أهالي الأسرى: “تشعر الأهالي بالصدمة والخوف من الأخبار المتداولة. نناشد رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان، والمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي توضيح كيف تُسهم الهجمات في وسط غزة في إنقاذ أرواح أسرانا ومنع تعريضهم للخطر”.

وتابع البيان: “حتى الآن، لم نتلقَّ معلومات رسمية ولا إجابات وافية، ولن يسامح الشعب كل من يُعرِّض حياة الأسرى للخطر عمدًا”. وُجِّهت الرسالة مباشرةً إلى رئيس الأركان: “هرتسي هاليفي – المسؤولية تقع على عاتقك”.

دير البلح مركزٌ رئيسيٌّ في وسط قطاع غزة، ويضمّ مخيمًا للاجئين. لجأ إليه آلاف النازحين خلال الحرب، نظرًا لوقوعه بين جنوب وشمال قطاع غزة، ولم يسبق للجيش الإسرائيلي أن نفّذ عملياتٍ بريةً هناك، رغم الغارات الجوية المتكررة.

يقع هنا مستشفى شهداء الأقصى، الذي يؤوي عشرات النازحين. أُطلق سراح عدد من الأسرى من المدينة في يناير/كانون الثاني ضمن صفقات تبادل أسرى. وعلى عكس مدن أخرى، مثل خان يونس أو مناطق شمال قطاع غزة، التي دُمرت بالكامل، حافظت المدينة على بعض بنيتها التحتية، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية “معًا”.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن كتيبة حماس في دير البلح هي من أفضل الكتائب تجهيزاً، وقد تم حمايتها حتى الآن من العمليات البرية لأن أسرى ربما كانوا محتجزين فيها.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن السيطرة على دير البلح ومخيم النصيرات المجاور يتطلب نشر فرقتين عسكريتين إسرائيليتين على الأقل، وهو ما قد يؤدي إلى معركة طويلة الأمد قد تستمر لأشهر.


شارك