هل قلة الحركة تسبب السمنة؟.. دراسة حديثة تكشف الحقيقة‬

منذ 5 ساعات
هل قلة الحركة تسبب السمنة؟.. دراسة حديثة تكشف الحقيقة‬

لفترة طويلة، اعتُبر قلة ممارسة الرياضة والجلوس لفترات طويلة أمام المكتب أو الشاشة السبب الرئيسي لارتفاع معدلات السمنة في المجتمعات المتقدمة، بينما يظل سكان الدول الأقل نموًا أقل رشاقةً بفضل نشاطهم وحركتهم المستمرة. إلا أن دراسة حديثة نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) تُفنّد هذا الاعتقاد السائد وتكشف السبب الحقيقي لانتشار السمنة في عالمنا اليوم.

الدراسة التي غيرت الرأي السائد حول السمنة

استندت الدراسة إلى بيانات دقيقة حول معدلات الأيض واستهلاك السعرات الحرارية، مستقاة من أكثر من 4200 رجل وامرأة من 34 دولة حول العالم، تراوحت ظروفهم المعيشية بين القبائل الأفريقية وموظفي المكاتب الأوروبيين. واستخدمت الدراسة “طريقة التصنيف المزدوج”، وهي المعيار الذهبي لقياس استهلاك الطاقة بدقة. في هذه الطريقة، يشرب الشخص كمية معينة من الماء تحتوي على نظائر مستقرة وغير مشعة من الهيدروجين والأكسجين. ثم يقيس العلماء كمية هذه النظائر التي يُفرزها الجسم عن طريق البول أو اللعاب أو الدم خلال فترة زمنية محددة، لتحديد استهلاك الشخص اليومي من السعرات الحرارية بدقة.

وكانت المفاجأة أن الناس في البلدان الصناعية مثل أميركا وأوروبا يحرقون نفس العدد تقريبا من السعرات الحرارية يوميا مثل الصيادين وجامعي الثمار في أفريقيا، أو المزارعين في بوليفيا، أو الرعاة في سيبيريا، على الرغم من أنماط حياتهم المختلفة والساعات العديدة التي يقضونها في التنقل.

نظرية جديدة حول كيفية عمل التمثيل الغذائي في أجسامنا.

تدعم نتائج هذه الدراسة نظرية “الإنفاق الكلي المحدود للطاقة” التي وضعها البروفيسور هيرمان بونتزر من جامعة ديوك. تنص هذه النظرية على أن أجسامنا تراقب بدقة كمية الطاقة المستهلكة يوميًا وتحافظ عليها ضمن نطاق معين. حتى عند زيادة نشاطنا البدني لفترات أطول، مثل التمارين الشاقة أو المشي لمسافات طويلة، يُقلل الجسم من استهلاك الطاقة لعمليات داخلية أخرى للحفاظ على مستوى شبه ثابت.

السبب الحقيقي للسمنة

تُظهر الدراسة أن السبب الرئيسي لأزمة السمنة الحالية ليس قلة ممارسة الرياضة، بل الإفراط في تناول الطعام، وخاصةً الأطعمة غير الصحية. ووجد الباحثون أن زيادة تناول السعرات الحرارية تُسهم في أزمة السمنة الحالية أكثر بعشر مرات من قلة ممارسة الرياضة.

وأظهرت الدراسة أيضًا أن استهلاك “الأطعمة فائقة المعالجة”، وهي المنتجات الصناعية التي تحتوي عادةً على خمسة مكونات أو أكثر، يلعب دورًا كبيرًا في زيادة معدلات السمنة، حيث ترتبط نسبة عالية من هذه الأطعمة في النظام الغذائي بشكل كبير بزيادة الدهون في الجسم.

-هل هذا يعني أن ممارسة الرياضة ليست مهمة؟

أكد الباحثون أن هذه النتائج لا تقلل من أهمية النشاط البدني والتمارين الرياضية للصحة العامة. فرغم أهميتها لصحة القلب والأوعية الدموية، وبناء العضلات، وتحسين الصحة النفسية، إلا أنها ليست الوسيلة الأساسية لعلاج السمنة. بل إن الخطوة الأهم في مكافحة السمنة تكمن في تغيير النظام الغذائي وتقليل استهلاك الأطعمة المصنعة.

-تناول الطعام قبل التدريب لمحاربة السمنة

تُظهر هذه الدراسة أن مكافحة السمنة تتطلب إعادة تقييم أولوياتنا الصحية. ولمعالجة هذه الأزمة العالمية بشكل حقيقي، من الضروري التركيز على التغذية وجودة الطعام الذي نتناوله. ورغم أن النشاط البدني لا يزال عنصرًا أساسيًا في نمط الحياة الصحي، إلا أنه لا يكفي وحده لإنقاص الوزن.


شارك