أمام أصحابها.. إسرائيل تهدم منازل فلسطينيين بمخيم طولكرم

منذ 7 ساعات
أمام أصحابها.. إسرائيل تهدم منازل فلسطينيين بمخيم طولكرم

من أعلى تلة في ضاحية ذنابة، المقابلة لمخيم طولكرم للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة، يراقب الفلسطينيون في خوف بينما تقوم المركبات العسكرية الإسرائيلية بهدم منازلهم وتسويتها بالجرافات – كجزء من سياسة التدمير المستمرة منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

وفي مقابلات منفصلة مع وكالة الأناضول للأنباء، وصف فلسطينيون تدمير إسرائيل لمنازلهم ومنشآتهم في طولكرم بـ”المجزرة”.

وقال أحد الحاضرين على التل، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، يوم الاثنين بأسف وحزن: “لا يوجد شيء آخر يمكن قوله. الصورة والمشهد يتحدثان عن نفسيهما”.

وتأتي سياسة الهدم هذه استمراراً لسياسة “إبادة المناطق الحضرية” التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي دمر فيها مناطق واسعة وبلدات وأحياء بأكملها.

وفي مايو/أيار الماضي، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي قراراً بهدم 106 بنايات في مخيمي طولكرم ونور شمس، بحجة فتح الطرق وتغيير تضاريس المنطقة.

وبحسب محافظة طولكرم، فإن المخطط الإسرائيلي يقضي بهدم 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، بالإضافة إلى 48 مبنى في مخيم نور شمس.

وبحسب أرقام رسمية، دمر الجيش منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي أكثر من 600 منزل في مخيمي طولكرم ونور شمس بشكل كامل، وألحق أضرارا جزئية بنحو 2573 منزلا.

ومنذ 21 كانون الثاني/يناير، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية، بدأت بمخيم ومدينة جنين، ثم امتدت إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.

**هدم المنازل خلال دقائق

منصور عوفي (62 عاماً)، أحد مهجري مخيم طولكرم، يقف على التلة ويراقب بقلق وخوف عملية هدم منزله المجاور للمنازل التي بدأ الجيش بهدمها للتو.

قال: “الجميع متوترون. اليوم تُهدم هذه المنازل، وغدًا لا نعلم منزل من سيُهدم”.

وأضاف: “ما نراه لا يُصدق. تُدمر المنازل في دقائق. لا نصدق ما نراه. لا يوجد منزل واحد في المخيم لم يُدمر كليًا أو جزئيًا، أو يُحرق أو يُنهب”.

وقال عوفي إن جيش الاحتلال هدم عدة منازل قريبة من منزله، مضيفًا: “لا نعلم إن كان سيتم هدم منزلي أم لا. واليوم نشهد هدم منازل لم تُبلّغ بالهدم”.

ويصف الفلسطيني حياته كنازح بـ”الصعبة”، مشيراً إلى أنه منذ ترحيله من المخيم يعيش في منزل مستأجر ويكافح من أجل توفير احتياجات أسرته اليومية ومتطلباتها.

يُفضّل عوفي العودة إلى المخيم ومواصلة حياته، “حتى لو كان خرابًا”. يقول: “المخيم حياة. فيه ذكرياتنا، حيث وُلدنا ونشأنا، وحيث تعيش عائلتنا وأصدقاؤنا”. ويضيف: “وُلدنا في المخيم، وسنموت فيه”.

** تغيير وظائف المستودع

ويقول عوفي إن عودتهم ستكون صعبة للأسف بعد انتهاء العملية العسكرية، لأن إسرائيل غيرت طابع المخيم، ودمرت المنازل والمحلات التجارية، وقسمت المخيم إلى كتل.

يقف الرجل على تلة برفقة عدد من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، ينظرون بألم إلى الغبار المتصاعد جراء أعمال الهدم في حي “مربع حانون” بالمخيم.

وقال أحدهم: “أنا أنظر إلى سطح المنزل الذي تقف عليه قوة إسرائيلية، وهناك جرافة تهدم المنازل وآلة هدم تتجه نحو منزل مجاور”.

وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ما لا يقل عن 999 فلسطينياً، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألفاً، بحسب مصادر فلسطينية.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 197 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.

لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على طول حدود ما قبل عام 1967.


شارك