مستثمرون: تحسين مناخ الاستثمار السياحى مشروط بالقضاء على البيروقراطية

منذ 2 شهور
مستثمرون: تحسين مناخ الاستثمار السياحى مشروط بالقضاء على البيروقراطية

أعرب عدد من المستثمرين السياحيين عن استيائهم من صعوبة الحصول على الرخصة الذهبية الموحدة للمشاريع السياحية، والتي لا تزال مؤجلة. وكانوا يأملون أن يتم تطبيق الرخصة الذهبية للمشاريع السياحية مطلع النصف الثاني من العام، وأن تتولى وزارة السياحة وحدها إصدار التراخيص السياحية، وفقًا لتوجيهات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

وقالوا إن التطبيق العملي يتطلب القضاء على الإجراءات البيروقراطية والروتين في العديد من الجهات الحكومية ذات الصلة، وتشجيع الاستثمار في السياحة، وضخ استثمارات جديدة في كافة المدن السياحية المصرية.

تبذل وزارة السياحة والآثار جهودًا حثيثة لتسريع إجراءات التراخيص اللازمة للمشاريع السياحية، وضبط الرسوم المفروضة على الأنشطة السياحية، وضمان تنافسيتها بما يسهم في تهيئة مناخ جاذب للاستثمار المحلي والأجنبي. كما تعمل الوزارة حاليًا على استكمال إجراءات إنشاء بنك استثماري لوضع خريطة استثمارية موحدة لجميع فرص الاستثمار السياحي المتاحة، وتسويقها داخل مصر وخارجها لتشجيع الاستثمار السياحي. وتهدف الوزارة إلى تبسيط ورقمنة إجراءات الاستثمار السياحي، بما يتماشى مع سياسة التحول الرقمي الشاملة للدولة، والاستراتيجية الوطنية للدولة لتنمية وتطوير صناعة السياحة في مصر. وتشمل هذه الاستراتيجية زيادة استخدام التكنولوجيا، وتحسين مناخ الاستثمار، وتسهيل تقديم الخدمات للمستثمرين بما يحقق المصلحة العامة.

أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن الوزارة، بدعم وتشجيع من الدولة والقيادة السياسية، تنتهج حاليًا سياسة جديدة تجاه القطاع الخاص لتشجيع الاستثمار السياحي في مصر. وأشار إلى أن هناك ملفات وتحديات عالقة منذ سنوات طويلة، ويجري العمل على حلها والتغلب عليها لتحقيق تنافسية استثمارية قوية في قطاع السياحة واستعادة ديناميكية مصر في هذا المجال. وأضاف أنه لتشجيع الاستثمار السياحي، سيتم إنشاء بنك للفرص الاستثمارية المتاحة لوضع خريطة استثمارية موحدة لجميع فرص الاستثمار السياحي المتاحة وتسويقها داخل مصر وخارجها. وشدد على أهمية التركيز على الإجراءات اللازمة ومتابعتها لسرعة الحصول على موافقات التراخيص اللازمة، وتحديد الرسوم، وضمان عروض تنافسية لخلق مناخ جاذب للاستثمار المحلي والأجنبي.

وأعرب عن حماسه واستعداده للاستماع ودعم كافة الأفكار والآليات والمقترحات الخاصة بالمشاريع السياحية بهدف تشجيع المزيد من الاستثمار في السياحة ومعالجة أية تحديات قد تظهر خلال الفترة المقبلة.

أكد الخبير السياحي أنور هلال، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، أن المستثمرين في قطاع السياحة يأملون في إصدار الرخصة الذهبية للمشاريع السياحية بدءًا من النصف الثاني من العام، مما سيشجع الاستثمار السياحي ويسهل تدفق استثمارات جديدة في جميع المدن السياحية المصرية. وأكد أن تعاون جميع الجهات الحكومية لتذليل معوقات الاستثمار بشكل عام، والاستثمار السياحي بشكل خاص، سيسهم في تحقيق طفرة نوعية ونمو وإيرادات سياحية لقطاع السياحة، بما يتماشى مع تطلعات الدولة وأهدافها لقطاع السياحة.

فيما يتعلق بضرورة تحسين مناخ الاستثمار السياحي، دعا الخبير السياحي أنور هلال إلى الإسراع في إزالة جميع البيروقراطية التي تعيق الاستثمار بشكل عام، والاستثمار السياحي بشكل خاص. وأشار إلى أنه إذا كان هدف الدولة هو توفير 250 ألف غرفة فندقية لاستقبال 30 مليون سائح سنويًا، فيجب على هيئة تنمية السياحة العودة إلى دورها القيادي السابق من خلال عدة قرارات، أهمها تخصيص أراضٍ للاستثمار السياحي بسعر رمزي، ومنح تسهيلات واضحة للمستثمرين لتشجيع الاستثمارات الجديدة. وأشار إلى أن تبسيط إجراءات الاستثمار سيسهم في تحقيق هدف الدولة بتوفير ما لا يقل عن 150 ألف غرفة فندقية خلال السنوات الثلاث المقبلة.

أكد أنور هلال على أهمية خلق المزيد من فرص الاستثمار السياحي، لا سيما وأن إنشاء سعة فندقية جديدة قد يجذب المزيد من السياح. وأكد أن هذه الفرص تشمل أيضًا أسعار الأراضي، وأنه يجب التمييز بين أسعار الاستثمارات السياحية وأسعار الاستثمارات العقارية، فالفوارق شاسعة. كما شدد على ضرورة مراعاة عائد كليهما. فالاستثمارات السياحية لا تخلق ملايين الوظائف الدائمة مع كل سائح جديد فحسب، بل تُدرّ أيضًا دخلًا مستمرًا، وتدفع ضرائب كثيرة، وتوفر وظائف دائمة، بالإضافة إلى الضرائب التي يدفعها الموظفون، كما تُسهم في توفير النقد الأجنبي. ولهذا السبب، وأكثر، لا يمكن أن تكون أسعار الأراضي المخصصة لها متساوية.

صرّح سامح حويدق، نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر، بأنّ قرار إصدار الرخصة الذهبية الموحدة للمشاريع السياحية هذا العام كان حلمًا مؤجلًا. وأشار إلى أنّ الاستثمار السياحي يُعدّ ركيزة أساسية في القطاع السياحي، إلا أنّه يواجه تحديات كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بالأوراق والإجراءات الروتينية لإصدار التراخيص. وتساءل: هل يُعقل أن يتعامل المستثمر مع أكثر من 27 شركة للحصول على رخصة بناء، ويضيع سنوات طويلة في الحصول عليها؟

دعا الخبير السياحي سامح حويدق إلى التمييز بين سعر الأرض المخصصة للتمليك الخاص وسعر الأرض المخصصة للاستثمار الفندقي، بحيث لا يتجاوز سعر الأرض المخصصة لبناء الفنادق 20% من قيمتها المخصصة للتمليك الخاص.


شارك