أزمة الوقود.. صحة غزة تحذر من خروج مستشفيات عن الخدمة

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، من إمكانية خروج مستشفيات مدينة غزة عن الخدمة خلال الساعات القليلة المقبلة، بسبب تجدد أزمة الوقود نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد منذ مارس/آذار من العام الماضي.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي بالوزارة: “خلال الساعات القادمة سيغلق مجمع الشفاء الطبي وجميع المستشفيات في مدينة غزة ويخرج عن الخدمة بسبب أزمة الوقود”.
وأضاف: “أزمة الوقود طاحنة، وتهدد بانهيار القطاعين الصحي والإنساني في غزة، ما سيؤثر بشكل مباشر وخطير على عمل المستشفيات، ويؤدي إلى إغلاق محطات تحلية المياه”.
وأوضح أن أزمة الوقود “أزمة قديمة ومتكررة”، لكن “الوزارة حذرت منها مراراً، رغم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت سياستها في تقنين إمدادات الوقود للمستشفيات”.
وأوضح أن مستشفى الشفاء أوقف خدمة غسيل الكلى، ما أدى إلى “حرمان 350 مريضا بالفشل الكلوي من حقهم في العلاج وتعريضهم لخطر المضاعفات الصحية”.
وأوضح أن التيار الكهربائي يقتصر حاليا على وحدة العناية المركزة، حيث يوجد 13 مريضا على أجهزة التنفس الصناعي و100 طفل خديج في الحاضنات.
وتابع: “هؤلاء المرضى لا يستطيعون العيش بدون كهرباء”.
وحذر من أنه في حال تعطل المولدات الكهربائية فإن المستشفى سيصبح “مقبرة لكل من بداخله”، في وقت يعاني فيه من سقوط مئات الضحايا نتيجة القصف الإسرائيلي المتصاعد على المدينة.
وأضاف أن ثلاجات تخزين مشتقات الدم ستكون أيضا خارج الخدمة بسبب النقص الشديد في هذه الإمدادات.
وأضاف أن أزمة الوقود لها أيضا تأثير سلبي على قدرة السكان على الحصول على المياه النظيفة وتؤدي إلى تفاقم معاناة القطاع الصحي في غزة.
وأضاف: “يعاني آلاف الأطفال من التهاب السحايا، كما تعاني 50 ألف امرأة حامل من الالتهابات المتكررة بسبب نقص المياه النظيفة أو النظافة الشخصية السليمة”.
وأعلنت الوزارة، الثلاثاء، عن “زيادة مقلقة” في حالات الإصابة بالتهاب السحايا، مشيرة إلى تدهور خدمات الرعاية الصحية بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بتفكيك وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية.
يعاني النظام الصحي في قطاع غزة من انهيار كامل، حيث تستهدف إسرائيل آخر المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في قطاع غزة، وتمنع استيراد الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية.
وهناك أيضًا خطر يتمثل في أن المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية قد تضطر إلى الإغلاق مع تفاقم أزمة الوقود بعد إغلاق إسرائيل للمعابر الحدودية منذ مارس/آذار من العام الماضي.
وأكد أبو سلمية أن المولدات التي تعمل بالوقود “هي المصدر الوحيد للطاقة للمستشفيات وان انقطاعها يتسبب في توقفها عن العمل”.
ودعا إلى إنهاء الحرب الإبادة الجماعية وفتح المعابر الحدودية وتوفير إمدادات الوقود بشكل عاجل لمستشفيات غزة، محذرا من “كارثة كبرى” يمكن أن تحدث إذا تأخرت الإمدادات.
حذّرت وزارة الصحة في غزة مرارًا من أن المستشفيات ستضطر إلى إغلاق أبوابها بسبب أزمة الوقود اللازمة لتشغيل المولدات. وقد اضطرت بعض المستشفيات بالفعل إلى إغلاق أقسامها بسبب الأزمة.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 194 ألف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال.