البنوك تجرى اختبارات لقياس قدرة شركات الأسمدة والحديد والأسمنت على سداد التزاماتها

وتجري البنوك العاملة في السوق المحلية اختبارات حساسية للقطاعات الاقتصادية التي تعتمد على الطاقة كمصدر أساسي للعمالة، بحسب مصادر مصرفية في حديث لـ«المال والأعمال – الشروق».
وبحسب المصادر، تشمل الاختبارات صناعات الحديد والإسمنت والأسمدة، وهي الأكثر تضررًا من انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي نتيجة الحرب الإيرانية الإسرائيلية. وأضافت المصادر أن البنوك تسعى لتقييم قدرة الشركات المتضررة على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاهها.
بعد اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، أوقفت مصر إمدادات الغاز الطبيعي للعديد من المنشآت الصناعية، بما في ذلك مصانع الأسمدة وخام الحديد. ثم استؤنفت إمدادات الغاز بعد انحسار آثار الحرب.
وتستهلك مصانع الأسمدة والبتروكيماويات ما بين 35 إلى 40 في المائة من إجمالي استهلاك الغاز في القطاع الصناعي، أي ما يقدر بنحو 1.6 مليار قدم مكعب يومياً، أو نحو 25 في المائة من إجمالي الاستهلاك المحلي.
ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ارتفع استهلاك محطات الكهرباء المصرية إلى نحو 3.4 مليار قدم مكعب يومياً، في حين يقدر إجمالي الطلب في القطاع الصناعي بنحو 2.1 مليار قدم مكعب.
وبحسب المصادر فإن الاختبارات التي أجرتها البنوك تهدف إلى اتخاذ إجراءات احترازية ضد أي آثار سلبية قد تؤثر على قدرة هذه الشركات وفروعها على الوفاء بالتزاماتها.
وأضافت أن انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي أدى إلى انخفاض الطاقة الإنتاجية، مما يُتوقع أن يُؤدي إلى نقص في التدفقات النقدية، وخاصةً عائدات تصدير العملات الأجنبية. وقد ازداد اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي منذ انخفاض الإنتاج عام ٢٠٢٢. ويُمثل الغاز الإسرائيلي ما بين ٤٠٪ و٦٠٪ من إجمالي الواردات المصرية، وما بين ١٥٪ و٢٠٪ تقريبًا من الاستهلاك المصري، وفقًا لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة (JODI).
في يونيو/حزيران الماضي، وبالتزامن مع اندلاع الحرب، وقّعت مصر عقودًا مع شركات طاقة وتجارة لشراء ما لا يقل عن 150 شحنة من الغاز الطبيعي المسال. وتُعدّ هذه أكبر عملية استيراد في تاريخ البلاد، بقيمة إجمالية تتجاوز 8 مليارات دولار بالأسعار الحالية.