رجال أعمال ومستثمرون: مصر تمتلك مقومات التحول لمركز حقيقى للصناعة على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا

منذ 7 ساعات
رجال أعمال ومستثمرون: مصر تمتلك مقومات التحول لمركز حقيقى للصناعة على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا

• تشجيع عدد من الشركات العالمية الكبرى على فتح مراكز إنتاجية لها في مصر. • إن تسوية العديد من النزاعات والتحكيمات مكنت الشركات العالمية من الحصول على انطباع جيد عن مناخ الاستثمار.

ويتوقع رجال الأعمال والمستثمرون أن تواصل معدلات النمو الاقتصادي ارتفاعها بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، بدعم من التركيز الحكومي غير المسبوق على دعم القطاع الصناعي.

قال أشرف الجزاري، رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن الاهتمام الشخصي من الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم القطاع الصناعي كان له أثر إيجابي كبير على الاقتصاد.

أعلن الجزائري أن صناعة الأغذية المصرية تستعد لجذب استثمارات جديدة لا تقل عن مليار دولار بنهاية العام الجاري.

وأشار الجزائري إلى أن القطاع شهد نشاطاً استثمارياً كبيراً منذ بداية العام، مدفوعاً باهتمام متزايد من صناديق الاستثمار العالمية الساعية إلى إتمام صفقات الاستحواذ والشراكات الاستراتيجية خلال الأشهر المقبلة.

وأضاف: “نشهد رغبةً واضحةً في الاستثمار في قطاع الأغذية، لا سيما في المناطق ذات الإمكانات التصديرية العالية. كما نلاحظ نموًا ملحوظًا في القطاعات المرتبطة بالزراعة، مثل صناعة المُركّزات والخضراوات المجففة”.

وأشار إلى تزايد اهتمام الشركات الصينية والتركية والأوروبية والخليجية بالاستثمار في السوق المصرية، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية على الواردات من مختلف دول العالم.

وأوضح الجزاري أن السوق المصرية تضم حاليًا نحو 27 ألف شركة تعمل تحت مظلة غرفة الأغذية، بإجمالي استثمارات يتجاوز 500 مليار جنيه مصري. وأضاف أن نحو 3 آلاف شركة جديدة دخلت السوق العام الماضي، ومن المتوقع انضمام عدد مماثل هذا العام.

وأعلن الجزاري أنه يتوقع تنفيذ عشر عمليات استحواذ على شركات محلية من قبل صناديق استثمار عالمية حتى منتصف العام المقبل، منها ما بين خمس إلى ست عمليات استحواذ في النصف الثاني من العام.

قال الجزاري إنه بفضل الإصلاحات الشاملة والحوافز الحكومية، تقدمت عشر شركات كبرى بطلبات تخصيص أراضٍ صناعية بمساحات تتراوح بين 20 ألف و100 ألف متر مربع. وتعتزم هذه الشركات تنفيذ مشاريع غذائية جديدة في مصر خلال الفترة المقبلة لمضاعفة طاقتها الإنتاجية وزيادة صادراتها للخارج.

وتوقع الجزائري أن تتجاوز صادرات مصر الزراعية والغذائية 11 مليار دولار بنهاية عام 2025، مقارنة بـ10.4 مليار دولار في عام 2024.

جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تشهد نموًا صناعيًا هائلًا يومًا بعد يوم. وأوضح أن الحكومة المصرية نجحت في جذب كبرى الشركات العالمية لفتح مصانع لها في مصر، مما حوّل مصر إلى مركز إقليمي للصناعات في مختلف القطاعات.

أكد مدبولي استعداد الحكومة للقاء هذه الشركات العالمية والتواصل معها شخصيًا. كما أكد أننا نجحنا في الخصخصة المباشرة وتذليل جميع العقبات أمام افتتاح جميع هذه المصانع.

أكد المهندس محمود سرج، رئيس لجنة التراخيص الصناعية وتقنين القطاع غير الرسمي باتحاد الصناعات المصرية، أن هناك تغيرات كبيرة في عملية فض المنازعات والتحكيم خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى انطباع إيجابي عن مناخ الاستثمار المصري لدى الشركات العالمية.

وأضاف السراج أن اللجنة لاحظت انخفاضًا ملحوظًا في شكاوى المصنّعين مقارنةً بالفترات السابقة، ما يدل على تحسن ملحوظ في أداء الحكومة وسرعة استجابتها للعديد من القضايا. وأكد أن هذا التطور ما كان ليتحقق لولا قنوات التواصل المفتوحة والتنسيق المستمر مع قيادة وزارة التجارة والصناعة.

وأضاف أن اللجنة لم تتلقَّ خلال اجتماعها الأخير سوى ثلاث شكاوى من مئات المصانع المدعوة، وهو عددٌ قليلٌ جدًا مقارنةً بالشكاوى السابقة. وأشار إلى أن هذه المؤشرات تعكس بوضوح تقدم آليات العمل بين اللجنة والهيئة، وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.

أكد السراج أن الوضع قد تغير بشكل ملحوظ مقارنةً بالماضي، وأن الإصلاحات الشاملة والاهتمام غير المسبوق سيُحسّنان الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ.

في هذا السياق، أشاد المهندس محمود سرج بالدور المهم الذي يقوم به الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والنقل، في دعم الصناعة الوطنية، لا سيما فيما يتعلق بالتراخيص الصناعية وتقنين المصانع خارج النظام الرسمي. وأعرب عن قناعته بأن هذا الدعم قد ساهم بشكل مباشر في تسريع جهود الإصلاح.

وقال المهندس هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للمنسوجات، إن هذه الجهود والإصلاحات الكبيرة سيكون لها تأثير مباشر على نمو الصادرات المصرية.

وأضاف سلام أن صادرات القطاع ارتفعت بنسبة 7% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 لتصل إلى 493 مليون دولار، مقارنة بـ 461 مليون دولار في الفترة ذاتها من عام 2024.

وأوضح أن صادرات القطاع واصلت نموها الإيجابي، محققةً نسبة 38% من المستهدف لعام 2025 والبالغ 1.25 مليار دولار. وأضاف أن أداء القطاع يعكس مرونةً واستقرارًا نسبيًا رغم التحديات العالمية.

وأشار سلام إلى أن أعلى قيم الصادرات سجلت في شهري مارس ومايو بقيمة 108 ملايين دولار لكل منهما، يليهما فبراير ويناير بقيمة 97 مليون دولار و96 مليون دولار على التوالي.

تصدّر قطاع النسيج قائمة القطاعات الفرعية للغزل والنسيج من حيث القيمة. بلغت صادراته حوالي 262 مليون دولار أمريكي، بمعدل نمو 15%، مشكّلاً 53% من إجمالي صادرات القطاع. تلاه قطاع الغزل والنسيج بحوالي 105 ملايين دولار أمريكي (22%)، وقطاع المنسوجات التقنية بحوالي 71 مليون دولار أمريكي (15%)، وقطاع الألياف بحوالي 50 مليون دولار أمريكي (10%) من إجمالي الصادرات.

قال لويس ألفاريز، رئيس مجلس إدارة شركة بوش للأجهزة المنزلية في مصر والمغرب، التابعة لشركة بوش الألمانية العملاقة للأجهزة المنزلية، والتي افتتحت شركتها مؤخراً أكبر مصانعها وخصصت 50% من إنتاجها للتصدير، إن افتتاح المصنع جاء بعد تخطيط دقيق ومرحلة بناء مكثفة، وأنه أول مصنع لشركة بوش في مصر والقارة الأفريقية.

أكد لويس أن مصر سوق جاذبة للغاية، وبفضل دبلوماسيتها وريادتها المستمرة، أصبحت بوابةً حقيقيةً للقارة الأفريقية بأكملها. وهذا يُعزز مكانة BSH المتميزة في الوصول إلى مختلف الأسواق العالمية. وشكر الحكومة المصرية على جهودها لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات.

وأشار ألفاريز إلى أن المصنع لديه قدرة إنتاجية تبلغ 350 ألف وحدة سنويًا وأننا نعتزم خلق حوالي 1000 وظيفة ماهرة في المنطقة لشركتنا وموردينا.

وأوضح أن المعدات المصنعة سيتم تصديرها إلى أسواق أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط، بما يدعم الاقتصاد المصري من خلال تسريع خلق فرص العمل والاستفادة من الموارد المحلية.

يُذكر أن أحدث تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي كشف عن ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر إلى 4.77% في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، مقارنةً بـ 2.2% في الربع المماثل من العام الماضي. ويمثل هذا أعلى معدل نمو ربع سنوي للبلاد في ثلاث سنوات.

وأشار التقرير إلى أن هذا الأداء القوي ساهم في ارتفاع متوسط معدل النمو إلى نحو 4.2% خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الحالية، مقارنةً بنحو 2.4% في الفترة نفسها من العام الماضي. وهذا يُظهر تعافيًا مستدامًا وقوة متزايدة للاقتصاد المصري رغم حالة عدم اليقين العالمية.

وأضاف التقرير أن هذا النمو جاء بفضل استمرار الحكومة في تنفيذ أجندة الإصلاح في إطار البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي، الذي يشكل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الشامل، وتحسين إدارة الاستثمار العام، وزيادة القدرة التنافسية الاقتصادية من خلال توسيع دور القطاع الخاص في مختلف القطاعات الإنتاجية.


شارك