اتفاقيات مرتقبة تمهد لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادى بين مصر والصين

منذ 8 ساعات
اتفاقيات مرتقبة تمهد لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادى بين مصر والصين

أكد رجال أعمال ومستثمرون أن زيادة التعاون الاقتصادي بين مصر والصين من شأنها أن تساهم في رفع معدلات النمو وزيادة حجم الاستثمارات الجديدة، ما يخلق آلاف فرص العمل التي تشتد الحاجة إليها.

يأتي ذلك في الوقت الذي تخطط فيه الحكومة المصرية لرفع الصين إلى قائمة أكبر خمس دول مستثمرة. تحتل بكين حاليًا المرتبة العاشرة بين الدول المستثمرة في السوق المصرية، حيث يوجد أكثر من 3050 شركة صينية، وبلغ إجمالي الاستثمارات المباشرة 1.2 مليار دولار أمريكي بنهاية فبراير 2025.

أجرى المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة والصناعة مباحثات هامة في بكين، ناقش خلالها الفرص المتاحة في السوق المصرية والحوافز الكبيرة التي تقدمها الحكومة للمستثمرين.

خلال زيارته، التقى وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، وناقشا سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. واتفق الجانبان على تكثيف التعاون في مجالات المركبات الكهربائية، وصناعات المواد الخام، والإلكترونيات، وتحلية المياه، ووحدات الطاقة الشمسية، والذكاء الاصطناعي.

ومن المنتظر أن يصل رئيس مجلس الدولة الصيني إلى مصر الشهر المقبل في زيارة رسمية، مما سيتيح الفرصة لترجمة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الجانبين إلى مشاريع واستثمارات ملموسة.

أكد الخطيب أن الصين من أكبر شركاء مصر التنمويين، وأن التعاون مع جمهورية الصين الشعبية على جميع المستويات وفي جميع المجالات يحظى بأهمية بالغة. كما أكد على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال الاستثمارات المشتركة، لا سيما في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

أكد المهندس أحمد السويدي، رئيس فرع مجلس الأعمال المصري الصيني، أن السوق المصرية ستشهد مزيداً من الاستثمارات الصينية خلال الفترة المقبلة.

وأضاف السويدي أن هناك اتفاقاً بين الوزارة والصناعيين المصريين على أهمية جذب الاستثمارات الصينية في قطاعي الصناعة والسياحة إلى السوق المصرية، لما لهما من إمكانات في توليد مصادر مستدامة للنقد الأجنبي، كما أن الصين لديها اهتمام متزايد بهذين القطاعين.

وأشار إلى أن مجلس الأعمال المصري الصيني يخطط خلال الفترة المقبلة لجذب المزيد من الشركات والاستثمارات الصينية إلى مصر من خلال إدخال شركات جديدة إلى السوق بحلول عام 2025.

قال مصطفى إبراهيم نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، إن هناك اهتماما كبيرا من جانب الشركات الصينية حاليا بالاستثمار في مصر، مستفيدة من الحوافز الكبيرة التي يوفرها مناخ الاستثمار المصري، بالإضافة إلى فرص النمو الكبيرة التي توفرها الأسواق المصرية والأسواق المجاورة.

وأضاف إبراهيم أن صناعة الملابس الجاهزة والصناعات الكيماوية والسياحة وقطاع النقل من أهم القطاعات التي تجذب اهتمام القطاع الخاص الصيني في السوق المصرية.

وأكد إبراهيم أهمية الاستثمار الصيني في مصر لقطاع التصدير، خاصة أن الشركات الصينية التي تنشئ مراكز إنتاج في مصر توجه جزءاً كبيراً من إنتاجها للتصدير، مستفيدة من الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها مصر مع مختلف دول العالم.

من جانبه، أعرب وزير التجارة الصيني وانج وينتاو عن ارتياحه لوصول حجم التجارة بين البلدين إلى 17 مليار دولار أمريكي، مؤكدا أن الصين تحافظ على مكانتها كأكبر شريك تجاري لمصر.

وأشاد وينتاو بالتعاون الاستثماري الناجح في منطقة تيدا، التي جذبت استثمارات صينية كبيرة بالإضافة إلى المشاريع الكبرى مثل البرج الأيقوني، ومنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، والسكك الحديدية الكهربائية، ومشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تنفذها الشركات الصينية في مصر.

وأكد اهتمامه بتعزيز التعاون في مجالات التجارة الإلكترونية والبنية الأساسية والطاقة المتجددة، معربا عن تقديره لجهود مصر في دعم الاستثمار الصيني.

تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 17 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مقارنةً بنحو 16 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة قدرها 6%. وهذا يؤكد أن هذه الأرقام لا تزال دون الإمكانات الحقيقية للبلدين.

وتشمل بعض الشركات الصينية الأكثر شهرة العاملة في مصر شركة هاير، وجوشي مصر، وتيدا مصر، وأنجل ييست، ونيو هوب، وبريليانس أوتو، وهواوي مصر، وأوبو، وميديا، بالإضافة إلى شركات البنية التحتية مثل شركة الصين العامة للإنشاءات، وشركة الصين للطاقة، وشركة الصين للهندسة البحرية، وشركة الصين جيتشوبا لمعالجة المياه.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة المصرية تهدف إلى الاستفادة من الخبرة الصينية الواسعة في تطوير مشاريع الطاقة المستدامة، وجذب صناعة الإطارات إلى البلاد، وتطوير تحلية المياه. ويأتي ذلك في إطار خطة الحكومة لزيادة إنتاج المياه المحلاة من خلال إنشاء محطات تحلية جديدة، وتحديث المنشآت القائمة، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة. كما تهدف إلى خلق فرص استثمارية ممتازة في قطاع النسيج والزراعة في البيوت المحمية.


شارك