التوحد وفرط الحركة.. دراسة تكشف أسباب إصابة الأولاد أكثر من الفتيات بالاضطرابين

منذ 4 ساعات
التوحد وفرط الحركة.. دراسة تكشف أسباب إصابة الأولاد أكثر من الفتيات بالاضطرابين

حدد العلماء سببًا محتملًا لكون الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) من البنات. يُعتبر الأولاد أكثر عرضة للمواد الكيميائية السامة في البيئة، والتي تُسمى “المواد الكيميائية الدائمة”.

وبحسب باحثين في جامعة روتشستر، فإن هذه المواد، مثل مادة PFHxA التي تستخدم في تغليف الأطعمة المقاومة للبقع، تؤثر على إشارات الدماغ أثناء نمو المخ وتؤدي إلى تغيرات سلوكية طويلة الأمد، بما في ذلك القلق الاجتماعي، وفرط النشاط، وصعوبة التركيز، وصعوبة اتباع التعليمات، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

تستغرق هذه المواد، الموجودة في الزجاجات البلاستيكية والملابس وحتى مياه الشرب، آلاف السنين لتتحلل. وقد ربطتها دراسات سابقة بالسرطان والعقم والعيوب الخلقية. في الدراسة الجديدة، أُطعمت الفئران PFHxA أثناء الحمل والرضاعة، مما سمح بانتقال هذه المادة إلى أبنائها عبر الدم والحليب.

وأظهرت النتائج أن الفئران الذكور فقط أظهرت تغيرات سلوكية مثل انخفاض النشاط وزيادة القلق ومشاكل الذاكرة، في حين لم تظهر الفئران الإناث نفس الأعراض حتى بعد سنوات من التعرض الأولي، مما يشير إلى تأثيرات طويلة المدى لهذه المواد على الدماغ.

ووصفت البروفيسورة إليزابيث بلانك، الخبيرة في الصحة البيئية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، النتائج بأنها “مقلقة”، وكتبت في المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب أن “هذه التأثيرات، على الرغم من صغرها، تقتصر على الرجال وتشبه نمط العديد من اضطرابات النمو العصبي الأكثر انتشارا بين الرجال”.

وأكد بلانك أن فهم تأثيرات PFHxA على الدماغ النامي أمر بالغ الأهمية لصياغة قوانين تنظيمية فعالة، مشيرا إلى أن هذا البحث هو الأول في سلسلة من الدراسات التي تهدف إلى مراقبة تأثيرات المادة على مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة والذاكرة والعواطف.

تأتي هذه النتائج في وقت يتزايد فيه القلق بشأن ارتفاع معدل تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ووفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، يُعاني حوالي 2.5 مليون شخص في إنجلترا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اضطرابًا في النمو العصبي يؤثر على التركيز والتحكم في الانفعالات والنشاط.

أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه التشتت، والنسيان، وصعوبة اتباع التعليمات، والتسرع في اتخاذ القرارات. كما حذرت السلطات الصحية البريطانية من أن الخدمات الصحية “مكتظة” بسبب تزايد حالات التوحد. ووفقًا لإحصائيات حديثة، ينتظر أكثر من 200 ألف شخص حاليًا التقييم.

التوحد اضطراب يؤثر على كيفية تواصل الناس وتفاعلهم. تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن طفلًا واحدًا من كل 100 طفل حول العالم مصاب بالتوحد. قد لا يُشخّص التوحد إلا في مرحلة متأخرة من الطفولة أو حتى في مراحل لاحقة من الحياة.

يقول الخبراء إن ارتفاع معدل التشخيص لدى الأولاد لا يعود بالضرورة إلى استعداد وراثي، بل يعود جزئيًا إلى أعراضهم الأكثر وضوحًا، مما يؤدي إلى إحالتهم إلى الأطباء بشكل متكرر. في المقابل، قد تُخفي الفتيات أعراضهن بتقليد سلوك الأطفال الآخرين، مما يُصعّب اكتشاف الاضطراب.

يعتقد الباحثون أن المواد الكيميائية من التربة الصقيعية قد تُسهم في زيادة معدلات الإصابة. ويجادل النقاد بأن تنظيم هذه المواد لا يزال غير كافٍ في المملكة المتحدة. توجد مركبات PFAS، بما في ذلك PFHxA، في مئات المنتجات اليومية. وقد وجدت مراجعة لأكثر من 500 دراسة أنها مرتبطة بعواقب صحية خطيرة، بما في ذلك ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ومن المتوقع أن تقدم لجنة التدقيق البيئي توصياتها إلى الحكومة البريطانية قبل نهاية العام بشأن الحاجة إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على هذه المواد.

 


شارك