تحذير من تفشي خطير لمرض الحمى الشوكية في غزة

منذ 4 ساعات
تحذير من تفشي خطير لمرض الحمى الشوكية في غزة

حذر الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، من خطورة انتشار مرض التهاب السحايا بين الأطفال في قطاع غزة بشكل غير مسبوق.

قال الدكتور أحمد الفرا لوكالة الأناضول: “قبل أربعة أيام، تفاجأنا بزيادة ملحوظة في حالات التهاب السحايا، بمعدل عشر حالات يوميًا. وحتى اليوم، لدينا نحو 40 طفلًا مصابًا في مستشفى ناصر وحده”.

وأوضح قائلاً: “التهاب السحايا حالة خطيرة للغاية. وهو التهاب في الأغشية المحيطة بالدماغ والسائل النخاعي. وإذا لم يُشخَّص ويُعالَج مبكرًا، فقد يؤدي إلى فقدان السمع والبصر، والشلل الدماغي، وتأخر شديد في النمو العقلي والحركي للطفل”.

ووصف الفرا المشهد في المستشفى بـ”المأساوي”، مشيرا إلى أن “معظم الأطفال يرقدون على الفرش على الأرض بسبب نقص الأسرة”.

لم يُدلِ الطبيب بأي معلومات حول وجود حالات إضافية في مستشفيات غزة. ولم تُصدر وزارة الصحة إحصائيات رسمية حول عدد الإصابات في قطاع غزة.

وأشار إلى أن المستشفى يواجه أيضًا نقصًا حادًا في المضادات الحيوية واللوازم المخبرية اللازمة لفحص السائل الدماغي الشوكي لتشخيص المرض. كما يعاني من نقص في مستلزمات النظافة الأساسية للمرضى وعائلاتهم في مخيمات اللاجئين، مما يزيد من خطر انتشار العدوى.

وأشار الفرا إلى أن “الاكتظاظ في مخيمات اللاجئين، وانعدام الرعاية الصحية، وشرب المياه الملوثة، وسوء التغذية الحاد، وخاصة بين الأطفال، كلها عوامل ساهمت في انتشار المرض بشكل غير مسبوق”.

وفي إحدى زوايا ممرات المستشفى، جلست هناء أبو مصطفى، وهي نازحة من شرق خانيونس، وهي تحمل طفلها الرضيع الذي بدا شاحباً ونحيفاً بشكل مثير للقلق.

وقالت لوكالة أنباء الأناضول بصوت هادئ ومتعب: “ابني لم يشرب الحليب منذ ثلاثة أشهر ووزنه ينخفض بشكل ملحوظ”. وأضافت: «ابني عمره 9 أشهر ووزنه 4.6 كيلوغرام فقط».

طلبت الحليب والعلاج لطفلها الذي كان يعاني من التهاب السحايا.

حذرت حركة حماس اليوم من كارثة وشيكة وخطر جدي يهدد أطفال قطاع غزة مع انتشار حالات مرض التهاب السحايا بينهم.

“إن تزايد انتشار مرض التهاب السحايا بين الأطفال – حيث تم تسجيل مئات الحالات في الأيام الأخيرة – ينذر بكارثة جديدة وخطر جديد على أطفال قطاع غزة، خاصة في ظل انهيار النظام الصحي وتفاقم المجاعة ونقص أغذية الأطفال وحالات سوء التغذية نتيجة الحصار والهجمات المستهدفة من قبل جيش الاحتلال الفاشي”، بحسب البيان.

وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، وخاصة منظمة الصحة العالمية، بالتدخل الفوري لإنقاذ أطفال قطاع غزة “الذين يواجهون مأساة إنسانية غير مسبوقة”.

أعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الأربعاء، أن الوضع الصحي والإنساني قد وصل إلى “مستوى كارثي” نتيجة استمرار الإبادة الجماعية. وأشارت إلى تفاقم سوء التغذية لدى الأطفال، وخاصةً الرضّع، بسبب نقص الحليب العلاجي.

وفي 19 يونيو/حزيران، حذر مستشفيان في قطاع غزة من “كارثة صحية” وشيكة تهدد حياة الأطفال الرضع بسبب نقص حليب الأطفال وسط الحصار والحرب المستمرين.

يعاني النظام الصحي في قطاع غزة من انهيار كامل، حيث تستهدف إسرائيل المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في القطاع، وتمنع استيراد الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية.

منذ الثاني من مارس/آذار، انتهجت إسرائيل سياسة تجويع ممنهجة لنحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، بإغلاق المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية المخزنة على الحدود. وقد أدى ذلك إلى غرق قطاع غزة في مجاعة وتسبب في وفيات عديدة.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

خلّفت الإبادة الجماعية ما يقارب 191 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال.


شارك