مصر تدشن مشروعا لدعم مرضى الفشل الكلوي من السودانيين بالتعاون مع السعودية ومنظمة الصحة العالمية

منذ 6 ساعات
مصر تدشن مشروعا لدعم مرضى الفشل الكلوي من السودانيين بالتعاون مع السعودية ومنظمة الصحة العالمية

أعلن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، اليوم الاثنين، عن إطلاق مشروع لدعم مرضى الفشل الكلوي السودانيين في مصر. ويُنفذ المشروع بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ضمن هذه المبادرة.

أشاد الدكتور خالد عبد الغفار بدعم المملكة العربية السعودية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والشركاء المعنيين، في تنفيذ هذا المشروع الفريد. يهدف المشروع إلى توفير الرعاية الطبية اللازمة لمرضى الفشل الكلوي، وتوفير الأدوية الحيوية، مثل مثبطات المناعة، بعد عمليات زراعة الأعضاء. وهذا يعكس عمق التعاون الإنساني بين أشقائنا.

أكد نائب رئيس الوزراء أن مصر تقوم بدورها تجاه ضيوفها العرب والأفارقة منذ سنوات طويلة، حيث تستضيف نحو عشرة ملايين أجنبي، نصفهم تقريبًا من السودانيين. وتلتزم الدولة المصرية بتوفير مستوى معيشي لائق لهم، ليس فقط من حيث التغذية، بل أيضًا من خلال الرعاية الطبية ومنحهم حقوقًا متساوية مع المواطنين المصريين.

أكد عبد الغفار على عمق العلاقات المصرية السودانية، مؤكدًا أن الأثر الإنساني الذي تحقق بعد أكتوبر 2023 عزز التزام مصر تجاه أشقائها السودانيين. كما أشاد بالدور الإنساني لمركز الملك سلمان لدعم مرضى الفشل الكلوي، نظرًا لحاجة المرضى لجلسات غسيل كلوي منتظمة ورعاية طبية مستمرة.

وأكد أن مصر، بموقعها الجغرافي وتاريخها وإمكانياتها، شريك استراتيجي قادر على تحقيق العديد من أهداف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وأكد التزام مصر بتخفيف معاناة أشقائها العرب، معربًا عن امتنانه وتقديره لكل من ساهم في دعم هذا المشروع الإنساني.

صرح الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بأن مصر استضافت أكثر من مليون ونصف مليون سوداني منذ بدء الصراع في السودان في أبريل 2023. كما تسببت أزمة غزة في موجة نزوح جديدة لأكثر من 100 ألف شخص، مما شكل ضغطًا كبيرًا على مختلف القطاعات، وخاصة قطاع الصحة. وأكد أن وزارة الصحة المصرية دأبت على تقديم الرعاية الطبية رغم هذه التحديات.

أشار عابد إلى أنه “في ظل هذا الواقع، برزت فجوة لا يمكن تجاهلها: مئات مرضى الفشل الكلوي الذين يخضعون لعمليات زرع كلى، والذين لا يحتمل علاجهم أي انقطاع أو تأخير”. وأوضح أن البيانات تشير إلى أن أكثر من 600 مريض سوداني في مصر يتلقون جلسات غسيل كلوي، معظمها على نفقتهم الخاصة. إضافةً إلى ذلك، يعتمد أكثر من 500 مريض يخضعون لعمليات زرع كلى على أدوية مثبطة للمناعة باهظة الثمن. وأكد أن أي تأخير في العلاج يُشكل خطرًا على حياتهم.

وأوضح ممثل منظمة الصحة العالمية أن المشروع يهدف إلى ضمان استمرار الرعاية الصحية لمرضى الفشل الكلوي السودانيين وزراعة الكلى في مصر، مع التركيز على المحافظات التي تعد المراكز الرئيسية للمستفيدين وهي القاهرة والجيزة والإسكندرية والأقصر وأسوان.

أكد الفريق عماد الدين مصطفى، سفير السودان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن المشروع يعكس عمق العلاقات الأخوية بين السودان ومصر والمملكة العربية السعودية، ويجسد روح التضامن العربي والتعاون الإنساني. وأشاد بالتعاون المثمر بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووزارة الصحة المصرية وجميع الشركاء، معربًا عن أمله في أن يكون هذا المشروع فاتحة لمزيد من المبادرات التي من شأنها تخفيف الأعباء عن الشعب السوداني في ظل الظروف الراهنة.

في كلمته، أكد الدكتور عبد الله بن صالح، مدير إدارة الصحة والبيئة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن المركز، بصفته الذراع الإغاثي والإنساني للمملكة العربية السعودية، يواصل أداء رسالته النبيلة في خدمة الإنسانية. ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من التدخلات المباشرة استجابةً للأزمة السودانية، ويمثل أولى ثمار التعاون الإنساني المشترك لدعم أشقائنا السودانيين في مصر. كما يؤكد التزام المملكة بتقديم المساعدة وفقًا لأولويات الاحتياجات الإنسانية.

وأكد السفير عبدالعزيز بن عبدالله المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية أن المشروع يجسد النهج الإنساني للمملكة التي أصبحت من أهم الدول المانحة للمساعدات الإنسانية على المستويين الإقليمي والدولي.

وشكر السفير عبد العزيز الدكتور خالد عبد الغفار وجميع الجهات ذات العلاقة على دعمهم وجهودهم المخلصة التي ساهمت في نجاح هذا المشروع الإنساني وتعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.


شارك