الاستثمارات الخاصة تتصدر الربع الثالث مقابل تراجع حاد للاستثمار العام

بقلم: منال المصري
وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تسارع معدل النمو والاستثمار في القطاع الخاص في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، في حين انخفض الاستثمار العام (الحكومي) بشكل حاد.
وفقًا لبيان صادر عن الوزارة اليوم، تسارع نمو الاقتصاد المصري في الربع الثالث من السنة المالية الحالية. وارتفع الاستثمار الخاص بالأسعار الثابتة بنسبة 24.2% على أساس سنوي، ليصل إلى 142.8 مليار جنيه مصري. متجاوزًا بذلك الاستثمار العام للربع الثالث على التوالي، وبلغت نسبة مساهمته نحو 62.8% من إجمالي الاستثمار (بعد استبعاد المخزونات).
مع ذلك، استمر انخفاض حصة الاستثمار العام، حيث بلغت 84.5 مليار جنيه مصري بنسبة 37.2%، مقارنةً بـ 155.3 مليار جنيه مصري في الربع المقابل من العام السابق. ويعكس هذا جهود الحكومة لإعادة هيكلة الإنفاق الرأسمالي، وترشيد الاستثمارات العامة، والتوجه المتزايد نحو تعزيز دور القطاع الخاص.
أشارت الوزارة إلى أن نمو الاستثمار الخاص لم يكن كافيًا لتعويض الانخفاض الحاد في الاستثمار العام، الذي انخفض بنسبة 45.6% على أساس سنوي بالأسعار الثابتة، نتيجةً لإجراءات ضبط الإنفاق الاستثماري. ونتيجةً لذلك، كانت مساهمة الاستثمار في النمو الاقتصادي سلبية بنحو 2.44 نقطة مئوية.
وتزامن التعافي في الاستثمار الخاص مع مزيد من التعافي في نمو الائتمان المحلي الحقيقي لقطاع الشركات الخاصة، بمتوسط 11.7% في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025 قبل أن يصل إلى 8% على أساس سنوي بحلول نهاية أبريل/نيسان 2025.
في حين تشير البيانات الحديثة إلى أن القطاع الصناعي استحوذ على الحصة الأكبر من الائتمان الممنوح للقطاع الخاص (43%)، فمن المتوقع أن يتسارع نمو الائتمان الممنوح للقطاع الخاص أكثر خلال الفترة المقبلة. ويعود ذلك إلى بدء البنك المركزي دورة من التيسير النقدي، مما سيعزز قدرة القطاع الخاص على الحصول على التمويل اللازم للتوسع والاستثمار.
يشير مؤشر مديري المشتريات (PMI) إلى استمرار انتعاش النشاط الاقتصادي الخاص في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025. وفي بداية عام 2025، بلغ مؤشر مديري المشتريات 50.7 نقطة، وهو أعلى مستوى له في 50 شهرًا.
وفي فبراير/شباط، ظل المؤشر فوق الحياد عند 50.1 نقطة، مما يشير إلى استمرار التحسن في أداء القطاع الخاص غير النفطي في مصر.
ورغم الانخفاض الطفيف في مارس/آذار إلى 49.2 نقطة، ظل المؤشر محايداً تقريباً، مما يشير إلى استقرار نسبي في نشاط القطاع الخاص واستمرار اتجاه التعافي.
تشير البيانات التفصيلية للناتج المحلي الإجمالي إلى أنه، تماشيًا مع هذا الزخم، وفي إطار جهود الدولة لدفع عجلة الانتعاش الاقتصادي وترسيخ أسس النمو المستدام، اعتمد مجلس النواب خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنة المالية 2025/2026 في يونيو 2025، بعد الكشف عنها في 15 أبريل من ذلك العام. وتستهدف الخطة معدل نمو قدره 4.5%.
يقترح مشروع الخطة الإبقاء على سقف الاستثمار العام عند حوالي 1.154 تريليون جنيه مصري للسنة المالية 2025/2026. ويأتي ذلك في إطار جهود الحكومة لترشيد وإدارة الإنفاق العام لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتعظيم دور القطاع الخاص، وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر لتمويل مشاريع التنمية.
وركزت الخطة بشكل خاص على تعزيز قطاعات التنمية البشرية، حيث ذهب ما يقرب من 47% من الاستثمار الحكومي إلى قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.
ويعكس هذا التوجه اعتقاد الحكومة الراسخ بأن الاستثمار في رأس المال البشري هو الأساس للتنمية الشاملة والمستدامة.
أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر إلى 4.77% في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، مقارنةً بـ 2.2% في الربع المقابل من العام السابق. ويمثل هذا أعلى معدل نمو ربع سنوي في ثلاث سنوات.