خبراء: سفن التغييز الجديدة تجنب مصر انقطاعات الغاز الطبيعي المتكرر

منذ 6 ساعات
خبراء: سفن التغييز الجديدة تجنب مصر انقطاعات الغاز الطبيعي المتكرر

القليوبي: طاقتها الإنتاجية 2.3 مليار قدم مكعب يومياً، مقابل 800 مليون قدم مكعب يومياً في إسرائيل.

ويتوقع العديد من خبراء الطاقة أن تعمل سفن التسييل المملوكة للدولة على تقليل الاعتماد على واردات الغاز الإسرائيلي، التي أدت انقطاعاتها المؤقتة إلى إعاقة بعض الأنشطة الصناعية، ويتوقعون أن تضطر الحكومة إلى العودة إلى خطط تخفيف الأحمال.

بدأت مصر استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل لمدة عشر سنوات في عام 2020. وتم توقيع العقد بقيمة 15 مليار دولار بين شركة نوبل إنرجي وديليك دريلينج، اللتين تسيطران على حصة 85 في المائة في حقل ليفياثان، والشركة المصرية دولفينوس القابضة.

ستعتمد مصر بشكل أساسي على الغاز الإسرائيلي لتلبية احتياجاتها المحلية ابتداءً من منتصف عام 2024، بدلاً من استيراده للتسييل وإعادة التصدير. ويعود ذلك إلى انخفاض إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي، الذي انخفض إلى 4.1 مليار قدم مكعب يوميًا في الربع الأول من عام 2025، وفقًا لوحدة أبحاث الطاقة في واشنطن. ويُقدر الطلب بنحو 7 مليارات قدم مكعب يوميًا.

أدى الانقطاع المؤقت لإمدادات الغاز الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، بسبب أعمال الصيانة في الحقول الإسرائيلية أو تبعات الحرب الإيرانية الإسرائيلية، إلى توقف بعض العمليات الصناعية، مثل إنتاج الأسمدة. كما زادت الحكومة استهلاك الديزل لتوليد الكهرباء لتجنب انقطاع التيار الكهربائي.

قال الدكتور جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن تشغيل الحكومة لثلاث ناقلات وتعاقدها على استيراد 160 شحنة لتلبية احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي حتى نهاية عام 2026، سيقلل الاعتماد على الغاز الطبيعي الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية الكاملة لوحدات التغييز العائمة الثلاث، عند تشغيلها في يوليو المقبل، ستصل إلى 2.3 مليار قدم مكعب يوميًا، مقارنةً بـ 800 مليون قدم مكعب من الغاز الإسرائيلي المستورد. وهذا سيسمح بتغطية واردات الغاز الإسرائيلي من خلال إمدادات الغاز الطبيعي المتعاقد عليها، وتخزين كميات إضافية في هذه الوحدات، وبالتالي إنهاء الاعتماد على الغاز الإسرائيلي نهائيًا في المستقبل.

وأضاف القليوبي لـ”الشروق” أن إسرائيل بحاجة ماسة للغاز الطبيعي المصري، وليس العكس. ولا تستطيع تل أبيب تصدير الغاز الطبيعي الذي تنتجه عبر مصر إلا بعد تسييله في مصانع الإسالة المصرية، ثم تصديره إلى أوروبا.

وقالت وفاء علي، أستاذة الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة، إن محطات الغاز الطبيعي المسال الثلاث تعد من أهم البدائل لتحقيق أمن الطاقة في الوقت الحاضر، لأنها تقلل اعتماد البلاد على الغاز الإسرائيلي لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي.

وأضافت أن تشغيل السفن الثلاث سيقلل الاعتماد على الغاز الإسرائيلي، ولكن ليس بشكل كامل، حيث يظل الغاز الإسرائيلي أكثر قدرة على المنافسة وأقل تكلفة من استيراد وإعادة تسييل إمدادات الغاز.

وأضافت أن إنهاء الاعتماد الكلي على الغاز الإسرائيلي يتطلب تكثيف الإنتاج والاستكشاف وحفر آبار جديدة لزيادة الإنتاج المحلي. وتوقعت أن تستأنف مصر تصدير الغاز الطبيعي خلال ثلاث سنوات، فور عودة إنتاج حقل ظهر إلى مستوياته الطبيعية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توقع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عودة الإنتاج في حقل ظهر إلى مستوياته السابقة بحلول منتصف عام 2025.

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن وصول سفينة الحفر “سايبم 10000” إلى المياه المصرية لبدء عملياتها في حقل ظهر للغاز. ومن المتوقع أن تنتج السفينة حوالي 60 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) عن عقد مع شركة هوج النرويجية للغاز الطبيعي المسال لتأجير الوحدة العائمة “هوج جاليون” لتلبية الطلب المحلي الإضافي خلال أشهر الصيف.

في الشهر نفسه، وقّعت وزارة البترول والثروة المعدنية عقدًا مع شركة نيوفورتس الأمريكية لاستئجار محطة التغويز العائمة “إنرجيوس باور”. وجاء هذا الاتفاق عقب قرار وزير الاقتصاد والطاقة الألماني إنهاء عقد الإيجار وتأجير المحطة لطرف ثالث. كما أعلنت وزارة البترول عن توقيعها عقدًا من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) لاستئجار سفينتين إضافيتين، ستصلان تدريجيًا، ليصل إجمالي عدد السفن إلى أربع.


شارك