إقرار إسرائيلي بإطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة

منذ 4 ساعات
إقرار إسرائيلي بإطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة

هآرتس: قادة الجيش أمروا بإطلاق النار على الجائعين لتفريقهم. – جندي إسرائيلي: استهداف الأشخاص الذين يطلبون المساعدة يصفه الأطفال الإسرائيليون بأنه لعبة جندي آخر: نستخدم الذخيرة الحية والرشاشات الثقيلة وقاذفات القنابل وقذائف الهاون. جندي ثالث: غزة لم تعد شأنًا لأحد. فقدان الأرواح لا يعني شيئًا، ولم يعد حادثًا مؤسفًا.

واعترف جنود إسرائيليون بأنهم، بناء على أوامر قادتهم، أطلقوا النار عمداً على فلسطينيين عزل كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية بالقرب من نقاط التوزيع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

بعيداً عن رقابة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تنفذ تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة منذ 27 مايو/أيار الماضي. ويفتح الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات، مما يضطرهم إلى الاختيار بين الجوع والإعدام.

يحدث هذا في الوقت الذي أغلقت فيه إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة بشكل صارم أمام الشاحنات المحملة بالإمدادات والمساعدات منذ الثاني من مارس/آذار. ومنذ ذلك الحين، تتكدس الشاحنات على الحدود، مما يحد من عدد الشاحنات الداخلة إلى قطاع غزة إلى بضع عشرات. ويحتاج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا.

* الانهيار الأخلاقي

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية الجمعة أن “قادة (الجيش) أمروا القوات المسلحة بإطلاق النار على الحشد (من الفلسطينيين) لإبعادهم أو تفريقهم (عندما تجمعوا بالقرب من مراكز الإغاثة)، على الرغم من أنهم لم يشكلوا أي تهديد”.

ونقلت الصحيفة عن جندي لم تكشف عن هويته قوله إن الوضع يمثل “انهيارا كاملا للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة”.

وعلى الرغم من المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الجائعين، فقد زعمت الصحيفة أن النائب العام “أمر بمراجعة الحوادث التي تنطوي على انتهاكات محتملة لقوانين الحرب للتحقيق في جرائم الحرب المزعومة في هذه المواقع”.

قالت: “بدأت مراكز مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) عملها في قطاع غزة نهاية شهر مايو/أيار الماضي. وتحيط الغموض بظروف إنشائها وتمويلها، إذ من المعروف أن إسرائيل أنشأتها بالتنسيق مع إنجيليين أمريكيين وشركات أمنية خاصة”.

وتابعت: “تدير المنظمة أربعة مواقع لتوزيع الأغذية، ثلاثة منها في جنوب قطاع غزة وواحد في وسطه، تُعرف لدى الجيش الإسرائيلي بمراكز التوزيع السريع. ويعمل في هذه المواقع عمال أمريكيون وفلسطينيون، ويحرسها جيش الدفاع الإسرائيلي من على بُعد مئات الأمتار”.

وفيما يتعلق بالجهود الهادفة لمكافحة الجوع، قالت: “يأتي الآلاف، وأحيانًا عشرات الآلاف، من سكان غزة (الفلسطينيين) يوميًا إلى غزة لاستلام شحنات الغذاء. ولكن خلافًا للوعود الأولية للمنظمة، فإن التوزيع فوضوي، حيث تتزاحم الحشود حول الصناديق العديدة”.

منذ افتتاح مراكز التوزيع السريع، وثقت صحيفة هآرتس 19 حالة تم فيها إطلاق النار على متلقي المساعدات.

وأكدت الصحيفة أن الأشخاص الذين يطلبون المساعدة كانوا مستهدفين، ونقلت عن جنود وضباط قولهم إن الجيش “يطلق النار على الأشخاص الذين يصلون قبل بدء العمل لمنعهم من الاقتراب، أو بعد إغلاق المراكز لتفريقهم”.

*يعتقدون أنها لعبة أطفال.

ونقلت عن جندي لم تُكشف هويته قوله: “إنها ساحة معركة. حيث كنت، كان يُقتل ما بين فلسطيني واحد وخمسة فلسطينيين يوميًا، وكانوا يُعاملون كقوة معادية”.

وأشار إلى أنه “تم استخدام الذخيرة الحية وجميع الوسائل المتاحة: رشاشات ثقيلة، وقاذفات قنابل، وقذائف هاون. وبمجرد تطهير الموقع، سيتوقف إطلاق النار. إنهم يعلمون أن بإمكانهم الاقتراب، ووسيلتنا للتواصل هي إطلاق النار”.

وأضاف الجندي “نطلق النار في الصباح الباكر عندما يحاول أحد الاصطفاف على بعد مئات الأمتار، وأحيانا نهاجمهم عن قرب، ولا يوجد خطر على القوات (الإسرائيلية)”.

وتابع: “لم أسمع عن أي حالة رد بالنار. لا يوجد عدو ولا أسلحة”.

وسلط الجندي الضوء على استهتار تل أبيب بأرواح الفلسطينيين، من خلال إعلانه أن الأنشطة في منطقة عملياته تسمى “عملية السمك المملح”، وهي النسخة الإسرائيلية من لعبة الأطفال “الضوء الأحمر، الضوء الأخضر”.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة هآرتس عن ضباط إسرائيليين لم تكشف هويتهم قولهم إن الجيش لا يسمح للجمهور بمشاهدة لقطات للأحداث المحيطة بمواقع توزيع الغذاء.

ونُقل عن جندي احتياطي لم يُكشف عن اسمه، يخدم في شمال قطاع غزة هذا الأسبوع، قوله: “لم تعد غزة تعني أحدًا. إن فقدان الأرواح لا يعني شيئًا، ولم يعد حادثًا مؤسفًا”.

ووصف ضابط يعمل في مركز توزيع المساعدات التابع لقوات الدفاع الإسرائيلية عملية إطلاق النار بأنها “مليئة بالمخالفات”.

وأضاف أنه “من غير المقبول أخلاقيا وقانونيا إجبار الناس على دخول منطقة إنسانية تحت نيران الدبابات والقناصة وقذائف الهاون”.

وتشن إسرائيل حملة قمع ضد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة في قطاع غزة بشكل يومي، مما يؤدي إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وتعريض سبل عيش الفلسطينيين للخطر بشكل مباشر، حيث أصبحوا مهددين بالإبادة الجماعية.

لقد أسفرت الإبادة الجماعية، المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل وجرح أكثر من 189 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، واختفاء أكثر من 11 ألف شخص. كما شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال.


شارك