الحكومة اليمنية تحذر من سعي إيران لتوطين صناعاتها العسكرية بمناطق سيطرة الحوثيين

حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اليوم الخميس، من خطط إيران لنقل أجزاء من برنامجها التسليحي، وخاصة إنتاج وتطوير الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
وقال معمر الإرياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على حسابه في تويتر: “إن التهاون الدولي في مواجهة هذه المؤشرات سيكلف المنطقة والعالم غاليا وسيمنح إيران فرصة ترسيخ واقع خطير بتحويل اليمن إلى ورشة عمل خلف الكواليس لتطوير برامجها المحظورة وقاعدة صواريخ حديثة للحرس الثوري الإيراني ومنصة انطلاق لتهديدات الأمن الإقليمي”.
وأضاف: “هذا يعني الإبقاء على واقع لا يسمح بالاستقرار في اليمن ومحيطه المباشر، وفتح جبهة دائمة ضد الملاحة والتجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم. هذا التهديد المتصاعد لا يؤثر فقط على الدول المجاورة، بل يشكل أيضًا تهديدًا مباشرًا للاقتصاد العالمي وسلاسل التوريد وأسعار الطاقة”.
وأشار إلى أن “الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنها نظام طهران على الأراضي المحتلة كشفت أبعادًا تتجاوز سياق الصراع الثنائي والرد المحدود. وكشفت بوضوح زيف الادعاءات التي روّجتها ميليشيا الحوثي الإرهابية لسنوات حول امتلاكها القدرة على “صنع الحرب”. كما ألقت ضوءًا جديدًا على بصمات “الحرس الثوري” وتورطه المباشر في توجيه العمليات في عمق الأراضي اليمنية”.
وذكر أن أنظمة الصواريخ بمختلف أنواعها – من الباليستية إلى الأسرع من الصوت إلى الطائرات المسيرة الانتحارية – التي استخدمها الحرس الثوري خلال “حرب الأيام الاثني عشر” “قدمت دليلاً عمليًا على الأصل الحقيقي لمنظومة الصواريخ الحوثية. وقد استخدم الحوثيون نفس الأنواع والمدى وتقنيات النشر والتكتيكات الميدانية منذ أواخر عام 2023 في هجماتهم على الدول المجاورة وطرق الشحن الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن”.
وتابع: “أثبتت المواجهة أن التكتيكات الميدانية التي يستخدمها الحرس الثوري – بما في ذلك إغراق الصواريخ وتغيير مساراتها واستخدام الطائرات المسيرة منخفضة الارتفاع لتجنب الرادارات واستغلال أنظمة الدفاع – تُمثل نسخة طبق الأصل من تكتيكات الحوثيين في هجماتهم على الدول المجاورة والسفن التجارية. وهذا يعكس تشابهًا في العقيدة العملياتية، ويؤكد ما وثقته التقارير الدولية بشأن وجود خبراء من الحرس الثوري الإيراني في اليمن وقيادتهم المباشرة للعمليات، بما في ذلك الهجمات على طرق الشحن الدولية”.
وزعم الإرياني أن هذه البيانات تُفنّد مزاعم الحوثيين بشأن “إنتاج الأسلحة”، وتُثبت أنهم مجرد واجهة محلية يستخدمها الحرس الثوري لتنفيذ أجندته الإقليمية، وأن القرارات العسكرية الاستراتيجية في مناطق سيطرة الحوثيين تخضع بالكامل لسيطرة طهران.
دعا الإرياني المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع هذه التهديدات. وأكد أن التراخي سيمنح إيران فرصة تحويل اليمن إلى قاعدة لبرامجها المحظورة. وهذا من شأنه أن يُعرّض الأمن الإقليمي للخطر، ويحول دون أي حل سياسي، ويفتح جبهة دائمة ضد الشحن والتجارة الدوليين في أحد أهم الممرات البحرية في العالم. وأضاف: “هذا التهديد المتصاعد لا يؤثر فقط على الدول المجاورة، بل يُشكّل أيضًا تهديدًا مباشرًا للاقتصاد العالمي وسلاسل التوريد وأسعار الطاقة”.