هل يصاب الأطفال بارتفاع ضغط الدم؟

كانت مفاجأة غير سارة عندما اكتشفتُ بالصدفة، أثناء فحص روتيني، أنني مصاب بارتفاع ضغط الدم، وهي حالةٌ كنتُ أجهلها لسنوات. دفعني ذلك إلى التساؤل: هل ارتفاع ضغط الدم وراثي؟ هل يمكن أن يرثه أبنائي؟ ارتفاع ضغط الدم مرض مزمن غير مُعدٍ. ومع ذلك، لم يُثبت بعد أنه وراثي وينتقل من الأبوين إلى الأبناء. ومع ذلك، هناك عائلات يُصاب بها بشكل متكرر. ومع ذلك، يُعد ارتفاع ضغط الدم شائعًا لدى الأطفال، لذا من المهم قياس ضغط دم الأطفال أثناء الفحوصات الطبية، وهي حقيقة يغفل عنها حتى الأطباء أحيانًا. تشير الدراسات الحديثة إلى وجود مرحلة قد لا تُشخَّص إلا بإجراء فحوصات كافية. تُسمى هذه المرحلة “مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم”. وهي المرحلة التي تسبق ارتفاعًا ملحوظًا ومستقرًا ومستمرًا في ضغط الدم، وتتطلب علاجًا فعالًا. تكمن صعوبة تشخيص هذه الحالة في ندرة أعراضها، إذ تختلف بين الأطفال الصغار. قد لا يشكو الطفل من أي أعراض تُشير إلى ارتفاع ضغط الدم، بل قد يعاني فقط من صداع غير مُبرر. لذلك، من المهم مراقبة ضغط الدم بانتظام لدى الأطفال. كما تُشير الملاحظات الطبية إلى بعض النقاط المهمة، منها ضرورة مراقبة مستويات ضغط الدم لدى بعض الأطفال والمراهقين، وخاصةً الأطفال طوال القامة أو الذين يُعانون من السمنة المفرطة. في حين يميل الآباء المهتمون بصحة أطفالهم إلى تجنب الأطعمة السكرية خوفًا من السمنة وما يصاحبها من مشاكل صحية، فإنهم غالبًا ما يتجاهلون محتوى الصوديوم في أطعمة أطفالهم. وهذا ما تُشير إليه الآن الأوساط العلمية المهتمة بصحة الأطفال. الخطوة الأولى للوقاية من ارتفاع ضغط الدم في المستقبل هي التأكد من حصول الأطفال على كمية كافية من الصوديوم. قد يكون ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال سببًا لأمراض خلقية أخرى. لذلك، يسهل تشخيصه وعلاجه بمعالجة السبب الكامن. عمرو