قبل الهدنة بين إيران وإسرائيل.. لماذا هبطت البورصة المصرية بشكل يفوق بورصات دول النزاع؟

ويرجع خبراء أسواق المال الذين تحدثوا لايجي برس، تراجع البورصة المصرية في بعض جلسات التداول خلال الأسبوعين الماضيين – منذ بدء تصاعد الحرب – إلى عمليات التداول بالهامش بشكل فاق أسعار أسواق الأسهم العالمية، وحتى أسواق أسهم الدول المتضررة بشكل مباشر من الصراع.
يتضمن التداول بالهامش شراء الأسهم برأس مال، يُقدمه المستثمر جزئيًا، وجزئيًا من خلال قروض من شركات الوساطة أو البنوك، التي تتولى الآن هذه الوظيفة. الهدف هو زيادة القدرة الشرائية وتحقيق أرباح أعلى، مع زيادة المخاطرة.
قالت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس، إن من بين أسباب التراجعات الحادة للبورصة المصرية، بالإضافة إلى الأحداث الجيوسياسية، التداول بالهامش، خاصة خلال جلسة الأحد 15 يونيو، حيث تراجعت البورصة بنحو 7%.
أوضحت حنان أن التداول بالهامش يتضمن أيضًا تمويلًا بالهامش، إذ لم تعد معظم شركات الوساطة تُقدم تمويلًا بالهامش للمتداولين، بل أصبحت البنوك هي من تقوم بهذا الدور. وأكدت أن للبنوك حدودًا قانونية للخسارة لا يمكن للمتداولين تجاوزها.
وأضافت حنان أنه في حال تجاوز هذه النسب القانونية، ستجبر البنوك شركات الوساطة على تصفية محافظها، مما أدى إلى تفاقم الخسائر وزيادة ضغوط البيع مع انخفاض مؤشرات سوق الأسهم، مما أدى إلى مزيد من الخسائر في الأسعار.
وافق خبير الأسواق المالية سعيد الفكي على ذلك، مؤكدًا أن السوق شهد انخفاضات حادة وغير مبررة الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن السوق المصرية تأثرت بشكل أكبر من أسواق الأسهم العالمية، وحتى أسواق الدول المتورطة مباشرة في صراعات. وهذا يُظهر مدى حساسية السوق للأحداث الإقليمية.
وأوضح الفقيه أن الانخفاضات الحادة التي شهدتها العديد من حسابات الهامش في الآونة الأخيرة أدت إلى خسائر كبيرة، واضطرت شركات الوساطة إلى إجراء عمليات بيع قسرية لحماية أموالها، مما أدى إلى تفاقم ضغوط البيع.
أوضح أن نظام الهامش يعمل وفق معايير محددة، حيث يحصل العميل عادةً على تمويل يعادل 100% من محفظته الاستثمارية (1:1). ومع ذلك، إذا انخفض السوق فجأةً وخسرت الأسهم 10% من قيمتها، فإن إجمالي الخسارة يبلغ 20%، حيث يكون العميل قد استثمر ضعف المبلغ. إذا تجاوزت خسائر المحفظة 60%، يُطلب من العميل تسوية مركزه خلال جلستين. سيؤدي عدم القيام بذلك إلى قيام الشركة ببيع الأسهم قسرًا في اليوم التالي.
إن تسوية المراكز المالية أو “إغلاق المراكز” تعني إنهاء أو تصفية استثمار قائم، سواء كان مربحًا أو خاسرًا، من خلال تنفيذ عملية معاكسة لعملية الدخول.
وأوضح كلامه قائلاً: “المشكلة أن العميل وصل إلى ذروة خسائره، وغالباً ما يضطر إلى البيع في أسوأ وقت ممكن، رغم أنه كان بإمكانه تعويض بعض خسائره لو انتظر بصبر تحركات السوق”.
وحذر الفقيه من الإفراط في استخدام الهوامش، خاصة في أوقات عدم اليقين السياسي أو الاقتصادي، مؤكداً أن الحفاظ على الانضباط المالي وفهم ديناميكيات السوق يحمي المستثمرين من خسائر كبيرة في مثل هذه الحالات.
اقرأ أيضاً:
بعد تراجع عالمي.. هل تنخفض أسعار القهوة في مصر؟
ترتفع أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وارتفعت البورصة المصرية بنسبة 3% في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، مسجلة 78 مليار جنيه.