غرف للغضب.. فش غلك بمقابل مادي.. والطب النفسي: الغضب مفيد عند إدارته بشكل صحيح

منذ 4 ساعات
غرف للغضب.. فش غلك بمقابل مادي.. والطب النفسي: الغضب مفيد عند إدارته بشكل صحيح

الغضب عاطفة إنسانية معقدة لدرجة أن بعض علماء النفس يعتبرونه أخطر عاطفة بشرية على الصحة، وقد يؤدي إلى الوفاة. ويرجع ذلك إلى أن الغضب يُفرز الجسم مستويات عالية من الأدرينالين والنورادرينالين، مما يزيد، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ورغم أن التوسع الحضري والعيش في المدن الكبرى يزيد من فرص الناس في الحصول على وظائف مرموقة ودخول أفضل، بحسب موقع “سايكولوجي توداي”، إلا أنه أدى أيضاً إلى زيادة مشاعر القلق والاكتئاب، وبالتالي الغضب، بسبب التفاوت الاجتماعي الكبير بين مختلف شرائح المجتمع.

لذا، ليس من المستغرب انتشار إعلانات “غرف الغضب” في القاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا. ما هي غرف الغضب؟ وهل هي مفيدة للصحة النفسية؟ نجيب على هذه الأسئلة في التقرير التالي.

– ما هي مساحات الغضب؟

يعتمد مفهوم “غرف الغضب” على فكرة أن الشخص يعبر عن غضبه مقابل مكافأة مالية متفق عليها مسبقًا في غرفة مليئة بالمواد القابلة للكسر مثل شاشات التلفزيون القديمة والأواني الزجاجية والفخار.

يدخل الشخص الغاضب إلى هذه الغرفة ومعه عصا أو مضرب، مثل الذي يستخدم في لعبة البيسبول، في يده ثم يبدأ في تحطيم كل الأشياء القابلة للكسر في الغرفة حتى يهدأ.

أثناء متابعة التعليقات على فيديو ترويجي قصير لأشخاص يكسرون أشياءً في غرفة، نُشر على صفحة تيك توك لإحدى “غرف الغضب” في القاهرة، تساءل الكثيرون عن إمكانية الصراخ أثناء كسر الأشياء، بينما طالب آخرون بتفاصيل أكثر عن الموقع والأسعار. وهذا يشير إلى شيوع الفكرة بين شرائح معينة من المجتمع.

– ماذا يقول الطب النفسي عن غرف الغضب؟

أوضحت الدكتورة رحاب عبد الفتاح، طبيبة ومعالجة نفسية، لـ “الشروق” أن الغضب شعور طبيعي ينشأ عند تعرض الشخص للظلم، أو انتهاك حقوقه، أو تجاوز حدوده الشخصية. وأضافت أن الغضب يصاحبه تغيرات فسيولوجية كزيادة الأدرينالين، وارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وانخفاض الإحساس بالألم.

وأضافت أن الغضب شعور صحي وليس سيئًا بطبيعته، إذ يحفز الناس على مواجهة الظلم، والمطالبة بحقوقهم، أو حماية أنفسهم من التهديدات. تكمن المشكلة في المشاعر التي يشعر بها الإنسان عند الغضب، والتي بدورها تؤدي إلى سلوك عدواني، وتُفاقم المشكلة بدلًا من حلها.

وأشارت إلى أن للتربية والثقافة الاجتماعية دوراً هاماً في كيفية إدارة الشخص لغضبه والتنفيس عنه. وأشارت إلى أن انفعال الشخص وسلوكه العدواني المفرط قد يدلان على وجود بعض الاضطرابات النفسية، كالقلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.

وعن “أحلام الغضب” ودورها في تخفيف حدة غضب الإنسان، قالت إن هذه التجربة تسمح للإنسان بتفريغ الطاقة الجسدية الناتجة عن الغضب، إلا أن الأفكار التي تسببت في هذا الشعور تحتاج إلى علاج.

وتساءلت إن كان كسر الأشياء في حالة غضب سيحل المشكلة المسببة لهذا الشعور. وأضافت أن الغضب علامة على وجود خطب ما، ويجب التعامل معه من خلال الوعي بالموقف واتخاذ الإجراءات المناسبة. كما أكدت على أهمية التعلم من الموقف حتى لا يتكرر في المستقبل. وهذا يتطلب من الشخص التفكير مليًا في الموقف ودراسته بعناية.

وأكدت أن إدارة الغضب تتطلب فهم هذه المشاعر والتعامل معها، بدلًا من كبتها أو التنفيس عنها بطرق مؤذية. وأوضحت أن هذا يتطلب من الشخص تقييم الوضع الذي يمر به، وسؤال نفسه: هل التنفيس عن الغضب مفيد في الوقت الحالي أم قد يكون له عواقب وخيمة؟

وأكدت على أهمية استخدام أساليب تهدئة النفس عند الغضب، مثل تمارين التنفس، والاسترخاء، وتغيير درجة حرارة الجسم بالاستحمام أو الوضوء، أو تغيير المكان تماما.

أوضحت أن أفضل طريقة للتعامل مع الغضب تختلف باختلاف الموقف. أحيانًا يُنصح بتحييد مشاعر الغضب بأساليب التهدئة، والانسحاب من الموقف، ثم المطالبة بالحقوق بطرق أخرى لتقليل الخسائر الناجمة عن مشاعر الغضب.


شارك