إطلاق مبادرة بإيدينا ننقذ حياة للتوعية بالوفاة القلبية المفاجئة والتدريب على جهاز مزيل الرجفان الخارجي

منذ 5 ساعات
إطلاق مبادرة بإيدينا ننقذ حياة للتوعية بالوفاة القلبية المفاجئة والتدريب على جهاز مزيل الرجفان الخارجي

شهد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الأحد، إطلاق المبادرة الوطنية للتوعية بالوفاة القلبية المفاجئة والتدريب على استخدام أجهزة إزالة الرجفان الخارجي الآلي. وحضر المبادرة، التي أُقيمت تحت شعار “إنقاذ الأرواح بأيدينا”، الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، وعدد من رؤساء الوزارات، وممثلي المؤسسة العلمية للقلب والشرايين.

يأتي الاحتفال بالمركز الأولمبي بالمعادي في إطار جهود الدولة المتواصلة لتعزيز منظومة الطوارئ الطبية، وتطوير كوادر صحية ومجتمعية قادرة على الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ وإنقاذ الأرواح. وتندرج هذه المبادرة ضمن بروتوكول تعاون بين وزارتي الصحة والشباب والرياضة والمؤسسة العلمية لأمراض القلب والأوعية الدموية. ويهدف إلى تدريب الكوادر في المؤسسات الحكومية ومراكز الشباب على مستوى الجمهورية لرفع كفاءة الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ بأماكن التجمعات العامة.

في كلمته، أكد الدكتور خالد عبد الغفار أن هذه المبادرة تُمثل نقلة نوعية في الوقاية من النوبات القلبية، لا سيما في ظل الإحصائيات التي تُشير إلى وفاة حوالي 55 ألف شخص سنويًا في مصر بسبب النوبات القلبية المفاجئة، 20% منها بسبب الرجفان البطيني. وأضاف أن التدخل السريع باستخدام مزيل الرجفان الخارجي الآلي يُمكن أن يزيد من معدل البقاء على قيد الحياة إلى أكثر من 90%.

لدعم هذه المبادرة، وجّه نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان بتطوير تطبيق للهواتف الذكية يتضمن جميع المعلومات والإرشادات المتعلقة بأساليب التدخل السريع، واستخدام أجهزة إزالة الرجفان الخارجية، ودليل الإسعافات الأولية. وسيُسهّل هذا التطبيق على المواطنين والكوادر المُدرّبة الوصول إلى المعلومات في أي وقت.

أشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن وزارة الصحة والسكان تعمل على تنفيذ خطة تدريب متكاملة للإنعاش القلبي الرئوي، تشمل المستشفيات والمراكز الصحية ومرافق الطوارئ وأماكن التجمعات الكبيرة. وتهدف الخطة إلى تقليل زمن الاستجابة وزيادة معدلات النجاة في حالات الطوارئ.

أعرب الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة عن امتنانه وتقديره للدكتور خالد عبد الغفار على دعمه للمبادرة القومية للتوعية بالموت القلبي المفاجئ، مؤكداً أن هذه خطوة مهمة تتوافق مع توجيهات القيادة السياسية للحد من ظاهرة الموت القلبي المفاجئ في الملاعب والأندية والبطولات الرياضية.

أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، على أهمية تدريب الكوادر الطبية والطوارئ في الملاعب وخلال البطولات الرياضية، وضرورة توفير فرق مدربة وأجهزة تنظيم ضربات القلب في جميع المنشآت الرياضية. ودعا الاتحادات والأندية والجمعيات الرياضية إلى تنفيذ برامج تدريبية دورية، والتأكد من توافر المعدات والكوادر المدربة خلال البطولات، بما يوفر بيئة آمنة تتيح الاستجابة الفورية للطوارئ الصحية. وأكد أن هذه المبادرة تأتي ضمن مسؤولية الوزارة لحماية الصحة العامة للشباب، وتعزيز ثقافة السلامة في المجال الرياضي.

وأضاف أنه تنفيذاً لتوجيهات القيادة، استحدثت اللجنة الطبية بالوزارة برامج الفحص الأولي والخاص للرياضيين بهدف اكتشاف المشكلات الصحية في مرحلة مبكرة وضمان سلامة الرياضيين، مع تعزيز منظومة الوقاية والاستجابة للطوارئ في المنشآت الرياضية.

خلال الحفل، سلّط الدكتور حازم خميس، رئيس اللجنة الطبية بوزارة الشباب والرياضة وعضو المؤسسة العلمية لأمراض القلب والأوعية الدموية، الضوء على الدور الفعال للمبادرة في التوعية وأثرها الإيجابي في خفض معدل الوفيات الناجمة عن السكتة القلبية المفاجئة. وأشار إلى أن جهاز مزيل الرجفان الخارجي الآلي (AED) هو جهاز إلكتروني سهل الاستخدام، يحلل إيقاع القلب ويصدر صدمة كهربائية لاستعادته عند الحاجة. وأضاف أن توفر هذه الأجهزة في الأماكن العامة يُحدث فرقًا حاسمًا في الدقائق الأولى الحرجة. وشكر وزارة الصحة والدكتور خالد عبد الغفار على اهتمامهما بالمبادرة، مؤكدًا أن وجود مبادرة وطنية للإنعاش القلبي الرئوي والتوعية بالموت القلبي المفاجئ هو حلم طال انتظاره وخطوة نوعية في جهود الوقاية المجتمعية.

أكد الدكتور محمد صبحي، رئيس المؤسسة العلمية للقلب والشرايين وأستاذ أمراض القلب بجامعة الإسكندرية، أن المبادرة تُترجم رؤية علمية إلى واقع عملي، وتهدف إلى الحد من وفيات السكتة القلبية المفاجئة من خلال تعزيز ثقافة التدخل السريع وتوسيع نطاق استخدام أجهزة إزالة الرجفان (AEDs) في الأماكن العامة. وأضاف أن المبادرة أُعدّت وصُممت بالتشاور مع الجمعيات المهنية الأوروبية لضمان انطلاقة علمية فعّالة ومتينة. وهذا يُظهر التزام المؤسسة بتوفير الخبرات اللازمة لتدريب متخصصي الإنعاش القلبي الرئوي، بالإضافة إلى توفير التدريب والدعم العلمي بمختلف أنواعه.

استعرض الدكتور محمد صبحي الإجراءات المتخذة حتى الآن في إطار المبادرة، والتي شملت تدريب عدد من المؤسسات ذات الصلة، والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات والفعاليات الدولية والإقليمية لرفع الوعي وتبادل الخبرات العلمية والتربوية. وأشار إلى أن المؤسسة تعمل حاليًا على إنشاء موقع إلكتروني رسمي، حيث يمكن لكل مؤسسة رياضية تسجيل محتواها أو برامجها التدريبية وفقًا لاحتياجاتها الفعلية، مما يضمن تكامل البرامج التدريبية ومواءمتها مع احتياجات كل مؤسسة. وأكد على أهمية الاستثمار في تدريب الكوادر وتجهيز المنشآت بالمعدات الطبية، مؤكدًا أن الجاهزية البشرية لا تقل أهمية عن القدرات التقنية.

وشارك في الفعالية عدد من ممثلي وزارات الصحة والشباب والرياضة، بالإضافة إلى مؤسسات صحية ورياضية كبرى مثل المؤسسة العلمية للقلب والشرايين.


شارك