مؤشر البيتزا.. كيف تحولت وجبة شعبية إلى أداة لتوقّع الحرب بين إسرائيل وإيران؟

قد تبدو البيتزا مجرد وجبة سريعة يحبها الملايين حول العالم، لكنها تجاوزت مؤخرًا حدود التاريخ الطهوي والجغرافيا السياسية. مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، برز ما يُسمى “مؤشر البيتزا” كمؤشر غريب ومقلق، يستخدمه البعض للتنبؤ باحتمالية نشوب صراع عسكري وشيك.
ما هو “مؤشر البيتزا”؟
ورغم أن مؤشر البيتزا ليس أداة معترف بها للتحليل الاقتصادي أو الأمني، فإنه يستخدم رمزيا لمراقبة سلوك المستهلك اليومي في مناطق التوتر ويعكس بشكل غير مباشر التحركات غير العادية. الفكرة بسيطة: إذا ارتفعت أسعار البيتزا أو الطلب عليها فجأة، وخاصة بالقرب من المواقع العسكرية أو الحكومية، فقد يكون هذا علامة على ظهور حالة طوارئ متغيرة بسبب التغيرات في السلوك بين الأفراد والمؤسسات، مثل التحذيرات الأمنية أو الاستعدادات للحرب.
من الحرب الباردة إلى صراعات اليوم
ويعود هذا المؤشر غير المعتاد إلى الحرب الباردة، عندما كانت وكالات الاستخبارات، وخاصة السوفييتية منها، تراقب الأنماط اليومية بالقرب من المرافق الحساسة مثل البنتاغون أو البيت الأبيض، مع التركيز على التفاصيل الصغيرة مثل الإضاءة الليلية أو الطلب المرتفع على الوجبات السريعة.
أفادت التقارير أن الطلب على البيتزا ارتفع بشكل غير معتاد قبل أحداث كبرى، مثل غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠. وفي العام التالي، أعلن مدير فرع دومينوز في واشنطن أن الطلب الليلي من البيت الأبيض قد تضاعف. واضطر لاحقًا إلى تعيين فريق خاص للعمل ليلًا، وهي خطوة اعتُبرت لاحقًا دليلًا على الاستعداد العسكري.
البيتزا والحرب المحتملة بين إسرائيل وإيران
في الأسابيع الأخيرة، عاد مؤشر البيتزا إلى دائرة الضوء بعد رصد غير رسمي لارتفاع الطلب على الوجبات السريعة في إسرائيل وسط تصاعد التوترات مع إيران. وقد عزز هذا الارتفاع نشاط حساب تويتر الشهير “تقرير بيتزا البنتاغون”، الذي يضم أكثر من 150 ألف متابع ويتابع عن كثب الطلب على البيتزا بالقرب من وزارة الدفاع الأمريكية.
في 12 يونيو/حزيران، وهو اليوم الذي شنت فيه إسرائيل غاراتها الجوية على أهداف إيرانية، نشر الحساب تقريرًا عن “زيادة غير عادية” في الطلبات من متاجر دومينوز القريبة من البنتاغون عند الساعة الخامسة مساءً. كما أشار إلى أن فترات نشاط مماثلة حدثت في أغسطس/آب 2024 ويونيو/حزيران 2025، وكلاهما شهد تصعيدًا عسكريًا كبيرًا.
وفي إسرائيل، لاحظ المراقبون أن الطلب المرتفع على البيتزا وغيرها من الأطعمة الجاهزة هو سلوك شائع في أوقات الطوارئ، حيث يحاول المواطنون تخزين الطعام أو تجنب الطهي خلال أوقات الخوف الجماعي.
أداة تحليل أم مجرد مزحة؟
على الرغم من كثرة استخدام “مؤشر البيتزا” في التحليلات والتقارير الصحفية، إلا أنه لا يُعتبر مؤشرًا علميًا رسميًا، بل هو “مؤشر بديل” يعتمد على سلوك المستهلك لاستخلاص دلالات اقتصادية أو أمنية.
وتشمل هذه الفئة مؤشرات مماثلة مثل “مؤشر أحمر الشفاه”، الذي يفترض ارتفاع مبيعات مستحضرات التجميل خلال فترة الركود الاقتصادي، و”مؤشر الكعب العالي”، الذي يربط أزياء الأحذية النسائية بالنمو الاقتصادي، حيث يُعتقد أن الأحذية ذات الكعب العالي تُرتدى بشكل متكرر في أوقات الأزمات ويُنظر إليها على أنها علامة على التمرد أو الرفاهية الرخيصة.
ملخص
سواءٌ أكان مؤشر البيتزا صحيحًا أم لا، فإن تجارته وحدها تعكس تشككًا عالميًا يُفسَّر حتى الوجبات السريعة على أنها نذير شغب سياسي. بين بيتزا البنتاغون وبيتزا تل أبيب، يبدو تعطش العالم للسلام أقل إلحاحًا من تعطشه للوجبات السريعة.